ماذا تمثل زيارة الحكيم الى واشنطن وهل ستحقق تغييرات سياسية هامة؟

 

قتل مسلحون 15 موظفا في مؤسسة دينية شيعية يوم الثلاثاء بعد يوم واحد من مطالبة أحد أبرز زعماء الشيعة في العراق للرئيس الامريكي جورج بوش باتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد المقاتلين السنة تجنبا لنشوب حرب أهلية.

وقال مسؤولون انه في هجوم منفصل انفجرت ثلاث سيارات ملغومة مما أدى الى مقتل 16 شخصا واصابة 25 اخرين قرب محطة للوقود في منطقة تسكنها طوائف مختلطة في جنوب بغداد.

وقال صلاح عبد الرضا المتحدث باسم ديوان الوقف الشيعي لرويترز ان 15 موظفا مدنيا يعملون بالديوان وهو هيئة تشرف على المواقع الدينية والمساجد قتلوا حين نصب كمين للحافلة التي كانوا يستقلونها في العاصمة.

جاء هذا بعد يوم واحد من اجتماع عبد العزيز الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وهو اكبر حزب في الحكومة العراقية مع بوش في واشنطن.

وقال الحكيم "الضربات التي يتلقونها من القوات المتعددة الجنسية ليست قوية بما يكفي لوضع نهاية لاعمالهم."

وأضاف أن "القضاء على خطر الحرب الاهلية في العراق لا يمكن ان يتحقق الا من خلال توجيه ضربات حاسمة الي البعثيين الارهابيين (وغيرهم من الاسلاميين) في العراق."

ومضى قائلا "والا فاننا سنستمر في ان نشهد مذابح ترتكب بين الحين والاخر ضد العراقيين الابرياء."

وقال بوش الذي تتعرض سياسته في العراق لانتقادات متزايدة حتى من حلفائه السابقين انه ناقش مع الحكيم حاجة الزعماء العراقيين الى "نبذ المتشددين الذين يحاولون وقف تقدم هذه الديمقراطية الشابة."

وحث الحكيم الذي كان يتحدث بعد محادثات مع الرئيس الامريكي جورج بوش واشنطن وحلفاءها على اتخاذ اجراءات أكثر قوة في العراق ونفى ان الغالبية الشيعية تذكي العنف الطائفي.

وأبلغ بوش الحكيم اثناء محادثاتهما في البيت الابيض يوم الاثنين أنه غير راض عن خطى التقدم في العراق وقال في وقت لاحق لمحطة تلفزيون فوكس نيوز "الشيء الذي يحاول الامريكيون فهمه هو لماذا يقتل العراقيون العراقيين بينما ينتظركم مستقبل أفضل."

وجاء الاجماع قبل يومين فقط من الموعد الذي سيتلقى فيه بوش مقترحات من مجموعة دراسة العراق التي تضم اعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويشارك في رئاستها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر.

وقال بوش للصحفيين انه والحكيم ناقشا الحاجة الى "أن يلفظ الزعماء المنتخبون وقادة المجتمع المتطرفين الذين يحاولون وقف تقدم هذه الديمقراطية الشابة."

ويتزعم الحكيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي توجه اتهامات الى جناحه المسلح (كتائب بدر) بادارة فرق اعدام تستهدف العراقيين السنة وهو اتهام ينفيه.

وفي كلمة أمام المعهد الامريكي للسلام الذي ينسق العمل بشأن تقرير مجموعة بيكر دعا الحكيم الى أن تتخذ القوات التي تقودها الولايات المتحدة اجراءات اكثر قوة ضد المتمردين وغيرهم من الاسلاميين السنة مثل القاعدة.

وقال "الضربات التي يتلقونها من القوات المتعددة الجنسية ليست قوية بما يكفي لوضع نهاية لاعمالهم... القضاء على خطر الحرب الاهلية في العراق لا يمكن ان يتحقق الا من خلال توجيه ضربات حاسمة الي البعثيين الارهابيين (وغيرهم من الاسلاميين) في العراق."

ومضى قائلا "والا فاننا سنستمر في ان نشهد مذابح ترتكب بين الحين والاخر ضد العراقيين الابرياء."

ويقول خبراء ان معظم العنف في الاونة الاخيرة جزء من حلقة للهجمات المتبادلة بين الشيعة والاقلية السنية التي فقدت وضعها عندما اطيح بصدام حسين في عام 2003 .

وقال الحكيم ان فكرة الحرب الاهلية في العراق تخيف الشيعة بنفس القدر الذي يخشاه الاخرون. لكنه حذر من أن السلطات الدينية الشيعية "ربما تفقد قدرتها على تهدئة رد الفعل على هجمات التطهير الطائفية المستمرة."

من جانبه حث الرئيس الأمريكي جورج بوش، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، عبد العزيز الحكيم، على تعزيز الجهود المبذولة للسيطرة على الأمن في البلاد، ومكافحة العنف الطائفي.

