امريكا تتمسك بتحالفها مع شيعة العراق وتتخلى عن جهود المصالحة مع السنة

  

تشير تقارير صحافية نشرت في واشنطن الى احتمال تخلي الولايات المتحدة عن جهودها للمصالحة مع «التمرد السني»، والاستعاضة عن ذلك باعطاء الالوية للشيعة والكرد الذين فازوا بالانتخابات والذين يهيمنون على الحكومة العراقية.

وتقول صحيفة «واشنطن بوست» التي اوردت النبأ ان المقترح الذي قدمته وزارة الخارجية الامريكية الى البيت الابيض في اطار مراجعة شاملة للسياسة الامريكية في العراق، يأتي بعد التوصل الى استنتاج بان جهود المصالحة الكبيرة يمكن ان تكون قد فشلت في تحقيق غرضها.ويشعر مسؤولون كبار في الادارة بان محاولات المصالحة ربما ادت الى نتائج عكسية، بتحييد الاغلبية الشيعية، وترك الولايات المتحدة في موقف هش في العراق، بدون حلفاء حقيقيين. ويسمي بعض موظفي وزارة الخارجية هذا المقترح «بحل الـ %80» اشارة الى نسبة الشيعة والكرد في العراق مقابل نسبة %20 يمثلها السنة.

وكانت السياسة الامريكية في العراق تشدد على ضرورة اقامة حكومة وحدة وطنية، يشارك فيها ممثلون عن الفئات الثلاث الكبرى، الشيعة والسنة والكرد. ويقول المسؤولون الامريكيون انهم لن يتخلوا عن هذا الهدف، لكنهم سوف يتركون قيادة مشروع المصالحة للعراقيين انفسهم.

لكن الاقتراح يواجه معارضة كبيرة من قبل السفير الامريكي خليل زاد و القادة العسكريين الامريكيين في العراق. ويعتقد زلماي ان انخراط المتمردين السنة في العملية السياسية ضروري لتحقيق الاستقرار هناك. وقد طور خليل زاد قائمة طويلة من المتطلبات التي ينبغي تحقيقها من اجل ارضاء المتمردين السنة، تبدأ من اعلان بيان بالعفو، الى تشريع قانون جديد حول توزيع الثروة النفطية. لكن ناقديه يرون انه قد يستطيع التوصل الى اتفاق مع الاطراف المعنية، لكنهم يشككون في قدرة مثل هذا الاتفاق على الصمود.

ولكن معارضي الاقتراح يوردون ثلاثة مخاطر قد ينطوي عليها.

فمن ناحية اولى، يرى هؤلاء ان غياب المصالحة سوف يجعل القوات الامريكية تقاتل بدون غرض سياسي، أي في فراغ سياسي.

كما ان الولايات المتحدة سوف تبدو وكأنها منحازة الى فريق دون اخر في الصراع الطائفي.

واخيرا، يرى هؤلاء ان التراجع عن المصالحة سوف يثير الكثير من الاحتجاج لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وخاصة في الاردن والمملكة العربية السعودية، ودول الخليج. وهي دول كثيرا ما تؤكد على ضرورة اشراك سنة العراق بالعملية السياسية بطريقة مرضية.

غير انه من الممكن ان يسجل المراقب نقطة اختلاف كبرى بين المتمردين السنة وبين مواقف الدول الاقليمية الحليفة للولايات المتحدة من مسألة وجود القوات الامريكية في العراق. ففي الوقت الذي يعلن هؤلاء انهم يقاتلون من اجل اجبار هذه القوات على الانسحاب، او اجبارها على الاقل على وضع جدول زمني للانسحاب، يرفض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة فكرة الانسحاب السريع من العراق، ويعتبرون ان ذلك يمكن ان يؤدي الى حرب اهلية.

لكن بعد عشرة ايام من النقاشات المستفيضة داخل وزارة الخارجية الامريكية، توصل كبار مسؤوليها ان الانغماس العميق في الشؤون السياسية الداخلية العراقية ذات الطابع المحلي يؤدي الى نتائج عكسية، فضلا عن ان التركيز على المصالحة وهو امر لا يبدو ممكن التحقيق في الوقت الحاضر، قد يؤدي الى التأثير سلبيا على علاقة الولايات المتحدة بالشيعة. ويرى كاتب الاقتراح فيليب زيلكو ان الذهاب بعيدا في مشروع المصالحة عرض للخطر فرص نجاح الولايات المتحدة.

