العراق يشهد تفجير حرب طائفية تمهد لحرب اهلية وتقسيم العراق

ذكر شهود عيان مساء يوم الجمعة أن حسينية التوحيد في منطقة ربيع بمنطقة الحرية الثالثة شمال بغداد تعرضت للقصف بقذائف الار بي جي من قبل مسلحين مجهولين.

وقال شهود العيان لوكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة إن مسلحين قاموا بمنع المصلين من مغادرة الحسينية بعد صلاة المغرب وقصفوها بأربعة قذائف أر بي جي.

ولم يعرف بعد حجم الخسائر الناجمة عن عملية القصف.

من جهتها ذكرت مصادر أمنية ان الشرطة العراقية عثرت على 21 جثة لرجال وأطفال من عائلة شيعية كبيرة يوم السبت بعد ساعات من خطفهم في قرية تقطنها اغلبية سنية شمال شرقي بغداد.

وتتراوح اعمار الضحايا من 12 عاما فصاعدا وهم من قرية خارج بلدة بلدروز التي تبعد 70 كيلومترا شمال شرقي عاصمة محافظة ديالي.

وقال سكان ومصدر أمني ان الهجوم وهو طائفي على ما يبدو شارك فيه مسلحون يرتدون زي الجيش العراقي اقتادوا أفراد عائلة السعدي في وقت متأخر من يوم الجمعة قبل ان يقتلوهم ويلقون بجثثهم على مسافة قريبة. وعثر على الجثث معصوبة الاعين ومصابة بأعيرة نارية في الرأس والصدر.

وقد يكون للهجوم على العائلة دوافع طائفية حيث ان محافظة ديالي التي يقطنها خليط ديني يتفشى فيها القتل الطائفي بين الشيعة والسنة لكن العداءات القبلية والعصابات المدفوعة بالرغبة في تحقيق مكاسب مالية عادة ما تكون مسؤولة عن جانب من العنف.

وتمثل الهجمات ضد الشيعة تصاعدا خطيرا للعنف الطائفي، حيث كانت مدينة الصدر الضاحية الشرقية لمدينة بغداد أمس الخميس مسرحا داميا لسلسلة انفجارات عدد من السيارات المفخخة اسفرت عن مقتل مايقارب 200 واصابة اكثر من 250 شخصا.

من جانبه ،قال العميد محمد العسكرى المتحدث الرسمى بإسم وزارة الدفاع العراقية إن قوات الجيش سيطرت على الموقف فى مدينة الحرية شمال بغداد بعد الإشتباكات التى اندلعت بعد ظهر اليوم بين طرفين مسلحين فى عدة أحياء من المدينة.

وأوضح العسكرى لـ (أصوات العراق) أن وزارة الدفاع ارسلت فوجا من الجيش الى المدينة وهو يسيطر الآن على كافة الأنحاء ، مشيرا إلى أن مروحيات تابعة للقوات المتعددة الجنسيات كانت تحلق فى سماء المنطقة.

بدوره قال السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية في وقت مبكر من صباح اليوم السبت إن القادة السياسيين العراقيين اتفقوا في اجتماع المجلس السياسي للامن الوطني على توحيد الخطاب السياسي و "التصدي للتكفيريين المجرمين ومواجهة الاعلام المعادي."

وأوضح الطالباني في مؤتمر صحفي عقده في ختام اجتماع المجلس الليلة الماضية في بغداد " لقد اتفقنا على توحيد الخطاب السياسي للقو ى السياسية المؤتلفة في الحكومة ، وضرورة التصدي للتكفيريين المجرمين ومنع الاعلام المعادي حتى يكون الاعلام مشجعا."

وأضاف الطالباني الذي ارجأ زيارة كان من المقرر ان يقوم بها أمس الجمعة الى ايران بسبب حظر التجوال وإغلاق مطار بغداد ، ان "المجلس سيعقد اجتماعا آخر قريبا لإتخاذ القرارات المناسبة."

وتزامن اجتماع المجلس مع وصول رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني الى بغداد عصر أمس.

من جهة اخرى حذرت تركيا والاردن يوم السبت من ان تقسيم العراق سيرفع من حدة العنف الطائفي وسيسقط المنطقة بأكملها في الفوضى.

وقال رئيس الوزراء التركي طيب اردوغان ونظيره الاردني معروف البخيت للصحفيين بعد انتهاء المباحثات التي جرت بينهما في عمان ان تقسيم العراق امر غير مقبول.

وقال رئيس الوزراء التركي "نحن لا نقبل بتقسيم العراق. اعتبر انقسام العراق الى ثلاثة اجزاء بداية حرب اهلية."

وتخشى انقرة ان يمزق العنف الطائفي العراق وتشعر بالقلق من ان يؤجج قيام دولة كردية في شمال العراق المشاعر الانفصالية بين اكراد تركيا.

وقال اردوغان انه سيبحث سوء الاحوال في العراق مع الرئيس الامريكي جورج بوش في اجتماع حلف شمال الاطلسي في لاتفيا هذا الاسبوع وأبدى تفاؤله من ان المحادثات بين بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الخميس المقبل في عمان قد تساعد في الحد من العنف.

وحذر البخيت من أن تداعيات العنف وتقسيم العراق ستمتد الى دول اخرى.

وقال البخيت "تقسيم العراق يعني لنا الانزلاق نحو الهاوية. يعني لنا حرب اهلية طاحنة لا سمح الله سوف تحرق بلهيبها ليس فقط العراقيون والشعب العراقي الذي سيدفع الثمن من دم ابنائه وانما ايضا سيكون لها انعكاسات خطرة على كل دول الجوار."

واضاف "نحن ننسق مع الدول الكبيرة في المنطقة التي تريد للعراق الخير والسلامة ونراهن ايضا على وعي ابناء ابناء العراق والحكمة وتغلب منطق الحوار والتفاهم لخروج العراق من هذه الازمة."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت  25  /تشرين الثاني  /2006 - 3 /ذي القعدة /1427