|
افاد مؤسسو منظمة روسية "دفاعا عن حقوق المعتقلين" ان اكثر من مئة
الف معتقل روسي يتعرضون للعنف وان اعمال التعذيب تمارس في سجن من اصل
كل 15 سجنا في روسيا.
وقال ليف بونوماريف وهو ايضا المدير التنفيذي لمنظمة "من اجل حقوق
الانسان" الروسية غير الحكومية خلال مؤتمر صحافي في موسكو "لقد رصدنا
ما لا يقل عن 40 سجنا من اصل 600 في روسيا تلجأ فيها السلطات بانتظام
الى اعمال عنف ضد المعتقلين".
وبحسب الشهادات التي جمعتها المنظمة فان الضرب والاغتصاب او التهديد
بالاغتصاب والاذلال والتعذيب بواسطة الشريط الكهربائي او كيس البلاستيك
الذي يوضع لساعات على الراس لارغام المعتقل على الادلاء باعترافات كلها
ممارسات شائعة خصوصا في سجن في منطقة ساراتوف (فولغا). كما سجلت
محاولات انتحار متكررة بين المعتقلين في سجنين اخرين في منطقة
نينجي-نوفغورود (شرق موسكو).
وبحسب معلومات جمعها مناصرو حقوق الانسان فان المؤسسات التي تحصل
فيها عمليات عنف توجد ايضا في مناطق سفيردلوفسك وبارم (الاورال)
ومومنسك وكاريلي (شمال) وكميروفو وألتاي (سيبيريا). وقالت لودميلا
الكسيفا المديرة الادارية للمؤسسة ورئيسة مجموعة هلسنكي في موسكو "في
بلادنا الكل معرض لان يجد نفسه يوما ما في السجن".
ونددت ناشطة اخرى في المؤسسة مارينا خودوركوفسكايا والدة ميخائيل
خودوركوفسكي الرئيس السابق لمجموعة يوكوس الروسية النفطية العملاقة
الذي حكم عليه بالسجن ثماني سنوات في ايار/مايو 2005 لادانته بالتهرب
من تسديد الضرائب "بالممارسات اللاانسانية" في معتقل كراسنوكامينسك في
سيبيريا حيث يمضي نجلها فترة عقوبته.
وقالت "في المناطق التي تصل فيها الحرارة في الشتاء الى 40 درجة تحت
الصفر يمنع المساجين حتى من تغطية آذانهم خلال فترات المناداة التي
تدوم في اغلب الاحيان ساعة". واضافت ان نجلها امضى عشرة ايام في الحبس
الانفرادي مؤخرا بسبب "تقاسمه ليمونتين مع معتقلين آخرين".
هذا وطالب مشرعون أوروبيون بأن تكون لقضية الديمقراطية وحقوق
الانسان الاولوية في العلاقات الاوروبية الروسية في المستقبل ونددوا
بشدة بمقتل الصحفية الروسية انا بوليتكوفسكايا.
وحث البرلمان الاوروبي في قرار غير ملزم السلطات الروسية على اجراء
تحقيق مستقل ويتسم بالكفاءة في مقتل الصحفية البارزة التي كثيرا ما
وجهت انتقادات للكرملين في عملها.
وعبر المشرعون الاوروبيون عن قلقهم بشأن "أعمال الترويع والتحرش
والقتل التي يتعرض لها على نحو متزايد صحفيون مستقلون وأشخاص آخرون
ينتقدون الحكومة الحالية" وقالوا إن هذا الاتجاه قد يضر بسمعة موسكو.
ودعا البرلمان الاتحاد الاوروبي ومجلس أوربا وهي هيئة أوروبية
لمراقبة انتهاكات حقوق الانسان الى مراقبة التحقيق في مقتل
بوليتكوفسكايا الذي يحمل بصمات قتل مأجور.
وهناك قدر كبير من الاعتماد المتبادل بين روسيا والاتحاد الاوروبي
في مجال الطاقة. فموسكو هي أكبر مورد للغاز لدول الاتحاد البالغ عددها
25 دولة والاتحاد الاوروبي هو أهم مستهلك للطاقة الروسية.
ومن المقرر أن يتفق الجانبان في قمة جديدة الشهر القادم على بدء
محادثات حول اتفاقية جديدة للشراكة والتعاون في قوت لاحق من هذا العام
وتريد الحكومات الاوروبية أن تجعل الطاقة ملمحا رئيسيا في الاتفاق الذي
يجري تحديثه.
لكن البرلمان حث زعماء الاتحاد الاوروبي على جعل الديمقراطية وحقوق
الانسان في الدولة السوفيتية السابقة العملاقة على رأس أولوياتهم.
ودعا القرار الى "التفكير بجدية في مستقبل العلاقات مع روسيا
الاتحادية... مع مراعاة جعل الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير
جوهر أي اتفاق في المستقبل ووضع آلية واضحة لمراقبة تنفيذ كل البنود في
اتفاقية كهذه."
وحذر ماتي فانهانن رئيس الوزراء الفنلندي الذي تتولى بلاده الرئاسة
الدورية للاتحاد الاوروبي المشرعين الاوروبيين من الشطط.
وقال للبرلمان الاوروبي "لا ينبغي الذهاب الى أبعد مما يجب طالما أن
التعاون مع روسيا هو المعني. لا ينبغي أن نرسم لروسيا صورة كاريكاتيرية
كدكتاتورية متوحشة."
وأضاف "يريدون التعاون يريدون تحسين مستويات معيشتهم يريدون العمل
معنا."
