(الكرمل) الإرهاب ما قبل 11 أيلول وما بعده

يعاين العدد الجديد من مجلة (الكرمل) الفصلية (الإرهاب ما قبل 11 أيلول وبعده) ويرصد لهذا الموضوع ملفاً خاصاً أعده وترجمه صبحي حديدي، فيما ذهبت افتتاحية العدد التي يكتبها عادة رئيس تحرير المجلة الشاعر محمود درويش إلى القول بأن بدايات القرن الحادي والعشرين لا تعدنا (بعالم أفضل وبانسانية أرقى، فالجنون هو المحرك لعالم دائم القفز إلى بداية جديدة: قبل وبعد، كأن شيئاً لم يكن قبل هذا اليوم، وكأن ما بعده فاتحة على الهاوية) وترى الافتتاحية بأن (كلمة السر الوحيدة التي تتداولها صناعة التاريخ الآن هي: الإرهاب والحرب على الإرهاب.

وتمضي (الكرمل) في توصيف الحالة الانتقائية التي تحكم المنطق العالمي بحسب المفهوم الاميركي: (الكل يعرف الإرهاب، لكن لا أحد يريد أن يعرّفه، فما هو ارهاب هنا يسمى دفاعاً عن الحرية هناك).

ويعرض حديدي المفاهيم المتصلة بالارهاب ومعناه الاجتماعي، حيث يرى أن (أكبر العوائق أمام الدراسة الجادة للإرهاب هي أن الإرهاب في الجوهر مشكلة اخلاقية).

وفي باب آخر من المجلة، يتساءل توماس تومسن: (هل نستطيع كتابة تاريخ فلسطين القديم) وتحديداً في عصر الحديد لافتاً إلى أن (طمس تاريخ السامرة بعد العام 722، وتاريخ القدس بعد العام 587، لصالح ترخنة حكايات التوراة، ينطوي على صمت ملموس في كتابة تاريخ مناطق أخرى في فلسطين، خاصة في الجليل والساحل وشرقي الأردن).

وعن (الحداثة وجمالية المفرد) يتحدث الناقد فيصل دراج، مواصلاً بحثه المعمق في آثار طه حسين، وخصوصاً كتابة (الأيام) الذي يُعدّ، بحسب دراج، (آية على التفرد الاسلوبي، ومرآة لتلك العلاقة القائمة بين الاسلوب والتفرد الذاتي، حيث الأسلوب تعبير انفعالي وعقلاني وفن بذاته وواقعه نصية مكتفية بذاتها).

وكتبت مديرة مركز الدراسات الأدبية والثقافية في جامعة هارفرد مارجوري غاربر عن (علامات الاقتباس) مشيرة إلى أنه (يمكن للاقتباسات لا سيما تلك المتحررة من متن النص – أن تقوم بوظيفة تربوية، موردة الحكمة (أو مزيفة لها). ولا تتبدى الاقتباسات منزوعة من سياقها كـ (حقيقة) فقط، بل تتبدى أيضاً ايقونية ونصبية).

وحول (وعي التاريخ في الخطاب الروائي) يكتب محمد نعيم فرحات دراسة في نصوص غسان كنفاني عن المنفى الفلسطيني، يقول خلالها (... وعلى غرار تاريخه كان خطاب كنفاني تراجيديا).

وفي (الكرمل) مقتطفات من رواية إلياس خوري (يالو) التي صدرت حديثاً عن دار الآداب ببيروت، كما يشتمل العدد على قصائد لسركون بولص، ومصطفى عتيق، ويحاور كاظم جهاد الشاعر الفرنسي جاك لاكاريير، فيما تجري سهير جابر عصفور حواراً (متأخراً) مع المسرحي الاسباني انطونيو باييخو قبل ثلاث سنوات من رحيله.

وفي نقد الصهيونية يقرأ غبرييل بتربرغ (حالات المحو) التي مارسها الاسرائيليون ضد الوجود الفلسطيني.

وفي باب (أقواس) يكتب فيليب جاكوتيه (ملحوظات الوهدة) وهي مختارات من كتاب الشاعر السويسري يقول في إحداها: (في بداءة الصبح هذه حيث يذوب كل ثلج البارحة، كانت الذروة المتلفعة بالجليد الأزلي، تبجّل الضوء). ويكتب طه محمد علي من الناصرة نصاً سردياً عنوانه: (جاي يا غلمان) فيما تقرأ نجمة خليل حبيب في ميثولوجيا استراليا السوداء.

وفي مكتبة (الكرمل) مراجعة لكتاب توني موريسون، وكتب (فجر فلسطين) و(نظرية لا نقدية) بالإضافة إلى مراجعة ديوان عقل العويط (سراج القتيل) الصادر حديثاً عن دار النهار.

أرشيف الأخبار  |  الصفحة الرئيسية  |  اتصلوا بنا