وفي سياق هذا التطور أعلن مصدر مطلع أن الزعيم العراقي الشيعي البارز، عبد العزيز الحكيم، رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، سيزور واشنطن قريبا للاجتماع بالرئيس الأمريكي جورج بوش.

وقال مساعد الحكيم إن القائد الشيعي، الذي يعد واحدا من أكثر الشخصيات السياسية نفوذا في العراق، سيغادر للولايات المتحدة في غضون أيام. 

وكشف مساعد الحكيم أن رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية تلقى الدعوة قبل أشهر عبر الهاتف من قبل الرئيس الأمريكي، كما تلقى دعوة مجددا من وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، خلال زيارتها مؤخرا للعراق.

وقال إن الحكيم وبوش سيبحثان "الأزمة السياسية الناشبة في العراق وقضايا أخرى"، ولكنه لم يفصح عن تفاصيل.

ويملك الحكيم والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق علاقات قوية مع النظام الإيراني.

وأوضح المصدر المقرب من الحكيم أن "العراقيين يرحبون بأي جهد من دول الجوار للمساعدة على إحلال السلام في العراق"، في إشارة إلى الحديث المتنامي مؤخرا عن دور مرتقب لإيران في استقرار الأوضاع بالعراق.

ولم يصدر بعد أي تعليق من البيت الأبيض بشأن أنباء زيارة الحكيم إلى واشنطن.

وكان بوش قد هاتف الحكيم في فبراير/شباط الماضي ليعرب له عن مواساته إزاء تفجير ضريح مقدس للشيعة في سامراء، وهو الحادث الذي أشعل عنفا طائفيا بين السنّة والشيعة.

وقال السيد عبد العزيز الحكيم فى ختام زيارته للاردن اليوم السبت إن المشكلة التي يمر بها العراق مشكلة سياسية وليست دينية أو مذهبية أو طائفية.

وقال الحكيم فى مؤتمر صحفى فى العاصمة الاردنية عمان اليوم "في حالة الإقتتال سيكون الخاسر العراقيون بصورة عامة بدون استثناء."

وأضاف الحكيم "الوضع الديمقراطي يتطلب ان يكون هناك رأي ورأي آخر، ولكن الجميع يرومون في النهاية الى وحدة العراق."

كان قد نسب الى الحكيم قوله فى عمان منذ يومين فى لقاء مع العاهل الاردنى" انه فى حالة الاقتتال سيكون الخاسر الوحيد الاخوة السنة ." وهو ما أثار حفيظة العراقيين السنة ونفاه المجلس الاعلى فيما بعد.

وقد تلا المتحدث الرسمي باسم الوفد المرافق للحكيم في المؤتمر الصحفي اليوم بيانا مشتركا فى ختام زيارته للاردن التى استغرفت ثلاثة أيام قال فيه"ان العراق لن يكون ساحة لتصفية الحسابات."

وأضاف البيان "ان الثروات العراقية هي ملك لكل العراقيين."

وأوضح البيان أن "الحكومة الاردنية عبرت عن دعمها لحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي."

وتابع "لا نسمح بأي تدخل في شؤون العراق الداخلية، وهذا لن نسمح به ابدا ."

وقال البيان "نرفض كل المظاهر المسلحة ويجب ان ينحصر السلاح بيد الدولة ."

وأضاف "نرفض القتل على الهوية والعمل على تفعيل دولة القانون ."

كان السيد الحكيم قد التقى الاربعاء الماضى بالعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وبعض المسؤوليين الاردنيين ورئيس مجلس النواب ومجلس الامة الاردنيين.

وأعلن البيت الأبيض الليلة الماضية أن الرئيس الأمريكى جورج بوش سيستقبل الاثنين القادم السيد الحكيم .

وكان بوش قد هاتف الحكيم في فبراير/شباط الماضي ليعرب له عن مواساته إزاء تفجير ضريح مقدس للشيعة في سامراء، وهو الحادث الذي أشعل عنفا طائفيا بين السنّة والشيعة.

وقال مصدر إعلامى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية فى العراق اليوم الجمعة إن السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس المجلس سيزور الولايات المتحدة ضمن جولته التى بدأها بالأردن وتشمل دولا أوربية وعربية. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 3 /كانون الأول   /2006 -11/ذي القعدة /1427