أين سيعدم صدام؟

قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاربعاء ان الحكومة "لن تتراجع" عن اعدام الرئيس المخلوع صدام حسين مؤكدا ان البعثيين "لن ياخذوا اي موقع في الدولة رغم تباكيهم في الدول المجاورة".

واوضح المالكي خلال استقباله عائلات "الشهداء" "لن نتراجع شعرة واحدة عن تنفيذ قرار الاعدام بحق الطاغية صدام على الرغم من التهديدات بان اعدامه سيثير حربا اهلية كما اننا لن نتراجع عن مواجهة البعثيين والارهابيين الذي يحاولون اثارة الفتنة الطائفية".

وقد حكمت المحكمة الجنائية العليا الاحد الماضي على الرئيس المخلوع صدام حسين واثنين من اعوانه بالاعدام شنقا بعد ادانتهم في قضية مقتل 148 شيعيا من الدجيل مطلع الثمانينات.

واضاف المالكي في بيان "لا يزال البلد يدفع ثمن ممارسات النظام البائد الطائشة والمتمثلة بالاعتداء على دول الجوار" في اشارة الى الحرب مع ايران (1980-1988) وغزو الكويت (1990).

وتابع ان "المعركة لم تنته حتى الآن ويجب علينا مواجهة العصابات فالمعركة مع الارهاب امتداد لمعركتنا مع البعث فهو الخط الحقيقي لانه يحرك الخط الارهابي ويعمل على تمويله". واكد ان "البعثيين لن ياخذوا اي موقع في الدولة على الرغم من تحركاتهم في بعض الدول العربية وتباكيهم هنا وهناك".

وكان علي اللامي رئيس الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث في العراق اعلن الاثنين ان الهيئة اعدت مسودة جديدة لاعادة النظر في قانونها تماشيا مع مشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه رئيس الوزراء ما قد يتيح عودة عشرات الالاف من اعضاء هذا الحزب المحظور الى وظائفهم.

بدوره رجح رئيس هيئة الادعاء العام جعفر الموسوي أن يتم اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والمدان بقضية الدجيل في مكان احتجازه بعد ان اغلقت السلطات العراقية سجن ابو غريب ونقلت جميع نزلائه الى سجون اخرى.

وقال الموسوي في تصريح خاص لـ(كونا) انه فيما يتعلق بمكان اعدام صدام حسين وبرزان التكريتي وعواد البندر »فقد ينفذ حكم الاعدام فيهم في مكان اعتقالهم«متحفظا على ذكر المكان.

وكانت عقوبة الاعدام تنفذ سابقا في سجن ابو غريب بقاعات مخصصة لذلك قبل ان يتم اغلاقه ونقل جميع السجناء والمعتقلين الى سجون اخرى.

واوضح الموسوي انه سيكون حاضرا كممثل عن الادعاء العام اثناء تنفيذ حكم الاعدام بحق صدام حيث ان القانون لا يمنع تنفيذ حكم الاعدام في المكان الذي يعتقل فيه المدان.

واضاف »سأكون حاضرا كرئيس للادعاء العام وممثل لهيئة الادعاء اضافة الى حضور محامي المدان وقضاة من المحكمة«ماضيا الى القول ان تنفيذ حكم الاعدام سيكون في غضون الاشهر الثلاثة المقبلة.

واكد ان اجراءات الاعدام هي من اختصاص وزارة العدل بوصفها الجهة التنفيذية.

من جهته قال وزير العدل العراقي هاشم الشبلي انه لم يبحث حتى الان اين سيتم تنفيذ حكم الاعدام لأن القضية لا تزال معروضة امام القضاء في المحكمة الجنائية العراقية العليا وامام الهيئة التمييزية التابعة لها لاغراض تدقيق القرار تمييزيا.

واضاف الشبلي »عند تدقيق القرار تمييزيا واكتسابه الدرجة القطعية تؤخذ الاجراءات التنفيذية آنذاك«.

ورفض تحديد مكان اعدام صدام معتبرا ان ذلك امر سابق لأوانه وتدخل في عمل القضاء لأن القضية لم تخرج منه بعد مؤكدا استقلالية القضاء في العراق.

ولكنه اشار الى ان مديرية السجون في وزارة العدل هي التي ستقوم بتنفيذ حكم الاعدام كونها الجهة التي تقوم بهذه الاجراءات.