وعقب اجتماعهما في واشنطن الاثنين، قال بوش إنه ناقش مع الحكيم "الحاجة إلى دعم الحكومة العراقية بأسرع وقت ممكن، بما يتيح لها أن تلبي مطالب المواطنين، وتكون قادرة على تأمين البلاد من القتلة والإرهابيين."

وأضاف بوش قائلا: " أبلغته أننا غير راضين عن إيقاع التقدم في العراق، وبرغبتنا في العمل مع الحكومة الشرعية في العراق لتحقيق أهدافنا المشتركة، وهي إقامة دولة قادرة على الحكم والاستمرار والدفاع عن نفسها."

ويعد الحكيم من أبرز القيادات السياسية والشيعية في البلاد، ولديه صلات قوية للغاية مع إيران.

وقبل زيارة الحكيم لواشنطن بأيام، قال أحد مساعديه إن السيد الحكيم  تلقى الدعوة قبل أشهر عبر الهاتف من قبل الرئيس الأمريكي، كما تلقى دعوة مجددا من وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، خلال زيارتها مؤخرا للعراق.

وكان بوش قد هاتف الحكيم في فبراير/شباط الماضي ليعرب له عن مواساته إزاء تفجير ضريح مقدس للشيعة في سامراء، وهو الحادث الذي أشعل عنفا طائفيا بين السنّة والشيعة.

وكان الحكيم قد أعلن السبت الماضي رفضه لاقتراح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، بشأن عقد مؤتمر دولي حول العراق، واصفاً الاقتراح بأنه "غير شرعي" و"غير جدي."

وقال الحكيم إن حل المشكلة العراقية يجب أن يكون في بغداد ، ومن خلال العراقيين أنفسهم.

وأشار الحكيم إلى أن "عناصر القاعدة والتكفيريين والصداميين، يشنون حرب إبادة في العراق منذ ثلاث سنوات، من أجل إذكاء الفتنة الطائفية في العراق"، حسب قوله.

وفي تصريحات الجمعة، قال الحكيم إنه يرفض القتل على أساس الهوية المذهبية، ووصف ذلك بأنه من "أكبر المعاصي"، لافتاً إلى أن السنة والشيعة في العراق يتصاهرون، وأن "النسيج العراقي واحد غير قابل للتفكيك."

وأضاف، في خطبة صلاة الجمعة بمسجد الملك حسين في العاصمة الأردنية عمان، قائلاً: "إن العراقيين أقوى من كل المحاولات التي تريد تمزيقهم."

واشاد بوش بالحكيم "لموقفه القوي ضد قتل الابرياء" لكنه قال أيضا "أبلغته اننا غير راضين عن خطى التقدم في العراق."

عبد العزيز الحكيم يعارض انسحابا اميركيا فوريا من العراق

 

الرئيس الاميركي جورج بوش مستقبلا عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في البيت الابيض الاثنين

واشنطن (اف ب)- اعرب رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم الاثنين في واشنطن عن معارضته لانسحاب فوري للقوات الاميركية من العراق وذلك اثر محادثات اجراها مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.

وقال الحكيم لدى خروجه من وزارة الخارجية ان "الحكومة العراقية طلبت من القوات الاميركية البقاء في العراق مع اعطاء مزيد من المسؤوليات الى القوات والمسؤولين العراقيين حتى يتمكنوا من حل مشاكل الارهاب". وقال الحكيم انه اجرى مع رايس "محادثات واضحة وشفافة وصريحة" وشدد على انه لا يحمل "اي رسالة" من ايران الى الولايات المتحدة.

واستقبل الرئيس الاميركي جورج بوش بعد ذلك عبد العزيز الحكيم في البيت الابيض. وقال بوش في ختام اللقاء "قلت له اننا لسنا راضين عن السرعة الي يتم بها احراز التقدم في العراق واننا نريد مواصلة العمل مع الحكومة العراقية التي تتمتع بالسيادة لتحقيق الاهداف المتبادلة".

واضاف بوش "تحدثنا عن ضرورة اعطاء الحكومة في اسرع وقت ممكن الوسائل التي تمكنها من القيام بما يرغب به الشعب العراقي اي حماية بلدهم من المتطرفين والقتلة".

وقال الحكيم من جهته "بحثنا في السبل الواجب اعمتادها لتوفير كل ما تحتاجه القوات المسلحة العراقية في مجال التسلح والتدريب ولتتمكن من ضمان الامن".

واضاف "نعتبر ان المشاكل العراقية يجب ان يحلها العراقيون بمساعدة اصدقائهم اينما وجدوا. لكننا رفضنا كل المحاولات الهادفة الى حل المشاكل العراقية على المستوى الاقليمي او الدولي" مجددا بذلك رفضه اقتراح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بعقد مؤتمر دولي حول الوضع في العراق.

