في هذا البيت الشعري للحارث بن وعلة الجرمي تتلخص فلسفة العرب في
مسالة الثار والاخذ به او العفو عنه ثم هو من مقتربات المصالحة التي
نتحدث عنها في عراقنا بعد صنم بغداد.
الاعتراف بجرائم البعث وبشوفينيته البغيضة هي اهم عناصر المصالحة
فلايمكن لاحد ان ينكر او يتبرء من جرائم نظام فاشي ثم لايمكن لاي طائفة
او مكون ان تفتخر بان البعث يمثلها كما يحدث عندنا الان.
فالبعث وصمة عار في جبين كل العراقيين وهو نظام لايشرف اي منهم مهما
كانت هويته جرائم البعث طالت الشيعة والاكراد وهذا الاعتراف يعني اننا
في مرحلة مهمة من حياة العراقيين.
الاعتراف بجرائم البعث يعني اننا نحمل الفاشية كل ماحصل في العراق
وليس السنة فلم تكن السنة يوما ممثلة للبعث ولم يكن البعث يوما ممثلا
للسنة ما يحصل اليوم ان البعثيين يحاولوا الاتكاء على السنة حتى ان
البعثيين في اليمن طردوا الشيعة في مؤتمر لهم من اجل اضفاء صبغة
التسنن على نظام فاشي ومن اجل منح البعث شرعية دينية.
كل هذه الجرائم البعثية التي ارتكبت في العرق طيلة ثلاثة عقود تم
تجاوزها من خلال الاشتراك في العملية السياسية والاستفتاء على الدستور
وتم الاتفاق بين الفرقاء السياسيين على اعتبار البعث منظمة ارهابية
لايمكن لها الاشتراك سياسيا لرسم المستقبل.
اعود الى:
قومي هم قتلوا اميم اخي فاذا رميت يصيبني سهمي
وفيه ان اميمة تحضه على الاخذ بثأر اخيه لكنه كعربي يأنف عن قتل
اخيه او جاره لانه من جنس نوعه وماهيته فكيف يقتل ابناء عشيرته او كيف
يجرؤ على التفكير بهذا الامر الذي يعد منقصة في رجولة العرب وشهامتهم.
هل لنا عودة الى الديوان العربي مناسبة هذا القول هو هذا المسلسل
الدامي من القتل على الهوية الذي يحدث هنا وهناك دون رادع اخلاقي كلما
حدث امر يستوجب مجاميع من القتل الاخر، عمليات اصبحت ممجوجة وفاحت منها
رائحة الكراهية المقيتة وماذا بعد عصابات تجوب الاماكن الامنة ترهب
السكان وتخطف رب العائلة العائد الى عائلته بعد يوم مضني من العمل
ليعلق على عمود من اعمدة بغداد لان هويته لاتتطابق مع القتلة الماجورين
ولان اسمه يعكس انتماءه المذهبي او القومي.
ننسى في خضم هذه التصورات الوحشية اننا نقتل اخ لنا في العراقية،
ننسى في خضم هذا التوحش اننا ندمر بناء دولتنا، ننسى اننا نخرب
اجيالنا.
الى اين نسير بمثل هذه التصرفات والى اين تتجه سفينة العراق؟
يختم الشاعر قصيدته ببيت اخر:
فلئن عفوت لاعفون جللا ولئن سطوت لاوهنن عظمي |