ولفت الى انه عادة ما كانت تنفذ احكام الاعدام في الباب الشرقي في الرصافة الاولى والرصافة الثانية فضلا عن الاحكام التي كانت تنفذ في سجن ابو غريب ابان نظام صدام.

وكانت مصادر اعلامية توقعت ان ينفذ حكم الاعدام بصدام في يناير المقبل وانه سيجري نقله باستمرار الى اماكن سرية عدة قبل ان يجري تنفيذ الحكم فيه.

وطالبت اوساط شعبية عراقية بأن يجري اعدامه في احدى ساحات بغداد العامة.

بدوره اعرب السيد احمد الصافي الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي الكبير اية الله علي السيستاني الجمعة عن امله في اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بين ضريحي الامامين الحسين والعباس في كربلاء.

وقال الصافي امام الاف المصلين في خطبة الجمعة من ضريح الامام الحسين في كربلاء "اتمنى ان تنصب مشنقة صدام بين الحرمين في كربلاء (...) لان في كربلاء جروحا لا تندمل الا بوضع المشنقة هنا تنفيذا للقانون".

وكربلاء (110 كلم جنوب بغداد) من اهم المدن المقدسة لدى الشيعة وتضم ضريح الامامين الحسين بن علي واخيه غير الشقيق العباس.

واعتبر الصافي ان محاكمة صدام عادلة وابدى تخوفه من التلاعب في الفترة القانونية لتفنيذ الحكم.

من جهة اخرى اشار الصافي الى القصف الذي استهدف مؤخرا احياء الاعظمية والكاظمية ومدينة الصدر. وقال ان "الارهاب يتلقى سندا من جهة قوية هي قوات الاحتلال (...) ان الهاونات التي تقصف بها مناطق الاعظمية والكاظمية وديالى ومدينة الصدر تقع تحت مساحة طيران الاحتلال". واكد ان "الجهة التي تضرب الكاظمية (الشيعية) هي نفسها التي تقوم بضرب الاعظمية (السنية)"

وفي الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) قال امام مسجد الكوفة جابر الخفاجي احد كبار مساعدي الزعيم الشيعي مقتدى الصدر "نطالب بالاسراع باعدام صدام وان لا يكون قرار اعدامه حبرا على ورق وان لا تحاول بعض الدول تطبيق قوانينها على العراق بغية حماية صدام". وتساءل "اين كانت هذه القوانين عندما كان صدام يقتل العراقيين".

وفي النجف (160 كلم جنوب بغداد) قال امام الجمعة في الحسينية الفاطمية صدر الدين القبانجي ان حكم لاعدام "يشكل انعطافة جديدة نحو نهاية الارهاب وشبح التقسيم والحرب الداخلية وبدء مرحلة البناء ونهاية امال الذين يفكرون بعودة الحكم السابق".

واضاف "نعتقد ان صدام يجب ان يعدم بعدد من قتل من الشعب العراق والشعب الايراني والشعب الكويتي نطالب بالاسراع في تنفيذ الحكم (...) اقطعوا رأس الافعى ينتهي الارهاب" فيما هتف المصلون "الاعدام الاعدام اقل عقوبة لصدام".

وعلق القبانجي على تهديدات بعض الكتل السياسية السنية بالانسحاب من العملية السياسية قائلا "بعض انصار صدام ممن تظاهروا بواجهات دينية وغيرها عندما سمعوا بالحكم هددوا بالانسحاب من العملية السياسية ورفع السلاح".

وراى "انهم ما زادوا العملية السياسية الا فوضى" لكنه دعاهم الى "ضبط النفس والبقاء في العملية السياسية (...) فالعراق لن يهتز بانسحاب عناصر مشاغبة دخلت العملية السياسية لمصالحها الشخصية".

كما شن هجوما على الامين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري مؤكدا ان "الشارع السني بريء من الضاري وحركته لان علماء السنة شاركونا وثيقة تحريم الدم العراقي بينما الضاري لم يشارك". وشدد على ضرورة "تصفية فلول البعثيين القتلة المجرمين وفلول الارهابيين".

وانتقد القبانجي التعديلات التي اجرتها هيئة اجتثاث البعث على قانونها واصفا المشروع الجديد بانه "تواطؤ مع البعثيين ولن يزيد العراقيين الا الما و فوضى".

شبكة النبأ المعلوماتية- 11 السبت /تشرين الثاني  /2006 -19 /شوال /1427