ووجه الحكيم بعد ذلك في كلمة القاها امام "معهد السلام" للابحاث في واشنطن نداء لكي تبرم بغداد مع جيرانها اتفاقات "لمكافحة الارهاب" في المنطقة. واوضح "نحن بحاجة اولا الى ابرام اتفاقات لضمان الامن مع الدول المجاورة وفي المنطقة لمكافحة الارهاب وتسليم المجرمين".

وتنشر الولايات المتحدة 140 الف عسكري في العراق الذي يشهد اعمال عنف طائفية اسفرت عن مقتل 13 الف مدني في غضون اربعة اشهر على ما تفيد الامم المتحدة. وترفض الولايات المتحدة اشراك ايران في مفاوضات محتملة حول مستقبل العراق.

واتى لقاء الحكيم وبوش بعد اربعة ايام على لقاء الرئيس الاميركي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في عمان. ومن المقرر ان يلتقي في كانون الثاني/يناير نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي زعيم الحزب الاسلامي احد الاحزاب السنية الرئيسية.

ويتزعم الحكيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وهو من اهم الاحزاب الشيعية في البلاد واكبر كتلة برلمانية في العراق مؤلفة من 130 نائبا من اصل 275 في البرلمان العراقي.

غير ان الكثير من العراقيين يخشون من ان تكون دولتهم الغنية بالنفط قد تجاوزت نقطة اللاعودة في الانقسامات الطائفية بعد ان أدى تدمير ضريح شيعي في فبراير شباط الى اطلاق موجة من العنف المتبادل الذي تصاعدت وتيرته منذ ذلك الحين. وتكافح حكومة المالكي لتحقيق اي انجاز ملموس منذ توليها السلطة قبل سبعة أشهر.

وانتقدت حكومة المالكي تصريحات الامين العام للامم المتحدة.

وقالت ان عنان بوصفه الاحداث في العراق بأنها حرب اهلية يحسن من صورة النظام السابق المعروف بجرائمه ضد الانسانية.

كما رفضت دعوته لعقد مؤتمر دولي بشأن العراق واصفة ذلك بانها اهانة للناخبين وللديمقراطية بالعراق.

وقبل الاجتماع مع بوش التقى الحكيم مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس وقال عقب الاجتماع انهما اجريا نقاشا "صريحا" بشأن القضايا الامنية. ورغم ان الحكيم لا يشغل منصبا وزاريا بالحكومة العراقية الا ان لديه قاعدة سلطة اكبر بكثير مما لدى المالكي.

وقال ان جميع الطوائف لها مكان في العراق لكن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يحتفظ بعلاقات وثيقة مع خصوم الولايات المتحدة في ايران الشيعية يدافع ايضا بقوة عن مبدا حكم الاغلبية الشيعية.

ومن المنتظر ان تقدم مجموعة دراسة العراق المؤلفة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ويشارك في رئاستها وزير الخارجية الاسبق جيمس بيكر مقترحات جديدة لبوش يوم الاربعاء بشان استقرار الاوضاع في العراق وتقليص وجود القوات الامريكية.

وقد تتضمن هذه المقترحات ترك الولايات المتحدة دور القيادة للقوات العراقية والسعي للحصول على المساعدة من ايران وسوريا.

وتضع الولايات المتحدة امالا كبيرة على اداء اكثر من 300 الف جندي وشرطي عراقي اكملوا تدريباتهم في الاونة الاخيرة.

وحصل المالكي على وعد من بوش بتوفير المزيد من التدريبات والمعدات وقال الاسبوع الماضي انه يتوقع ان يكون بمقدور القوات العراقية تولي المسؤولية الامنية الكاملة بحلول يونيو حزيران.

غير ان القادة الامريكيين يشككون في مدى كفاءة القوات والولاءات الطائفية لكثير من الوحدات العراقية. وينظر الى الكثير منها على انها موالية لحزب الحكيم او لمنافسه الشيعي الرئيسي مقتدى الصدر بينما يتطلع البعض الى الزعماء السنة او الاكراد لاصدار توجيهات لهم.

على صعيد ذي صلة دعا اية الله محمد اليعقوبي في بيان وزعه مكتبه في النجف ، الى "تفكيك التحالفات القائمة على "اساس طائفي" بغية تجنب اندلاع "الحرب الاهلية" في العراق وقال "يمكن تفادي الحرب الأهلية بالقضاء على أسبابها" عبر القيام ب "اصلاحات سياسية جذرية بينها تفكيك الائتلافات والتحالفات على اسس طائفية او عرقية لانهاء حالة التخندق الطائفي".وطالب ب"اعادة النظر في جملة من القرارات الخاطئة". ودعا الى "انهاء حالة الاحتلال واقتصار الجهد الدولي على المساعدة بالمقدار الذي يحتاجه العراقيون" و"اجراء انتخابات برلمانية تكميلية او تعديلية كل سنتين في هذه المرحلة الانتقالية من تاريخ العراق لتسارع التغيرات والتحولات".

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 6/كانون الأول  /2006 -14/ذي القعدة /1427