سباق لتغيير السياسات في العراق الديمقراطيون يتعهدون بتوجه جديد وتشيني يستنجد بالسعودية

 

تعهد الديمقراطيون يوم السبت بالمساعدة في "صياغة توجه جديد" في حرب العراق عندما يتولون السيطرة على الكونجرس في يناير كانون الثاني من الجمهوريين الذين ينتمي اليهم الرئيس الامريكي جورج بوش.

كما تعهدوا بتطهير الكونجرس الذي هزته الفضائح وزيادة الحد الادني الاتحادي للرواتب للمرة الاولى خلال عقد ومعالجة بواعث القلق مثل تكاليف التعليم والصحة والطاقة المتزايدة.

وقال ستيني هوير عضو مجلس النواب في الكلمة الاذاعية الاسبوعية التي القاها بالنيابة عن حزبه "سنفعل هذا وأكثر بكثير.. ليس لايماننا بحكمة الحكومة المطلقة ولكن لايماننا بطيبة شعبنا الفطرية والوعد بمستقبل أكثر اشراقا في الارض التي نحبها جميعا."

واضاف هوير الذي انتخبه زملاؤه الديمقراطيون زعيما للاغلبية في الكونجرس رقم 110 الذي يجتمع في الرابع من يناير كانون الثاني ان حزبه سيسعى الى التواصل مع الجمهوريين وهو يسعى لمساعدة كل الامريكيين.

وقال هوير "قبل اكثر من 40 عاما ربما قالها رئيسنا الخامس والثلاثون جون كنيدي على أفضل نحو (دعونا لا نبحث عن الحل الجمهوري او الحل الديمقراطي لكن عن الحل الصحيح. دعونا لا نلقي باللائمة على الماضي. دعونا نقبل مسؤوليتنا الخاصة عن المستقبل)."

وفاز الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب والشيوخ في السابع من نوفمبر تشرين الثاني في انتخابات شهدت مطالبة الناخبين بالتغيير خصوصا في العراق الذي انزلق بشكل أكبر نحو الحرب الاهلية هذا الاسبوع بعد مقتل 202 شخص في تفجيرات بمنطقة شيعية.

ووعد الديمقراطيون بالضغط من أجل سحب مرحلي للقوات الامريكية من العراق يبدا خلال شهور. وعارض بوش وضع اي جداول زمنية الا انه وافق على دراسة نهج جديد.

وقال هوير "سنعمل مع الرئس وزملائنا الجمهوريين في الكونجرس لصياغة توجه جديد في العراق لان من الواضح ان الاستراتيجية الحالية غير ناجحة."

واضاف "لا يزال العنف الطائفي مستعرا.. جنودنا الشجعان لا يزالون يشوهون ويقتلون. والحرب لا تجعل بلدنا اكثر امنا او امانا."

ومضى يقول "في الايام القادمة يتعين ان يتخذ العراقيون القرارات الصعبة ويقبلوا المسؤولية عن مستقبلهم. ويتعين ان يعرف العراقيون ان التزامنا بالرغم من انه كبير الا انه ليس بلا نهاية."

بدوره التقى ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي يوم السبت مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي اعرب عن قلقه بشأن الوضع الامني في الشرق الاوسط ولكن لم يكشف أي من الجانبين ما جرى مناقشته بشكل محدد.

واجرى تشيني والملك عبد الله محادثات استغرقت ثلاث ساعات تقريبا خلال زيارة تشيني القصيرة للعاصمة السعودية الرياض.

ولم يدل تشيني بتصريحات بعد الاجتماع قبل صعوده الى طائرته والعودة الى الولايات المتحدة بعد توقف قصير في ايرلندا.

وقالت متحدثة باسم تشيني "لقد تناولا سلسلة من القضايا الاقليمية.

"لقد كانت زيارة طيبة مع شخص يعرفه نائب الرئيس منذ 17 عاما وهو صديق وحليف كبير للولايات المتحدة."

وظهر تشيني والملك عبد الله امام الصحفيين قبل بدء اجتماعهما الخاص.

وقال العاهل السعودي من خلال مترجم"الان الموقف الامني اصبح خطيرا جدا بشكل حقيقي."

وزار تشيني السعودية ثلاث مرات على الاقل من قبل وكانت اخرها في يناير كانون الثاني عندما التقى مع الملك عبد الله لمناقشة الوضع في العراق والطموحات النووية الايرانية وسوريا والصراع الاسرائيلي الفلسطيني ولبنان.

ومع اقتراب العراق من حرب أهلية شاملة بدأت ادارة الرئيس جورج بوش حملة جديدة لكسر دائرة العنف هناك بالاستعانة بمساعدة دول عربية معتدلة في الوقت الذي تسعى فيه ايضا الى معالجة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وسيجتمع بوش ونور المالكي رئيس وزراء العراق في الاردن يومي الاربعاء والخميس لبحث الوضع الامني في العراق .

وتريد الولايات المتحدة ان تستخدم السعودية تأثيرها على السنة الذين يمثلون اقلية في العراق للمساعدة في اضفاء الاستقرار على البلاد بعد ان ادى انفجار سيارات ملغومة الى قتل اكثر من 200 شخص في معقل شيعي في بغداد يوم الخميس في أسوأ هجوم منفرد منذ ان اسقطت القوات التي قادتها امريكا نظام صدام حسين في ابريل نيسان 2003.

