ارتفاع درجة حرارة الارض تهدد بالقضاء على اهم المواقع الاثرية في العالم

قال تقرير للامم المتحدة يوم الثلاثاء ان ارتفاع درجة حرارة كوكب الارض تهدد مواقع أثرية في العالم من بيرو الى مصر كما تهدد عجائب طبيعية مثل أكبر سلسلة من الشعب المرجانية في الكاريبي.

وقال أشيم شتاينر المدير التنفيذي لبرنامج البيئة التابع للامم المتحدة ان المواقع الاثرية المرتبطة بحضارة تعود لالاف السنين "قد لا تكون متاحة في صورة جيدة لاجيال المستقبل بسبب التغير المناخي."

وقال أطلس للتغير المناخي صدر يوم الثلاثاء اثناء مؤتمر الامم المتحدة حول ارتفاع درجة حرارة الكوكب يعقد في الفترة من 6 - 17 نوفمير تشرين الثاني ان ارتفاع مستوى المياه في البحار وتكرار هبوب العواضف وتاكل اليابسة والفيضانات تعجل بالاضرار التي تلحق بالمواقع الاثرية في ارجاء العالم.

وقال برنامج البيئة التابع للامم المتحدة ان الخوف من ضياع تراث ثقافي مثل معسكر الفايكينج في اسكتلندا والمعرض للخطر بسبب تاكل اليابسة أو من أن يهدد ارتفاع مستوى مياه البحر الاسكندرية في مصر سبب اضافي للتحرك للحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب الذي تلقى المسؤولية عنه على نطاق واسع على الاستعمال البشري للوقود الاحفوري.

وقال توماس داوننج المشارك في اعداد الدراسة التي قدمت أمثلة كالفيضانات في جمهورية التشيك في عام 2002 التي ألحقت ضررا بقاعات الموسيقى والمسارح أو ارتفاع مستوى مياه البحار التي قد تغمر الجزر الواطئة في المحيط الهادي.

والفيضانات في شمال شرق تايلاند ألحقت أضرارا بأطلال أيوتهايا التي كانت عاصمة البلاد فيما بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر.

وفي بيرو يهدد ذوبان الانهار الجليدية موقعا لما قبل حضارة الانكا في تشافين دي هوانتار في الانديز.

ويقال ان سلسلة الشعب المرجانية في رصيف جزر بليز القاري وهو جزء من رصيف الكاربيبي الاكبر تعاني من ارتفاع درجة حرارة مياه البحار. ووصف داروين العالم البريطاني الذي وضع نظرية التطور الرصيف القاري في عام 1842 بأنه "الرصيف الاكثر روعة غرب الانديز."

وقال كوشيرو ماتسيورا المدير العام لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في بيان "التغيرات المناخية تؤثر على كل جوانب النظم البشرية والطبيعية."

وقال شتاينر ان بعض الدول الافريقية تفكر في نقل مواقع محميات الحياة البرية وانشاء ممرات في محاولة لمساعدة الحيوانات على الهجرة الى مناطق جديدة اذا أصبحت مواطنها الحالية غير مستقرة.

وقال شتاينر "لا يمكن أن يكون الرد على التغير المناخي هو وضع الاثار في المتاحف أو حدائق الحيوان المغلقة."

وقال داوننج ان "حماية المواقع ستكون مكلفة" مضيفا أن وضع خطة شاملة سيكون أفضل حل.

وتبحث وفود 189 دولة مشاركة في المؤتمر سبل الحد من ارتفاع درجة حرارة الكوكب التي تلقى مسؤوليتها على نطاق واسع على تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري من محطات الطاقة والمصانع والسيارات.

ونبه التقرير إلى التأثيرات المدمرة للتغيرات المناخية، على آثار "سوخوتاي" في شمال تايلاند، كما حذر من اضمحلال الأحياد البحرية الطبيعية والمرجانية في "بيليز"، بتأثير الظاهرة عينها، التي تساهم أيضاً برفع مستوى مياه البحر، التي باتت تهدد بغمر منتزه دونانا الأسباني.

وقال الدكتور توم دونينغ، احد معدي التقرير، لوكالة الأسوشيتد برس، إن ارتفاع منسوب مياه البحر، بات يهدد بغمر جزيرة "لامو" الكينية، التي تحمل آثاراً لمدينة قديمة، عمرها أكثر من 12 قرناً، كانت الاونيسكو قد أدرجتها على لائحة التراث العالمي.

وكانت الجزيرة مقراً لسلطان عمان، الذي حكم المنطقة كلها في السابق، قبل أن ينتقل مقر الحكم إلى زنجبار، وتعتبر الجزيرة اليوم، أحد عناصر الجذب السياحي الكينية، كما تحمل في طياتها، جزءا مهماً من التاريخ الأفريقي.

وأثار التقرير جملة ردود في المؤتمر، حيث سارع أشيم ستينير، مدير برنامج الأمم المتحدة البيئي، إلى الدعوة لوضع خطط سريعة لإنقاذ تلك المعالم الأثرية، وسواها من المواقع الطبيعية والتاريخية، التي تواجه اليوم تحديات بيئية صعبة، رغم أنها واجهت وانتصرت على عوامل الزمن.

يذكر أن مؤتمر المناخ العالمي، الذي تستضيفه نيروبي برعاية الأمم المتحدة، سيستمر طوال الأسبوعين القادمين، حيث سيستعرض ممثلون دوليون لحكومات ومنظمات بيئية، المراحل التي بلغها تطبيق اتفاقية كيوتو للحد من التلوث الصناعي المسبب لظاهرة الاحتباس وارتفاع حرارة الأرض.

وستعرض في المؤتمر العديد من الدراسات والأبحاث، ويأمل المجتمعون أن يتمكنوا من التوصل إلى تفاهم إيجابي مع الولايات المتحدة، أكبر دولة صناعية في العالم، والتي ترفض حتى اليوم تطبيق معايير الاتفاقية.

شبكة النبأ المعلوماتية- 8 الاربعا /تشرين الثاني  /2006 -16 /شوال /1427