من يملك وماذا يملك الإعلام الأمريكي؟

 

ألغى قانون الاتصالات السلكية واللاسلكية لعام 1996 بعض المؤسسات التي تشرف وتقنن قطاع الاتصالات في الولايات المتحدة، وخلق في الوقت ذاته البعض الأخر من المؤسسات. وقد صاحب هذا التغيير ظهور موجة من اندماج الشركات أسفر عن ظهور تكتلات إعلامية تبلغ ميزانياتها مليارات الدولارات. وتتركز ملكية وسائل الإعلام في الوقت الحاضر في أيدي عدد قليل من الشركات الضخمة فقط. ومن بين تلك الشركات التي تهيمن على الإعلام الأمريكي؛ تايمز وارنر- أي أو إل وتمتلك (سي إن إن CNN )، ديزني وتمتلك (أي بي سي ABC)، شركة أخبار روبرت مردوخ وتمتلك(فوكس تي في FOX)، جنرال إليكتريك وتمتلك (إن بي سي NBC)، فاياكوم وتمتلك (سي بي إس CBS )، بيرتيلسوان وشركات أخرى كما ينقل ذلك تقرير واشنطن. 

وتعد سي إن إن، وفوكس نيوز، وإم إس إن بي سي أكبر ثلاث شبكات كابل إخبارية في أمريكا اليوم، وتضم جميعها قنوات إخبارية تبث عن طريق الكابل على مدار الساعة، إضافة إلى مواقع أخبار على شبكة الإنترنت يتم تحديثها بشكل مستمر. وتحتل قناة سي إن إن الإخبارية، التي أنشأها تيد تيرنر عام 1980، حاليا المركز الأول بين شبكات أخبار الكابل الأمريكية، حسب قياسات جمهورها الحديثة.  ويمتلك تلك الشبكة تايم وارنر التي تعد اليوم أكبر تكتل إعلامي أمريكي، والتي تمتلك أيضا عددا من المؤسسات الشهيرة مثل وارنر بروذرز استوديو، سبورتس إليستراتيد، وأي أو إل إنستانت ميسجنج.

أما فوكس نيوز، وشبكة تلفزيون فوكس، وفوكس القرن العشرين، وفوكس 2000، وقناة إف إكس، وكذلك بابلشر هاربر كولينز فتمتلكها جميعا شركة أخبار روبرت مردوخ، التي تعد خامس أكبر الشركات الإعلامية الضخمة في الولايات المتحدة. وقد حصلت فوكس نيوز على تقديرات تفوق من حيث معدل المشاهدة منافستيها الرئيسيتين، سي إن إن، وإم إس إن بي سي. ومنذ يناير 2005 أصبح باستطاعة 85 مليون منزل داخل الولايات المتحدة وخارجها مشاهدة المحطة، التي تبث في المقام الأول من خارج استوديوهاتها الواقعة في مدينة نيويورك. 

وبالنسبة لمحطة إم إس إن بي سي فهي ملكية مشتركة ما بين مايكروسوفت وإن بي سي، وتحتل الآن المركز الثالث بين محطات الكابل الإخبارية الأمريكية من حيث نسبة المشاهدة. وقد أنشأتها شركتا مايكروسوفت ووحدة إن بي سي التابعة لجنرال إليكتريك، والتي تعرف باسم إن بي سي يونيفيرسال منذ العام 1996. وفي ديسمبر من العام 2005 استولت إن بي سي يونيفيرسال على أغلبية أسهم الشركة تاركة نسبة 18% فقط لمايكروسوفت.