وكثفت ايضا ادارة بوش جهودها للسعى للحصول على المساعدة من السعودية ومصر والاردن ودول اخرى لكسر جمود في محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين .

وقال دبلوماسي عربي"كل قضايا الشرق الاوسط تلك مترابطة ولا يمكنك ان تحل أيا منها دون بحث القضايا الاخرى."

وهناك ضغوط متزايدة كي تلتقي الولايات المتحدة مع ايران وسوريا بشأن العراق .ورد المسؤولون الامريكيون بفتور على هذه الفكرة على الرغم من انهم لم يستبعدوها.

وقال دبلوماسي غربي ان الولايات المتحدة تريد مواجهة التهديد الذي ترى ان ايران وسوريا تمثله من خلال التعاون مع الدول العربية المعتدلة بشأن كل من العراق والقضية الفلسطينية الاسرائيلية.

واضاف الدبلوماسي "انهم يريدون ايضا تهدئة المخاوف الاقليمية بأن الولايات المتحدة ستغادر العراق قريبا.الشغل الشاغل يتعلق بالاستقرار في المنطقة."

وستنضم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس الى بوش في الاجتماع مع المالكي ثم تحضر مؤتمرا سنويا بشأن الشرق الاوسط في الاردن حيث قد تلتقي الاطراف العربية الرئيسية على هامش الاجتماع لمناقشة القضايا العربية الاسرائيلية.

وكانت مصادر في واشنطن ذكرت ان تشيني قد يدعو العاهل السعودي الى ممارسة نفوذه لدى السنة العراقيين لدعم جهود المصالحة ويحثه على تقديم المساعدات اللازمة لمسيرة اعادة الاعمار في العراق.

ويفرض الملف العراقي نفسه بشكل كبير على زيارة تشيني بعد الارتفاع الخطير في وتيرة اعمال العنف في العراق خلال الايام القليلة الماضية. وتاتي زيارة تشيني الى السعودية قبيل الاجتماع الذي يتوقع ان يتم في الاردن بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في 29 و30 تشرين الثاني/نوفمبر لبحث الوضع في العراق.

وكان اكثر من 250 شخصا قتلوا يوم الخميس في سلسلة من التفجيرات في مدينة الصدر الشيعية قرب بغداد لتكون اعنف تفجيرات منذ الغزو الاميركي للعراق عام 2003.

ومن المقرر ايضا ان تزور وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الشرق الاوسط في وقت قريب.

وزاد تصاعد العنف الطائفي في العراق وانتصار الديموقراطيين في الانتخابات البرلمانية التي جرت في الولايات المتحدة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري من حدة الضغوط المفروضة على بوش لتعديل سياسته في العراق.

وشددت السعودية في بيان نشر الاثنين في ختام الاجتماع الاسبوعي للحكومة على ضرورة "عدم المساس بالتوازن الاجتماعي الذي ساد العراق ونسيج التداخل والتآخي والرحم الذي يربط بين المذاهب والعشائر والمناطق العراقية".

ودعا البيان "قوات الاحتلال" الى "القيام بمسؤولياتها الدولية تجاه حماية الحدود العراقية والتصدي للهيمنة الخارجية السياسية او الاستخباراتية او الامنية على اجزاء من العراق".

ويعتبر تشيني احد مهندسي الغزو الاميركي للعراق والذي اطاح بالرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو مدافع قوي عن السياسات الاميركية في العراق. وكان تولى وزارة الدفاع في عهد جورج بوش الاب الذي شهدت ولايته حرب الخليج الاولى عام 1991 والتي جرى خلالها اخراج العراقيين من الكويت.

وزادت حدة العنف في العراق من ضرورة زيارة كل من بوش وتشيني الى المنطقة. وهدد التيار التابع لرجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر امس الجمعة بالخروج من حكومة الوحدة الوطنية اذا التقى المالكي بالرئيس الاميركي. الا ان واشنطن اكدت ان الاجتماع سيتم كما هو مقرر.

ومن ناحية اخرى صرح دبلوماسي عراقي طلب عدم الكشف عن هويته في الرياض لوكالة فرانس برس ان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ارجأ زيارته المرتقبة الاحد الى الرياض الى اجل غير مسمى بسبب "تطورات الوضع في العراق".

ومع اقتراب العراق من حافة حرب أهلية شاملة تجدد ادارة الرئيس الامريكي جوج بوش الجهود لكسر حلقة العنف هناك بطلب مساعدة الدول العربية المعتدلة.

وتريد الولايات المتحدة ان تستغل السعودية نفوذها لدى الاقلية السنية في العراق للمساعدة في تحقيق الاستقرار في البلاد. ويوم الخميس قتل أكثر من 200 شخص في مدينة الصدر الشيعية في بغداد في اسوأ هجوم منذ ان اطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003

وكانت السعودية قد حذرت في وقت سابق، من المساس بالتوازن الاجتماعي في العراق، كما دعت القوات التي تقودها الولايات المتحدة إلى التصدي للهيمنة الخارجية على العراق، في إشارة إلى النفوذ المتزايد لإيران. 

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  26  /تشرين الثاني  /2006 - 4 /ذي القعدة /1427