اللهم اجعل هذا البلد آمنا!!

علياء الانصاري*

 دعاء... نجوى... شعار، هو ديدن كل عراقي يستنشق الهواء في زمن الرعب المفخخ. الكل يتساءل: متى يصبح هذا البلد آمنا؟!

الكل يستنكر محتجا على السماء، متى يستجيب الرب وينقذ العباد من الفناء والهلاك.

والكل ايضا يلعن بعض العباد الذين يسومون البعض الاخر سوء العذاب والموت والدمار.

ولكن... لم يتساءل بعض منهم او قلة منهم، لماذا يحدث كل هذا؟ كيف يمكن ان يصبح هذا البلد آمنا؟!

اظن ان الامان الذي يبحث عنه الجميع، وطنيا واقليميا ودوليا يكمن في عبارة صغيرة جدا: (معرفة النفس)!!

فكلما عرفنا حقيقة أنفسنا، ماذا نريد؟ ولماذا؟  وكيف نحقق ما نريد؟ كلما تجلت الاشياء على حقيقتها في الفلك المشحون بذبذبات حركتنا الدوارة ما بين الزمن الماضي والزمن الاتي.

   ولان ثقافة معرفة النفس تؤسس لثقافة معرفة الرب، تلك الثقافة التي تبرمج سلوكيات الانسان على اسس الرحمة والاحسان واحترام الذات والاخر، وتسمو بالروح لتصل الى مصاف الملائكة السابحة بالحركة سلاما وخيرا ما بين الارض والسماء.

   لذلك معرفة النفس، جذوة توقد سلاما تستدفئ به الروح لتشع آمانا لكل من حولها، فان فقدت الروح تلك الجذوة، أحاط بها الارهاب بكل انواعه السياسية والاجتماعية والفكرية والنفسية والتفخيخية من كل جانب.

    يمكن اختصار جهود كل المهتمين بقضية الارهاب هنا او هناك من منظمات دولية وعالمية وعربية واقليمية ومصالحات وطنية في عبارة واحدة: (السلام يكمن في ذواتنا، فان عجزنا عن ايجاده في ثنايا الروح، فسنكون اعجز في البحث عنه هنا او هناك).

   مشكلة الانسان على ارضنا، انه عاجز عن التصالح مع نفسه، غير قادر على ان يفهم معنى السلام مع روحه، وغير قادر على ان يُفعِّل ثقافة السلام في مجتمعه الصغير ودائرته الحياتية الخاصة، فكيف نطلب منه ان يتصالح مع الاخر، ويفعل ثقافة السلام في مجتمعه الكبير ودائرته الحياتية العامة؟!

   مشكلة الانسان على ارضنا، انه غير قادرة على قراءة نفسه بوعي وصدق ووضوح، فكيف نطلب منه ان يقرأ الاخر ومن ثم الحياة بوعي وصدق ووضوح؟! ايها الناس، مشكلتنا ليست سياسية، انما هي مشكلة الانسان مع نفسه وربه والاخر!!

مشكلتنا مع السلام نفسه، لاننا عاجزون عن التصالح معه اولا!! 

*مديرة منظمة بنت الرافدين / بابل

alyaa@brob.org 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد10  /كانون الأول  /2006 -18 /ذي القعدة /1427