تكفيريون بعد تدريبهم يعودون الى السعودية من العراق لشن هجمات

 

ذكر مسؤولون وخبراء الثلاثاء ان السعودية التي اعتقلت نحو 136 ممن يشتبه في انهم من اتباع تنظيم القاعدة تخشى من ان يصبح العراق معسكرا لتدريب مسلحين يعودون الى المملكة لشن الهجمات.

وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي لوكالة فرانس برس ان "مجموعه من الخلايا التي اعتقلت في الحملة الامنية السعودية الاخيرة كانت مختصه بتهريب شباب سعودي متحمس للجهاد الى مناطق مضطربة امنيا" في اشارة الى العراق.

واضاف ان الهدف من ذلك هو "تدريبهم واكسابهم الخبرات القتالية وتعبئتهم نفسيا ثم اعادتهم للمملكة لتنفيذ اعمال عنف تخلق اوضاعا امنية مضطربة والانتقال بعد ذلك الى اعادة احياء تنظيمهم الارهابي الذي تعرض لضربات قوية" في اشارة الى تنظيم القاعدة.

وتابع اللواء التركي ان "هؤلاء الذين يجندون الشباب السعودي ويحاولون تهريبهم للخارج يستغلون ما يحصل في فلسطين وما يحصل في العراق ليدفعوا الشباب للقتال في العراق بحجة محاربة الاحتلال ثم تجنيدهم وتدريبهم هناك لاعادتهم للمملكة".

واوضح اللواء التركي ان "الارهابيين لم يعد لديهم داخل المملكة القدره لتدريب من يجندوهم من عناصر لذلك يلجأون الى تهريبهم للخارج وتدريبهم واقناعهم بالعوده للعمل داخل المملكة".

واعلنت وزارة الداخلية السعودية السبت ان قوات الامن السعودية اعتقلت 136 مشتبها به من تنظيم القاعدة معظمهم سعوديون وذلك خلال سلسلة هجمات نفذتها في انحاء البلاد خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة.

وتعتبر هذه اكبر عملية اعتقال منذ بدأت الحكومة السعودية مكافحة المتطرفين الاسلاميين الذين نفذوا سلسلة من الهجمات والتفجيرات في المملكة الغنية بالنفط في ايار/مايو 2003.

ونقلت وكالة الانباء السعودية عن بيان صادر عن وزارة الداخلية

ان 115 سعوديا و21 اجنبيا بين الموقوفين.

وقال البيان ان المعتقلين شكلوا مجموعة من "اللجان المالية والشرعية والاعلامية" لتنفيذ عمليات في داخل البلاد وتسهيل تنقل الناشطين الى "المناطق المضطربة" مشيرا على الارجح الى العراق حيث يقاتل سعوديون في صفوف المقاومة ضد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

واضاف البيان ان قوات الامن اعتقلت ايضا 16 مشبوها بينهم اثنان من الاجانب وكانوا مرتبطين بعناصر خارجية لتهريب الاشخاص بهدف تدريبهم في الخارج واعادتهم للقيام بعمليات في داخل المملكة.

وكان العديد من المنتمين الى تنظيم القاعدة الذين شنوا هجمات داخل السعودية خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية تلقوا تدريبا في افغانستان بعد انضمامهم الى القتال ضد الاتحاد السوفياتي في الثمانينات.

وكان وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبدالعزيز صرح الاحد ان بعض من اعتقلو كانوا يعدون لعمليات اغتيال واعمال ارهابية.

وقال مصدر دبلوماسي عربي في الرياض لوكالة فرانس برس ان السعوديين "يلحون على الحكومة العراقية لتسليمها من تعتقلهم من السعوديين في العراق لتستطيع السلطات الامنية السعودية ان تحقق معهم وتحصل على معلومات عن الشبكات التي تهربهم للعراق".

واضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان "السلطات العراقية لا تبدي تعاونا يذكر مع الطلب السعودي ومن اجل ذلك لا تنظر السعودية بارتياح للوضع في العراق".