وتخضع شبكات سي إن إن، وفوكس نيوز، وإم إس إن بي سي لملكية تكتلات إعلامية مختلفة، ترتبط جميعها بصلات  مشتركة، وتلعب دورا في قطاعات الإعلام المختلفة والتي تضم صحفا ومحطات تلفزيون محلية ومجلات بالاضافة إلى استوديوهات تصوير أفلام السينما.  وعلى سبيل المثال، تمتلك تايم وارنر، التي تعد أكبر شركات الإعلام والترفيه في العالم، شركات أعمال أخري في مجالات الكتب، وشبكات تلفزيون الكابل، وخدمات مواقع الشبكة الإلكترونية، ومجلات تجارية، إلى جانب شركات إنتاج أفلام. وتعد مجلات مثل تايم، فورتشن، سبورتس إليستراتيد، موني، بيبول، ولايف أند إنترتينمينت ويكلي مصادر معروفة للأخبار والمعلومات، سواء كانت معنية بالرياضة، أو الشئون العالمية، أو الاقتصاد، أو أخبار هوليوود.

ووفقا لموقع تايم وارنر، تظهر الإحصائيات أن تايم إنك هي أكبر شركة نشر مجلات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. إذ تنشر حوالي 150 مجلة في جميع أنحاء العالم، يقرأها 173 مليون شخص كل شهر. وفي العام الجاري فازت مجلة تايم، ومجلة جولف بجوائز ناشيونال ماجازين الشهيرة.  وقد احتلت مجلة تايم المركز الأول في التصنيف المتميز العام، كما اعتبر تقرير التايمز الخاص حول إعصار كاترينا أفضل تغطية على مستوى الموضوعات الفردية.

المجلات الأسبوعية

مجلة تايم هي مجلة إخبارية أمريكية أسبوعية أصبحت جزءا من شركة تايم وارنر بالاندماج مع شركتي وارنر كوميونيكيشن أو (وارنر للاتصالات) وتايم إنك في العام 1989. ويأتي بعد مجلة تايم، التي تحتل المركز الثاني كأكبر مجلة أسبوعية في الولايات المتحدة، مجلة إخبارية أمريكية أسبوعية أخرى هي نيوزويك، ومقرها نيويورك. وتوزع اليوم في جميع أنحاء العالم أكثر من أربعة ملايين نسخة يقرأها ما يزيد على 21 مليون قارئ. كما تفاخر نيوزويك أيضا بحصولها على العديد من جوائز ناشيونال ماجازين ذات المكانة الخاصة، والتي تمنحها مؤسسة "المجتمع الأمريكي لمحرري المجلات". ولدى المجلة شبكة دولية من المراسلين، والمندوبين، والمحررين تمدها بتغطية شاملة للأحداث المحلية والدولية. كما قامت أيضا نيوزويك إنك بنشر مجلة نيوزويك الدولية، التي تظهر أسبوعيا في أكثر من 190 دولة في جميع أنحاء العالم. إضافة إلى ذلك، يقدم للجمهور مجلة أسبوعية على الموقع الإلكتروني نيوزويك دوت كوم. كما تعد مجلة نيوزويك شريك استراتيجي لشبكة إن بي سي.

أما ثالث أشهر المجلات الأسبوعية في أمريكا فهي يو إس نيوز أند ورلد ريبورت، ومقرها العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وأنشأت عام 1933 تحت اسم يونايتد ستاتس نيوز. وكان نتيجة الاندماج الصحفي الذي تم بين يونايتد ستاتس نيوز وورلد ريبورت في العام 1948 ظهور مجلة يو إس نيوز أند ورلد ريبورت، وتمتلكها حاليا شركة يو إس نيوز وورلد ريبورت, إل بي. وبالرغم من أن مجلتي تايم ونيوزويك تعدان أوسع انتشارا، إلا ن يو إس نيوز أند ورلد ريبورت تسوق نفسها بأنها تركز بصورة أكثر اتساقا على الأمور الأهم أكثر من منافستيها الرئيسيتين.

