مدينة السلام يقسمها المسلحون إلى مناطق حرب طائفية

بغداد التي عرفت منذ قرون بأنها "مدينة السلام" تتفكك بسرعة الى مناطق معارك ضارية بين جماعات طائفية مسلحة تتصارع للسيطرة على العاصمة العراقية.

ورغم وجود قوات حكومية في كل مناطق العاصمة الا أنه يعتقد على نطاق واسع أن فرق الاعدام من الطائفتين السنية والشيعية تنفذ عمليات اغتيال و"اعدام" بحق أناس ينتمون للطائفة الاخرى مما يدفع الافا اخرين للفرار من ديارهم.

ونادرا ما تشهد المدينة التي يقطنها سبعة ملايين نسمة انقطاعا للمذابح الناجمة عن التفجيرات اليومية. وتنتشل من الشوارع عشرات الجثث التي تعرض كثير من أصحابها للتعذيب وتم تقييدهم قبل اطلاق النار عليهم.

وخطف عشرات من المسلحين نحو مئة من مبنى وزارة التعليم العالي يوم الثلاثاء. وقال الوزير انهم اقتيدوا الى منطقة شيعية هي مقر ميليشيا شيعية قوية يتهمها السنة باستهدافهم.

ويخرج السكان للإقامة في احياء تسيطر عليها الطوائف التي ينتمون اليها. وقال مصدر أمني يوم الاربعاء ان عدة ميليشيات توصلت الى اتفاق لاقتسام السيطرة على انحاء من المدينة بعد عملية الخطف التي وقعت يوم الثلاثاء.

وقال حسين وهو شيعي من حي الحرية انه يتجنب المرور في حي العدل المتاخم.

وقال "كثير من السنة قتلوا هنا في الحرية... واليوم أسلك طريقا طويلا جدا للذهاب الى عملي لاتحاشى المرور عبر حيهم لان الارهابيين يتربصون بنا."

ومعظم المباني الحكومية والفنادق والسفارات والهيئات الاعلامية والاحزاب السياسية والمساجد في بغداد محاطة بحواجز خرسانية كبيرة وأسلاك شائكة وحراس لمنع التفجيرات.

ويتعين على السكان أيضا أن يعانوا من نقص متكرر في الوقود والمياه والكهرباء وهو أمر لا يحتمل خصوصا في حر الصيف القائظ.

لكن الحياة تستمر رغم القيود. ويستطيع العراقيون أن يتسوقوا ويرتادوا المطاعم ويذهبوا الى أعمالهم بشكل عادي نسبيا وان يكن في ظل مخاطرة مستمرة.

وأصبحت الاحياء السنية مثل الاعظمية والاميرية والغزالية والدورة مناطق يتعذر على الشيعة الذهاب اليها خشية أن يتعرضوا لنقاط أمن مزيفة حيث قد يطلب منهم المسلحون البطاقات التي تكشف عن هويتهم.

كذلك يمتنع السنة ولدواع مماثلة عن دخول احياء مثل حي مدينة الصدر العشوائي المكتظ بالسكان في شمال شرق بغداد واحياء مثل أور والحرية والشعلة.

وفي منطقة تجارية كانت تعج بالحياة مثل المنصور فان الغالبية العظمى من المتاجر تغلق أبوابها لأسابيع. وخلفت التفجيرات التي وقعت في الاونة الاخيرة في الحي عشرات النوافذ المحطمة.

وحولت التوترات الطائفية بعض المعالم في المدينة الى خطوط فاصلة مثل جسر صغير يفصل بين الحي الغزالية الذي تسكنه أغلبية سنية عن حي الشعلة الشيعي.

وينتشل الصيادون أحيانا جثثا طافية فوق مياه نهر دجلة الداكنة الملوثة بمياه الصرف الصحي والتي كانت مطاعم الاسماك تصطف على ضفتيه.

وقالت ميسون الزبيدي وهي شيعية تعيش في حي أبو دشير ان قذائف المورتر تسقط يوميا وتحمل السنة في مناطق قريبة المسؤولية.

وقالت "الارهابيون في حي المهدية يقصفوننا... هناك قذائف مورتر في كل مساء كثيرة الى حد أنه يمكننا أن مضبط ساعاتنا عليها."(رويترز)

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس   16  /تشرين الثاني  /2006 -24 /شوال /1427