واوضح ان السعودية "تتعاون مع اجهزة الامن الاردنية والمصرية والسورية في تبادل المعلومات حول تهريب السعوديين المؤمنين بفكر الجهاد ضد الاحتلال الاميركي للعراق والامر الذي يثير قلق السلطات السعودية هو ان يتلقفهم تنظيم القاعدة ليجندهم للعودة للمملكة واحياء التنظيم في السعودية".

واعلنت مصر الاثنين اعتقال مجموعة من الاجانب المرتبطين بجماعات ارهابية يقومون بتجنيد الاسلاميين "للجهاد" في العراق.

ويحمل الاعلامي السعودي المختص بالقاعده فارس بن حزام السلطات السعودية المسؤولية في استمرار ظهور شباب سعودي متطرف ومستعد لاعمال العنف.

وقال في تصريح لفرانس برس "لا شك ان نجاح الاجهزة الامنية في القبض على هذا العدد الكبير من العناصر المتطرفة (136 شخصا) امر يستحق التنويه ويدل على قدرة الاجهزة على اختراق الجماعات المتطرفة هذه".

واضاف "لكن ظهور هذا العدد الكبير من المتطرفين يدل على ان هناك جهات تعمل على اعادة تشكيل خلايا جديدة ونائمة لتنظيم القاعدة او لتنظيم متطرف له ارتباطات مع القاعدة".

وتابع "هذا يعني ان هناك خللا في اسلوب محاربة هؤلاء. فالحل الامني لا يكفي في حرب المملكة على الارهاب".

واكد انه "لا بد ان يواكب الحل الامني حلول فكرية لمواجهة الفكر المتطرف واصحابه الذين يقومون بالتعبئة الفكرية للشباب السعودي صغير السن والمتحمس فيدفعونه الى التطرف الجهادي والارهاب ويغيبون عنهم عواقب ما ينتج عن اعمالهم".

ودعا الباحث بن حزام حكومة بلاده الى عدم التهاون مع اصحاب الفكر الديني المتشدد "الذي وصل الى درجة التطرف وتكفير الاخرين لان الخطر ياتي من هؤلاء اكثر من الشباب الذي يغرر به".

بدوره قال وزير الداخلية السعودي في تصريحات أذيعت يوم الثلاثاء انه يتعين على علماء الدين في المملكة بذل مزيد من الجهد للقضاء على الفكر المتشدد في أوساط الشبان السعوديين.

وقال الامير نايف بن عبد العزيز ال سعود في تصريحات أذاعها التلفزيون السعودي "يجب على علمائنا جميعا أن يتحركوا لان هذا دورهم ليصححوا العقيدة في أذهان الشباب في كل مكان.. وأن يكونوا بناة ولا يكونوا أداة هدم."

وتابع قائلا انه للاسف نجحت قوى معادية في التسلل الى بعض صفوف المسلمين وافلحت في حشدهم للعمل ضد الاسلام.

وقالت الحكومة يوم السبت ان المتشددين الذين اعتقلوا ومن بينهم سعوديون وأجانب حصلوا على تأييد علماء دين لم تذكر اسماءهم.

وقال مسؤولون انه تم من خلال "برنامج للتصحيح" تقويم فكر ما يزيد على 700 سعودي كانوا يتبنون العقيدة "التكفيرية" التي يشجعها تنظيم القاعدة الذي شن حملة من أعمال العنف ضد المملكة المتحالفة مع الولايات المتحدة في عام 2003.

ويستخدم تعبير "التكفيرية" لوصف جماعات أو أشخاص يصفون الحكومات الاسلامية أو المسلمين العاديين بأنهم كفار بسبب سياسات أو سلوك أو معتقدات.

ويستخدم متشددون في انحاء عديدة في العالم العقيدة "التكفيرية" لتبرير شن هجمات على الحكومات والاجانب والمدنيين.

وقال عضو في اللجنة ان الشبان ينجذبون للعقيدة الاسلامية المتشددة من خلال مواعظ ومحاضرات لدعاة وكذلك من خلال فتاوى دينية على الانترنت وفي الكتب.

ويؤيد الملك عبد الله عاهل السعودية اجراء اصلاحات اجتماعية وسياسية واقتصادية حذرة منذ أن جاء الى السلطة في العام الماضي. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس7 /كانون الأول  /2006 -15 /ذي القعدة /1427