الشارع الكردي يستقبل الحكم بإعدام صدام بفرح وارتياح

ساد الهدوء والإرتياح الشارع الكردي يوم الاحد بعد إعلان حكم الإعدام بحق الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين واثنين من اعوانه في قضية الدجيل.

وقال السيد ملا بختيار القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في تصريح لوكالة انباء (أصوات العراق) بعد الاعلان عن الحكم " اتمنى ان يسود الفرح عوائل الشهداء الذين كانوا الضحية الاولى للنظام الطاغية المجرم ، ونتمنى ان نرى باسرع وقت عنقه المليئة بالجرائم تتدلى من اعواد المشانق."

ويرى ملا بختيار ان " الوضع الامني بحاجة الى وقت اطول لكي يشهد تحسنا وليس متعلقا باعدام صدام."

وقال" لا اعتقد ان الوضع الامني سيشهد تحسنا بعد اعدام صدام لان الوضع الامني انفلت وبحاجة الى سنتين او ثلاث سنوات اخرى لكي يسود الامن في العراق."

ولكن المحلل والكاتب الكردي سامي شورش وزير الثقافة السابق في حكومة اقليم كردستان العراق يرى أن " إعدام صدام سينعكس ايجابا على الوضع الامني في العراق." وقال" اعتقد ان الوضع الامني قد يتأثر بإعدام صدام..وبقايا المجموعات الارهابية وبقايا البعث السابق سيصابون بضربة كبيرة وسيقضى على حلمهم الاسود."

وأضاف أنه "مع غياب صدام واعدامه سينهار الحلم الاسود للبعثيين..صدام وحزب البعث لن يعودا الى الحكم."

فيما يرى السيد كرخي نجم الدين التي بارماك رئيس الحركة الديمقراطية التركمانية في كردستان وعضو المجلس الوطني لكردستان العراق (البرلمان) أنه " ربما تكون هناك معارضة بعد صدور حكم الاعدام على الرئيس العراقي السابق ، وستكون هناك فوضى ولكنها مؤقته وستنتهي بمرور الايام."

واضاف "حكم الاعدام اقل حكم يستحقه هذا الديكتاتور الذي حكم العراق بيد من حديد ويد من نار."

وقد ساد هدوء تام شوارع مدينة اربيل اليوم ولم يصدر حتى إذاعة هذا الخبر اي رد فعل شعبي على صدور حكم الاعدام على الرئيس العراقي السابق في قضية الدجيل.

وتقول تافكه حسين ان "عدم احتفال الشارع الكردي بصدور حكم الاعدام على الرئيس السابق لا يعني انه غير مسرور."

واوضحت " نحن ننتظر الحكم الاكبر على صدام في قضايا الانفال وحلبجة التي تتعلق بالشعب الكردي."

ووافق على هذا الرأي المواطن ساكار علي الذي قال " نحن سعداء اليوم ولكن فرحتنا ستكتمل عند ادانة الديكتاتور صدام في القضايا التي تتعلق بشعبنا الكردي في الانفال وحلبجة."

وتجمع سكان مدينة حلبجة الكردية يوم الأحد حول شاشات التلفاز في بيوتهم أو الأماكن الهامة ،وهم يتابعون بشغف جلسة الحكم على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وعدد من أعوانه في (قضية الدجيل). وفور صدور الحكم إنطلقوا إلى الشوارع إبتهاجاً ،وبدأ بعضهم في تهنئة البعض الآخر .

ولأهالي مدينة (حلبجة) بالذات ذكريات أليمة منذ أيام حكم صدام حسين ،حيث تعرضت مدينتهم للقصف الكيماوي عام ( 1988) من الجيش العراقي.. وراح ضحية القصف عدة آلاف من القتلى والجرحى ،وشرد آلاف آخرون ونزحوا إلى إيران .

فاطمة ،إحدى سكان حلبجة ( 58 عاما) ،فقدت أربعة من أبنائها في القصف الكيمياوي على المدينة.. وهي نفسها تعاني من آثار ذلك القصف منذ ( 19) عاماً .

جلست فاطمة أمام جهاز التلفزيون الصغير في بيتها مع عدد من جاراتها ،وحين نطق القاضي رؤوف عبدالرحمن بالحكم على صدام.. نهضت فجأة من مكانها وصاحت "الحمد لله.. سيعدم صدام. لقد إنتقم الله لأولادي الأربعة."

وقالت فاطمة لوكالة أنباء ( أصوات العراق) "لقد قتل هذا الظالم صدام آلافاً من الكرد. أنا اعتبر اليوم عيد ،وسأقوم بتوزيع الحلوى على الجميع."

وقضت المحكمة الجنائية العليا التي نظرت (قضية الدجيل) بالإعدام شنقا حتى الموت على ثلاثة من المتهمين في القضية "لإرتكابهم القتل العمد ضد الإنسانية" هم: الرئيس الأسبق صدام حسين ،وأخيه غير الشقيق برزان التكريتي رئيس المخابرات العراقية إبان عهد النظام السابق ،وعواد البندر الذي شغل منصب رئيس (محكمة الثورة) زمن النظام السابق .

وعاقبت المحكمة نائب الرئيس الأسبق طه ياسين رمضان بالسجن مدى الحياة ،كما أصدرت أحكاما بالسجن لمدة (15) عاما على كل من: مزهر عبد الله وعبد الله كاظم وعلي دايح.. وهم مسؤولون محليون سابقون في (حزب البعث) المنحل. في حين برأت المتهم الثامن في القضية محمد العزاوي.

سيامند صالح ،(26 عاما).. مواطن من سكان حلبجة ،وفقد هو أيضاً والده وشقيقه في القصف الكيماوي ،ويمتلك الآن مقهى في سوق المدينة .

كان المقهى مكتظاً بالناس الذين جاؤا ليتابعوا إصدار الحكم على صدام وأعوانه. وبعد الحكم قال سيامند "سأقوم اليوم بتوزيع الشاي مجاناً على الزبائن."

قائمقام قضاء مدينة(حلبجة) فؤاد صالح رضا قال لـ( أصوات العراق) عن صدور حكم الإعدام على صدام "لقد فرحنا جميعاً بصدور القرار."

وأضاف " كنا نأمل أن يصدر قرار بالإعدام على المتهمين في قضية القصف الكيماوي على مدينة حلبجة."

وشددت السلطات المحلية اليوم الإجراءات الأمنية في المدينة ، تحسباً لحدوث أي طاريء وسط إبتهاج أهالي المدينة وإحتفالاتهم بمناسبة صدور الحكم .

مواطنون آخرون عبروا عن إبتهاجهم بصدور القرار محكمة الدجيل ،لكنهم طالبوا في الوقت نفسه بمواصلة محاكمة صدام وأعوانه في قضية القصف الكيماوي على مدينتهم .

تقول كلثوم محي الدين ،طالبة إعدادية من سكان المدينة.. فقدت شقيقها الوحيد وإثنتين من شقيقاتها في القصف الكيمياوي على حلبجة "لم أذهب اليوم إلى المدرسة لأنني أردت متابعة جلسة الحكم. أشعر بأن أخوتي قد عادوا إلى الحياة."

وتضيف كلثوم " آمل أن يصدر على صدام وعلي الكيماوي حكم الإعدام في قضية حلبجة أيضا."

شبكة النبأ المعلوماتية- 6 الاثنين/تشرين الثاني  /2006 -14 /شوال /1427