واجتمع فانهانن وزعماء دول وحكومات أوروبية أخرى مع الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين في لاتي بفنلندا الاسبوع الماضي حيث ضغط عليه زعماء
الاتحاد الاوروبي في قضية مقتل الصحفية بينما حاولوا أن يظهروا كجبهة
متحدة في قضايا الطاقة.
وحث البرلمان الاوروبي دول الاتحاد الاوروبي المنتبهة لاعتمادها على
الموارد الروسية على الضغط من أجل الاصلاحات الديمقراطية قبل أي شيء
اخر.
وقال قرار البرلمان الاوروبي "الوسيلة الوحيدة حقا لتكريم التزام
انا بوليتكوفسكايا القوي بالحقيقة والعدل والكرامة الانسانية هي بذل
جهود مشتركة بتحقيق حلم انا بوليتكوفسكايا بروسيا ديمقراطية تولي
احتراما كاملا لحقوق مواطنيها وحرياتهم."
بدوره قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمواطنيه انه سيحتفظ بنفوذ
سياسي بعد أن يترك منصبه في عام 2008 وهذه هي أقوى اشارة يصدرها بشأن
خططه للاستمرار في لعب دور اخر كبير في السياسة.
وأكد بوتين في ردود من خلال التلفزيون على اسئلة وجهت اليه عبر
الهاتف أنه ملتزم بعدم تعديل الدستور لكي يتمكن من البقاء في منصبه
لفترة ولاية ثالثة على التوالي بعد عام 2008 "رغم أنني أحب العمل."
لكنه تابع كلامه قائلا "حتى في الوقت الذي لن اتمتع فيه بسلطات
رئاسية... اعتقد أنني ساتمكن... من الحفاظ على أهم وأعز شيء لاي
سياسي.. الثقة."
واستطرد "باستخدام ذلك يمكننا معا التأثير على الحياة في بلادنا
وضمان تطورها بشكل مستمر."
وقال بوتين وهو رئيس سابق للمخابرات الروسية يتمتع بشعبية هائلة في
روسيا رغم اتهام الليبراليين له بتقويض القيم الديمقراطية بأنه يحتفظ
بالحق في اختيار الشخص الذي يرغب في أن يخلفه وجعل انتخاب هذا الشخص في
حكم المؤكد في عام 2008.
ومن المرشحين المحتملين لخلافة بوتين ديمتري ميدفيديف النائب الاول
لرئيس الوزراء وسيرجي ايفانوف وزير الدفاع ويقول كثير من المعلقين ان
مرشحا غير متوقع قد يظهر في وقت ما في العام القادم.
وتحلى بوتين المتأنق والحاسم في ردوده بصورة "رجل الشعب" في برنامج
امتد لاكثر من ساعتين يرد على اسئلة عن الفرص الاقتصادية والانفاق
الاجتماعي والمعاشات والبنية التحتية للنقل والبيئة.
وعبر عن رضاه عن النمو الاقتصادي الذي يتوقع أن ينمو بمعدل 6.6
بالمئة هذا العام وقال ان التضخم الذي تراجع الى أقل من عشرة في المئة
يتباطأ وان لم يكن "بالمعدل الذي نبتغيه."
وسلط الضوء على صناعة السيارات وصناعة الطائرات كمجالين رئيسيين
للتنمية فيما تحاول روسيا تنويع اقتصادها بعيدا عن صناعات النفط والغاز
التي تعد أكبر مصدر للدخل.
وفي تناول نادر للسياسة الخارجية عبر عن قلقه من التجربة النووية
لكوريا الشمالية لكنه حذر من أنه لا ينبغي دفع بيونجيانج الى زاوية
موجها ضربة قوية للولايات المتحدة.
وشن هجوما على القيادة الموالية للغرب في جمهورية جورجيا السوفيتية
السابقة والتي أوقفت روسيا علاقات النقل معها اثر خلاف حول اتهامات
بالتجسس. وقال ان روسيا منزعجة لان جورجيا قد تلجأ لاستخدام القوة
لاعادة السيطرة على اقليمي اوسيتيا الجنوبي وأبخازيا المتمردين مضيفا
قوله "يتعين علينا الحيلولة دون ذلك."
ومن الواضح أن بوتين يجد سهولة في الاجابة على اسئلة مواطنيه أكبر
من اجاباته في رحلاته الخارجية حيث يغضب غالبا وينتقل للدفاع عندما
يواجه اسئلة تنتقده.
وتركت تصريحاته المعلقين يفكرون في شكل النفوذ السياسي الذي سيتمتع
به بوتين بعد عام 2008.
وتتراوح النظريات بشأن المنصب الذي يتطلع اليه بين منصب رئيس
الوزراء الى رئاسة حزب الاغلبية في روسيا ليصبح رئيسا للبرلمان.
وقالت تقارير أخرى انه قد يعين رئيسا لشركة جازبروم شركة الغاز
الروسية العملاقة المملوكة للدولة لكن أحد المحللين قال ان ذلك
الاحتمال مستبعد الان على ما يبدو.
وأكثر ما يفتخر به بوتين هو أنه بينما لا يزال الناس يعانون من
الفقر في روسيا الا أنه نجح في تحقيق الاستقرار ومكن الروس العاديين من
كسب مزيد من الاموال.
ويتوقع معلقون أن يقوم بتجهيز شخص لديه خلفية مشابهة لخلفيته في
مجال الوظيفة العامة بدلا من تجهيز سياسي لشغل المنصب وشخص من المحتمل
أن يجد أبضا تأييدا من أجهزة الامن والدفاع والمخابرات التي أصبحت
قاعدة قوة بوتين.
ولم يستبعد بعض المحللين عودة بوتين للكرملين بعد انقطاع في مدد
ولايته حسبما ينص الدستور. |
