تعارض غالبية من الفرنسيين (56%) منع وضع الحجاب في الاماكن العامة
في حين يؤيده 44% على ما جاء في نتائج استطلاع للرأي نشرت الاثنين في
فرنسا.
واعرب 44% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع عن تأييدهم حظر ارتداء
الحجاب في الشارع والاماكن العامة على ما اظهر الاستطلاع الذي اعدته
مؤسسة ايفوب بعنوان "الفرنسيون وحظر ارتداء الحجاب في الاماكن العامة".
ونشرت صحيفة "لوموند" النتائج في عددها بتاريخ الثلاثاء. وقد عارض 56%
من الاشخاص منع وضع الحجاب في الاماكن العامة.
وتزيد نسبة المؤيدين لمنع ارتداء الحجاب لدى الاشخاص دون سن الخامسة
الثلاثين (55%) عن نسبتهم في صفوف الذين تزيد اعمارهم عن 35 عاما
(39%).
وفي فرنسا يمنع قانون اقر في 15 اذار/مارس 2004 حول العلمانية وضع
اي اشارات دينية ظاهرة في المدارس الرسمية لكن وضع الحجاب في الاماكن
العامة مسموح.
وقد تسببت تصريحات ادلى بها الوزير البريطاني المكلف العلاقات مع
مجلس العموم جاك سترو وقال فيها انه لا يحبذ ارتداء المسلمات النقاب
جدلا كبيرا في بريطانيا.
وفي هولندا قالت الحكومة يوم الجمعة انها ستسعى الى ايجاد وسيلة
لحظر ارتداء النقاب في الاماكن العامة ليحتمل ان تصبح بذلك اول دولة
اوروبية تفرض قانونا من هذا القبيل.
ويأتي هذا الاعلان في وقت حصلت فيه مناقشة النقاب ومااذا كان ذلك
يمنع من اندماج المسلمين في المجتمع على قوة دافعة في شتى انحاء اوروبا
واثارت تعليقات من زعماء مثل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا ورومانو
برودي رئيس وزراء ايطاليا.
وفي ديسمبر كانون الاول الماضي وافق اعضاء البرلمان الهولندي على
اقتراح طرحه السياسي اليميني المتطرف جيرت فلديرز لحظر أغطية الوجه
وذلك الى حد ما لأسباب أمنية وطلب من وزيرة الهجرة ريتا فيردونك بحث
جدوى مثل هذا الحظر.
وقالت فيردونك ان حقيقة ارتداء النقاب لاسباب دينية قد يؤدي الى
تعارض القانون الجديد مع القوانين الهولندية للحرية الدينية ولكنها
اشارت الى ان الحكومة ستحاول ايجاد وسيلة للالتفاف حول ذلك.
ونقلت وكالة الانباء الهولندية عن فيردونك قولها بعد اجتماع لمجلس
الوزراء ان" مجلس الوزراء يرى ان ارتداء البرقع امر غير مرغوب
فيه..ولكن لا يستطيع في الوقت الحالي فرض تطبيق حظر كامل."
وقالت ان القانون الحالي يحد بالفعل من ارتداء النقاب في وسائل
النقل العامة او المدارس ولكن مجلس الوزراء سيناقش فرض حظر واسع ربما
هذا الاسبوع.
وقالت المتحدثة لرويترز ان"الحكومة ستبحث عن امكانية فرض حظر."
وتقدر الجالية الاسلامية ان نحو 50 امرأة فقط في هولندا يرتدين
النقاب .
وكان الهولنديون من اول من أضفى الشرعية على الحشيش والدعارة والقتل
بدافع الرحمة مما أكسبهم سمعة التسامح ولكن في السنوات الاخيرة أجازوا
بعضا من أشد قوانين الدخول والاندماج في اوروبا.
وتصاعدت حدة التوتر الاجتماعي والديني في السنوات القليلة الماضية
وقد أدى الى تفاقمه مقتل المخرج السينمائي ثيو فان جوخ على يد متشدد
هولندي مغربي في عام 2004.
وشكت جماعات اسلامية هولندية من ان حظر النقاب لن يؤدي الا الى جعل
مسلمي هولندا البالغ عددهم مليون شخص يشعرون بشكل أكبر بأنه يجرى
التضحية بهم وبالنفور بصرف النظر عما اذا كانوا يوافقون على النقاب ام
لا .
وقال اياهان تونكا رئيس جماعة شاملة للمنظمات الاسلامية الهولندية "ما
تفعله الحكومة الان لا يتلائم تماما مع عدد النساء اللائي يرتدين
النقاب بالفعل.
"القانون الموجود لدينا لحماية الناس لأسباب أمنية كاف."
وقالت أمل وهي مسلمة مولودة في هولندا انها ارتدت النقاب لانها كانت
تريد ذلك. واضافت "ليس من حق أحد ان يمنعه.اذا قرر احد انني لا استطيع
ارتداءه فسأشعر حينئذ بأنني مكبوتة."
وستكون هولندا اول دولة اوروبية تفرض حظرا في شتى انحاء البلاد على
ارتداء النقاب على الرغم من ان دولا اخرى حظرته بالفعل في اماكن محددة.
وفي عام 2004 حظرت فرنسا ارتداء الرموز الدينية الصريحة مثل الحجاب
والصلبان الكبيرة وغطاء الرأس اليهودي في المدارس قائلة انها تتعارض مع
فصلها بين الدين والدولة.
وفي بريطانيا صدر قرار يسمح للمحاميات والمستشارات في المحاكم
بارتداء النقاب "إلا اذا تعارض ذلك مع مصلحة العدالة".
وقد صدرت توصية من رئيس محاكم الهجرة القاضي هودج الى المحاكم
باتباع هذا القرار حسب تقديرهم وحسب الحالات.
وقال رئيس محاكم الهجرة ان السلطات المختصة تعمل حاليا لوضع قواعد
مفصلة بخصوص ارتداء النقاب في المحاكم.
وأَضاف: "في حال لم تستطع المحكمة سماع المستشارة او المحامية بوضوح
بسبب النقاب، يمكننا القول ان ذلك لا يخدم مصلحة العدالة."
وكانت جلسة محاكمة قد اوقفت في بداية هذا الاسبوع بعدما رفضت
المستشارة القانونية شابنام موغال خلع نقابها.
وقال القاضي جورج غلوسوب لموغال في احدى محاكم مدينة ستوك-ان-ترنت
الشمالية انه لا يستطيع سماع ما تقوله كما ينبغي.
ويعتقد ان المحاكمة ستستمر الاسبوع المقبل تحت اشراف قاض أخر.
وتعد هذه الأخيرة في سلسلة من القضايا المتعلقة بالنقاب في
بريطانيا.
وكانت المدرسة المساعدة عائشة عزمي، 23 سنة، قد خسرت دعوى قضائية
تابعت فيها مدرسة ابتدائية في دوزبري، طردتها بسبب رفضها ارتداء
النقاب.
وكان الجدل قد بدأ بعدما عبر وزير الخارجية السابق جاك سترو في
دائرته الانتخابية ببلاكبيرن بإنجلترا عن رأيه إزاء النقاب قبل بضعة
اسابيع.
وقال سترو إنه التمس من النساء اللاتي يرتدين النقاب ويتجهن
للاجتماع به في مكتبه أن يكشفن عن وجوههن. |