في تأبين فقيد العلم والورع والولاية سماحة آية الله
العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي (قُدس سره الشريف)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
|
أحـيَـيْتَ هامدةَ البِلى وأمَـتَّـني
|
|
ياليتَ قبرَكَ قبلَ ضَمِّكَ ضَمـَّني
|
ياليتني كنتُ الموسَّدَ في الثرى
|
|
بل ليتَ يومَكَ في المقابِـرِ ذَرَّنـي
|
ياليتَ جلـَّلكَ الشفاءُ بثوبهِ
|
|
وبثوبِ نازلةِ المنيَّةِ لـفـَّني
|
ياليتَ عمريَ قد حباكَ سِنـِيَّهُ
|
|
ليتَ الردى عن طيفِ عمرِكَ مرَّني
|
ياليت عينيَ أُغمِضتْ كي لا ترى
|
|
نعشَ الفقاهةِ للحفائِرِ ينحني
|
ياليت ماتت أحرفي عن نعيها
|
|
أنت الذي أحيَيتَها وقتلتني
|
ياليتني التفتت فما وجدت سوى
|
|
وجهَ السؤالِ الذاهلِ المتلوّنِ
|
ما ذا أقول لمنبرٍ فارقتهُ
|
|
فدعاكَ يا أبتي الذي أيتمتني
|
أنا حائرٌ، أنا خائفٌ، أنا تائهٌ
|
|
من بعدِ هديكَ صمتُ فقدكَ هدّني
|
ماذا أقولُ لريشةٍ أذبَلتَها
|
|
فأتت توسلُّ في يمينكَ شُدَّني
|
لاتُغفِ فالفتوى تنوحُ بمبسمي
|
|
وتصيحُ يامولاي رزؤكَ شلـَّني
|
قد جاء يسألني "الصراط" فلم أخل
|
|
إلا الضياعَ أجابَهُ وأجابني
|
في قُمَّ قد صرخَ التفقهُ والتُقى
|
|
رحلَ الأذانُ أيا منابرُ أذِّنـي
|
طُويت صلاةُ علومهِ فتهدَّجتْ
|
|
أعطى "الجوادُ" يدَ التُرابِ وردَّني
|
|
******* |
|
أبتاهُ دمعي بعد يُتمي موردي
|
|
فالجفنُ يغرفُ والتجلُّدُ زمـَّني
|
ها قد ملأتُ كؤوسَ صبريَ علقماً
|
|
وجرعتُهُا لكنَّ صبريَ مجـَّني
|
ولقد حملتُ شجى الأسى بمحاجري
|
|
وبررتهُ لكنَّ دمعيَ عقـَّني
|
كيف السلوُّ عن الذي بعلومهِ
|
|
شرع الطريقَ إلى الهُداةِ ودلَّني
|
كيفَ السلوُّ عن الذي بيراعِهِ
|
|
من بين هاجمة اللوابسِ سلـَّني
|
هذا "الصراطُ" إلى "النجاةِ" يقودني
|
|
وأنا أسيرُ ومن ثمارِكَ أجتني
|
وأطوفُ أحملُ من يراعكَ "منسكي"
|
|
وأخالُ طيفكَ عند زمزمَ حجـَّني
|
فرأيتهُ في السائلين "مهذّباً"
|
|
ومصلِّياً بين المناسِكِ أمـَّني
|
ورجعتُ أرنو "الصالحينَ" وراحُهُم
|
|
علُقَتْ "بمنهاجِ" الهدايةِ تبتني
|
صرح الرشادِ على طريقِ سلامةٍ
|
|
من بعد يومكَ ظلَّ يصرُخُ أينني
|
يا سيِّدي طُلابُ علمكَ قد أتوا
|
|
يبكونَ حولكَ بالشهيقِ الألكنِ
|
حمّلتَهم آياتِ علمكَ فانحنوا
|
|
لك كالسنابلِ للجداولِ تنحني
|
وجدوكَ شمساً أشرقت بحقولهم
|
|
ويداً بناصيةِ الخمائِلِ تنثني
|
تهبُ الحياةَ ودفئَها لبنيكَ يا
|
|
كهفَ اليتيمِ وفُسحةَ الفلقِ السنِيْ
|
واليومَ حجَّبتَ الغيومُ ضيائهم
|
|
والكهفُ خرَّ على المُجارِ المؤمَنِ
|
فدعا ولاهبةُ المصابُ بقلبهِ
|
|
يا وارداً حوضَ المنيَّةِ روِّني
|
أرديتَ قلبَ الدينِ يا مُحيـيـهِ فلـ
|
|
ـتسمعهُ يـندبُ عند أحمدَ فانعني
|
|
******* |
|
يا سيدي فلتنعي عند التي
|
|
بمصابِها وأنينِها أشجيتني
|
قد جئتها متكفِّنا ببكائها
|
|
بالله هل قالت أحافٍ جئتني؟
|
بالله كيف رأيتَها في خُلدِها
|
|
أولم تزل محزونة لم تهتني
|
بالله هل فكّت عِصابةَ عينِها
|
|
أم لم تزل فوق الجبينِ الأيمنِ
|
باللهِ هل رفعت يداً عن ضلعِها
|
|
أم لم تزل في صدرها لم تنثني
|
بالله هل جاءتك تحملُ شِربةً
|
|
من كوثرٍ أم هل أتتكَ بمحسنِ؟
|
بالله هل قطعت عتابَ الباب أم
|
|
لمـَّا تزل عن لومهِ لم تسكنِ؟
|
يا بابُ تدريني وديعةَ أحمدٍ
|
|
لمَ بين هاجمةِ اللئامِ تركتني
|
يا بابُ تدري عن فتايَ مكبلاً
|
|
وأنا أصيحُ بحقِّ أحمدَ ضُمَّني
|
لا تعتذر يا بابُ عند شكايتي
|
|
يا بابُ بالمسمارِ أنتَ وكزتني
|
يا بابُ قل لي عن خماري أينهُ
|
|
يا بابُ عن مُقَلِ الأجانبِ نحِّني
|
يا بابُ أنت أرعتني، يا بابُ أنـ
|
|
ـتَ هتكتني يا بابُ أنت عصرتني
|
يا بابُ لا يرضى أبي ... يا باب لا
|
|
يرضى الهزبرُ فخلِّهِ أو خَلِّني
|
دعني أقوم عن الجدارِ لألتقي
|
|
خدمي، بكاتي، ناصريَّ، وأمِّنِ
|
ياربِ جاءكَ ناصري فلترعهُ
|
|
ولترع دينَ محمدٍ ولترعني
|