البحث عن خطة جديدة للعراق بعيدا عن توصيات بيكر

 

دعا الرئيس الامريكي جورج بوش الديمقراطيين والجمهوريين يوم السبت الى التعاون بشأن استراتيجية جديدة للحرب في العراق بعد ان قالت لجنة عالية المستوى ان النهج الحالي للادارة لا يحقق النجاح.

وقال بوش في كلمته الاذاعية الاسبوعية "انها مسؤوليتنا جميعا في واشنطن سواء الجمهوريين او الديمقراطيين ان نعمل سويا من اجل التوصل الى توافق كبير في الرأي حول افضل السبل للمضي قدما."

ويتعرض بوش لضغوط من اجل تغيير استراتيجيته في الحرب التي لا تحظى بشعبية وذلك في ظل تصاعد العنف الطائفي وزيادة عدد الامريكيين غير الراضين عن اسلوب معالجته للصراع.

وفي اطار مراجعته للوضع يجتمع بوش يوم الاثنين مع مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الامريكية ثم يلتقي في البيت الابيض مع عدد من الخبراء الخارجيين لبحث موضوع العراق.

ويعقد بوش يوم الثلاثاء مؤتمرا صحفيا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع القادة العسكريين الامريكيين في بغداد والسفير الامريكي لدى العراق زلماي خليل زاد. كما يزور وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاربعاء لاجراء محادثات مع كبار مسؤولي الدفاع.

وأبدى بوش فتورا تجاه توصيات لجنة دراسة العراق التي تدعو الى سحب القوات الامريكية المقاتلة من العراق بحلول اوائل عام 2008 وان تجري الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع ايران وسوريا.

ووافق بوش على عدة نقاط من التقرير.

وقال بوش "تقرير مجموعة دراسة العراق يؤيد ايضا بكل وضوح الهدف الاستراتيجي الذي حددناه في العراق../وهو/ اقامة عراق يستطيع ان (يحكم نفسه ويستمر بنفسه ويدافع عن نفسه)."

ووصفت اللجنة المؤلفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يوم الاربعاء الوضع في العراق بانه "خطير ومتدهور" واصدرت تقريرا يتضمن 79 توصية يحث الولايات المتحدة على البدء في جهود دبلوماسية اقليمية وتعزيز تدريب القوات الامريكية لوحدات الجيش العراقي.

وحث جيمس بيكر رئيس اللجنة بالمشاركة والذي يحظى بثقة والد بوش الادارة الامريكية على عدم الاخذ بالتوصيات التي تروق لها فقط بل ان تأخذها كلها كحزمة واحدة.

وقال بوش انه سيبحث جميع توصيات اللجنة الا انه قال ايضا انه سينتظر مراجعات اخرى من البنتاجون ووزارة الخارجية ومجلس الامن القومي والمتوقع صدورها قريبا.

وقال بوش "اريد ان اسمع جميع النصائح حتى استطيع اتخاذ القرارات لوضع مسار جديد في العراق."

وقالت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض يوم الجمعة ان الادارة تهدف الى اتمام مراجعتها قريبا حتى يتمكن الرئيس حسبما يأمل ان يخاطب الامة بشأن خطة جديدة للعراق قبل عطلة عيد الميلاد.

وقال عضو مجلس النواب سيلفستر رييس وهو ديمقراطي من تكساس والرئيس القادم للجنة المخابرات بالمجلس ان حزبه مستعد للعمل مع بوش وأيد بعض مقترحات اللجنة مثل تعديل مهمة القوات وبدء جهود دبلوماسية اقليمية.

وقال في الكلمة الاذاعية لحزبه "اذا كان الرئيس جادا بشأن الحاجة الى التغيير في العراق فسوف يجد هو الديمقراطيين على استعداد للعمل معه في جهود للحزبين من اجل ايجاد سبيل لانهاء الحرب بأسرع ما يمكن."

بدورها ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش تدرس ثلاثة خيارات لاعادة تحديد التزامها العسكري والسياسي في العراق

وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر قريبة من الملف ان الخيارات الرئيسية تشمل زيادة في عديد القوات على المدى القصير تتراوح بين 15 وثلاثين الف رجل لاحلال الامن في بغداد وتسريع عملية تشكيل القوات العراقية.وتشير استراتيجية اخرى الى تحديد مهمة القوات بمطاردة الارهابيين التابعين لتنظيم القاعدة فقط، كما اضافت الصحيفة.

واخيرا يتضمن الخيار الثالث تقديم الدعم السياسي الامريكي للغالبية الشيعية فقط والتخلي عن محاولات مصالحة المتمردين السنة.

واضافت واشنطن بوست ان مصادرها تعتبر ان القلق الرئيسي لدى الرئيس بوش ومستشاريه يكمن في ايجاد بدائل لخطة بيكر.لكن النزعة الاساسية داخل الادارة تتمثل في نقل مسؤولية المشاكل في العراق الى العراقيين انفسهم، وفقا للصحيفة.وتابعت الصحيفة انه من المتوقع ان يتحدث الرئيس بوش عن خيارات البيت الابيض التي تعني وزارة الخارجية ومجلس الامن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه). ووزارة الدفاع (البنتاغون) في خطاب في الأسبوع الذي يبدأ في الثامن عشر من ديسمبر

بدوره يعرض الجنرال الامريكي المتقاعد جاي غارنر، اول حاكم مدني اميركي في العراق، خطة وضعها شخصيا ومن دون اي تكليف رسمي لتحسين الوضع الامريكي هناك وهي تتركز على تقسيم العراق الى ثلاث مناطق شيعية وسنية وكردية وتفعيل التدريب الامريكي للقوات العراقية وتسليحها.

ويعرض غارنر، الذي تسلم منصب الحاكم المدني الاول في العراق على اثر غزوه عام 2003، الخطوط العريضة لخطته في مقابلة على قناة(c span) برايان لامب ستبث ، وتم تسجيلها قبل نشر تقرير لجنة بايكر هاملتون.

ويقترح غارنر، الذي اشرف على تشكيل الادارة الكردية المستقلة ذاتيا في الشمال عام 1991، تقسيم العراق الى مناطق سنية وشيعية وكردية على ان يضمن لكل عراقي حصة من عائدات النفط العراقي.

ويشدد غارنر في خطته، كما اوصى ايضا تقرير اللجنة، على زيادة مجال عمل ومهمات المدربين الامريكيين للقوات العسكرية العراقية، فضلا عن تزويد القوات العراقية بمعدات اميركية الصنع احدث من الاسلحة التي حصلوا عليها بعد معاهدة وارسو وهو الامر الذي سيزيد ثقتهم بقدراتهم القتالية.

ويضيف وفي حال لم تسر الامور كما هو مخطط لها يمكنك دائما ان تقطع الامدادات بقطع الغيار وبالتالي تصبح جميعها من دون فائدة.

ويركز غارنر في خطته على ضرورة زيادة فاعلية القوات العراقية وانسحاب القوات الامريكية من القواعد العسكرية في المقابل وتسلمها مهام الانقاذ في حالات الطوارئ الامنية على ان يشمل انسحابها كامل الاراضي العراقية مع وصول القوات العراقية الى حال الجهوزية الكاملة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين11  /كانون الأول  /2006 -19 /ذي القعدة /1427