الازمة العراقية ... خيارات

 

ادارة البيت الابيض وسط تداعيات السياسة الامريكية في العراق  تدرس عن كثب جملة من الخيارات للخروج من أزمة العراق بما يساعدها على عدم اعطاء خسائر وتنازلات كبيرة، ففضلا عن دعمها لرئيس الوزراء نوري المالكي بوصفه القائد المناسب لهذه المرحلة ،بحسب وصف الرئيس بوش .

فقد كشفت وسائل اعلام اميركية ان لجنة يرأسها رئيس هيئة الاركان في البنتاغون الجنرال بيس قدمت طيفا من الخيارات، وليس توصيات كما في لجنة بيكر، وأحد هذه الخيارات هو ما اسمته بخيار الاندفاع والخروج، وفيما نفت الولايات المتحدة صحة المعلومات التي نشرت امس الاول المنسوبة الى مسؤولين كبار بأن ادارة الرئيس بوش ترسم اولويات جديدة تقوم على تغيير تحالفاتها مع فئات عراقية يلتقي بوش اليوم في واشنطن السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية على أمل ان يلتقي بنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في الشهر المقبل. وتحاول ادارة بوش بهذين اللقاءين تبديد المخاوف من أنها تساند جماعة على حساب اخرى وقالت: ان هذا الكلام يضعف جهودها في المصالحة الوطنية.

وتتمثل خطة الاندفاع والخروج التي اقترحها رئيس هيئة الاركان المشتركة في البنتاغون الجنرال بيتر بيس على راس فريق من 12 قائدا عسكريا بتعزيز القوات الاميركية بعشرين الف جندي واضافة 14 الفا الى موجودها في بغداد.

وقالت صحيفة ستاندارد الاميركية في عددها امس: ان الفريق يعتقد ان اندفاعا عسكريا أمده ستة اشهر قد يمكنه اخماد العنف في بغداد، مع توفير احتمال ان الاندفاع قد يستمر ستة اشهر اخرى.

ويعني هذا بحسب افتراضات الفريق ان القوات الميركية بوسعها ربح الحرب بعد ذلك، ويمكنها ان تخطط للخروج.

وتقول الصحيفة: ان توصيات لجنة بيكر التي من المؤمل طرحها في السادس من هذا الشهر والتي توصي بفتح الباب امام حوار مع ايران وسوريا بشأن الملف العراقي تواجه اعتراضات في بغداد وخارج واشنطن، مشيرة الى ان ادارة الرئيس بوش اعلنت عن رغبتها بالنظر في زيادة حجم القوات الاميركية، كما ان مستشار الامن القومي ستيفن هادلي اكد الحاجة الى ملء الفراغ ودعم الالوية الاربعة الموجودة في بغداد. وقالت: ان البنتاغون سيؤمن ان اندفاع القوات امر ضروري لوقف الهزيمة، والاندفاع الاكبر افضل عن اندفاع اصغر، والاندفاع الطويل افضل من قصير الأمد.

ويبدو ان البيت الابيض لم يقف بعد عند خيار نهائي، حيث تأتي خطة بيس بعد اسابيع من الحديث عن خطة بيكر التي توصي بجهد دولي واقليمي وخاصة اشراك كل من ايران وسوريا لاقرار السلام بالعراق وفي هذا الاطار دعا بوش امس الى مزيد من التوافق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي والاستماع الى كل النصائح قبل اتخاذ قرار بشأن ستراتيجية اميركا في العراق وقال: انه يفضل مزيدا من المشاورات والاراء مع فرقاء العملية السياسية في داخل العراق كما اكد اكثر من مرة ولهذا يعتقد المراقبون ان مشاوراته مع السيد عبد العزيز الحكيم في واشنطن اليوم تقع في هذا المحور.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز الاميركية في عددها امس ان بوش يحاول توسيع دائرة التأييد السياسي لرئيس الوزراء المالكي، وان بوسع السيد الحكيم والسيد طارق الهاشمي الذي من المفروض ان يلتقي بوش الشهر المقبل ان يقدما للمالكي دعما كبيرا خاصة في اطار خطته للقضاء على الميليشيات كما ان بوش يحاول زيادة رهاناته والافادة من علاقة الحكيم بايران لترتيب اوضاع الملفين العراقي والايراني.

ويعتقد متابعون ان السيد الحكيم سيعارض التدخل الدولي في مسألة العراق وكان سماحته رفض في عمان قبل توجهه الى واشنطن امس دعوة الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بعقد مؤتمر دولي بشأن العراق، وقال :ان حل المسألة العراقية يجب ان يكون في بغداد.

الى ذلك قال نكروبونتي مدير وكالة المخابرات الاميركية: ان استقرار العراق باتجاه بناء دولة ديمقراطية يأتي من الزعماء العراقيين انفسهم، واردف قائلا: انهم لن يستطيعوا رسم طريق ناجح عالميا الا اذا سعوا الى حل خلافاتهم والتوصل الى حلول وسط بشأن قضايا مهمة والالتزام بسلطة الدولة بشأن مجموعة كاملة من التحديات السياسية والامنية والاقتصادية، لافتا الى ان العنف الطائفي اصبح مدعوما ذاتيا ما يزيد من تحدي زعزعة استقرار البلاد.

وكانت الادارة الاميركية واجهت اتهامات من انها تناصر فئات عراقية بدرجات مختلفة الامر الذي ادى الى تعميق الخلافات وليس حلها، وكانت هذه الاتهامات تشير الى محاولة السفير الاميركي زلماي خليلزاد دعم (السنة)، الا ان صحيفة الواشنطن بوست نسبت الى مسؤولين اميركيين كبار قولهم: ان اولويات الادارة الاميركية ستتغير بدعم(الشيعة والاكراد). ونفى توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الاميركية امس صحة هذه المعلومات، وقال في تصريحات اعلامية: ان اي كلام يدعي ان الولايات المتحدة الاميركية قررت ان تدعم جهة او طرفا واحدا معينا في العراق او انها تتخلى عن الجهود التي تقوم بها للترويج للمصالحة الوطنية الواسعة غير صحيح، وقال: ان الحكومة الاميركية لاتزال ملتزمة بتأييد شؤون العملية السياسية لكل الفئات العراقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 5/كانون الأول  /2006 -13/ذي القعدة /1427