الصحف اليومية

ومن بين أكثر الصحف احتراما وتأثيرا في الولايات المتحدة اليوم نيويورك تايمز، ويو إس أي توداي، واشنطن بوست، ووول ستريت جورنال. وتهيمن تلك الصحف على الحياة الاقتصادية والسياسية الأمريكية وتحدد التوجهات والقواعد لمعظم مصادر الأخبار الأخرى.  وتعد نيويورك تايمز أكبر جريدة إقليمية في الولايات المتحدة. وقد أسست عام 1851، وتمتلكها شركة نيويورك تايمز، التي تتولى نشر العديد من المطبوعات الهامة مثل إنترناشيونال هيرالد تريبيون، ذي بوسطن غلوب، إضافة إلى خمسة عشر صحيفة يومية أخرى. إلى جانب ذلك، تمتلك شركة نيويورك تايمز شبكة تضم تسع محطات تلفزيونية، ومحطتين للإذاعة في نيويورك، فضلا عن قرابة 35 موقعا إليكترونيا؛ مثل إن واي تايمز دوت كوم، بوسطن دوت كوم، وأبوت دوت كوم. وقد حصلت الشركة على 115 جائزة من جوائز بولتزر الصحفية واستشهاد عنها.

وهناك صحيفة أمريكية قومية أخرى هي يو إس أي توداي ويمتلكها ويقوم بنشرها شركة جانت. ويقال إنها أوسع الصحف انتشارا في الولايات المتحدة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد صحيفة ذي تايمز أوف أنديا من حيث التوزيع على مستوى العالم. وتعد جانت كبرى شركات الأخبار والمعلومات، وتعمل كشركة دولية رائدة، ومركزها الرئيسي يقع في ماكلين بولاية فيرجينيا. كما أنها تدار في 41 دولة وعاصمة منها واشنطن دي سي، والمملكة المتحدة، وكندا، وبلجيكا، وألمانيا، وهونج كونج، وسنغافورة. وهي متاحة الآن في أسواق 60 دولة في جميع أنحاء العالم، وتعد أكبر مجموعة صحفية من حيث الانتشار.

أما واشنطن بوست، ومقرها واشنطن العاصمة، فقد أنشئت عام 1877 وهي جزء من شركة واشنطن بوست، التي تمتلك عدد آخر من الممتلكات الإعلامية وغير الإعلامية المؤثرة في محطات تلفزيونية متنوعة، وشركات الكابل التلفزيونية، والمواقع الإلكترونية، ومجلات تكنولوجيا المعلومات الموجهة حكوميا، وسلسلة من صحف المجتمع الخاصة بسكان ولاية ميريلاند. ومن بين تلك الإصدارات مجلة نيوزويك، ومجلة إلكترونية تحمل اسم سلات أند ذي كابلان. وقد حصلت واشنطن بوست هذا العام على 22 جائزة من جوائز بوليتزر الصحفية، و18 منحة من مؤسسة نيومان، إضافة إلى 368 جائزة من جمعية البيت الأبيض لمصوري الأخبار.

وأخيرا تبقى صحيفة ذي وول ستريت جورنال، وهي صحيفة يومية دولية أخرى مقرها مدينة نيويورك، وتعتبر أهم صحف الأعمال في العالم، وتقوم بنشر نسخة آسيوية وأخرى أوروبية. واليوم تحتل ذي وول ستريت جورنال المرتبة الثانية من حيث الانتشار بعد صحيفة يو إس أي توداي. أما منافستها اليومية الرئيسية فهي صحيفة فينانشيال تايمز، ومقرها لندن. وقد أسست شركة داو جونز، التي تقوم بنشر أهم الأخبار والمعلومات الخاصة بالأعمال والمال في العالم، الصحيفة في العام 1889. وتضم الشركة أربعة أقسام أساسية تشمل كونسيومر ميديا جروب (التي تنتمي إليها صحيفة ذي وول ستريت جورنال)، ذي أنتربرايز ميديا جروب، ذي كوميونتي ميديا جروب، وكذلك استراتيجيك إليانسيز.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين11  /كانون الأول  /2006 -19 /ذي القعدة /1427