في السابع من نوفمبر القادم سيكون العالم على موعدمع انتخابات
التجديد النصفي والتي يأمل الحزب الديمقراطي من اعادة سيطرته على
الكونكرس الامريكي من اجل تعديل السياسية الخارجية والداخلية كما يقول
زعيم الحزب جون هوارد وكان النائب الديمقراطي جون مارثا قد فجر قنبلة
قبل اسبوع في دعوته لسحب القوات الامريكية من العراق.
وقد اثارت هذه الدعوة مشاعر القلق والغضب لدى الحزبين الديمقراطي
والجمهوري على السواء, كما تلهب جدالا متسعا اخذ يتجاوز بسرعة مقدرة
قادة الحزبين على التحكم في هذا الجدال وضبطه. وتعتبر خطوط التمزق
والتصدع بالغة الحدة عند الديمقراطيين, ذلك ان زعيميهما في مجلسي
النواب والشيوخ انقسما بشأن اقتراح مورثا.
ويشار الى ان نحو 2800 جندي امريكي قتلوا في العراق، وتشير
استطلاعات الرأي الى ان خيبة الامل حيال تطورات الحرب بلغت اعلى
معدلاتها خلال الاعوام الثلاثة الماضية.
واظهر استطلاع اجرته مؤسسة متخصصة ان ثلثي الاشخاص الذين استطلعت
آراؤهم يعارضون الحرب ويعترضون على الطريقة التي تتعامل بها الادارة
الامركية مع الحرب.
ومن أكثر استطلاعات الرأي دلالة تلك التي قامت بها "مؤسسة الدراسات
الجنوبية" ومقرها درهام بولاية نورث كارولينا.
وبشكل عام يعتبر سكان جنوب الولايات المتحدة من اشد مؤيدي الجيش
الامريكي، لكن التقرير اشار الى ان 12% فقط منهم من قالوا انهم يفتخرون
بالحرب
ومن شأن هذه المؤشرات ان تعطي دفعة للحزب الديمقراطي الذي يتأهب
مرشحوه لدخول المراحل النهائية من الحملة الانتخابية استعدادا ليوم
الاقتراع في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وتقول كارول دوهرتي من مركز بيو للابحاث في واشنطن ان مسألة العراق
"تسهم بشكل كبير في التقدم الذي يحققه الحزب الديمقراطي في استطلاعات
الرأي بين الناخبين".
وفي الاسبوع الماضي, أثار زعيم الحزب, هوارد دين, خلافا عندما اوحى
بان الانتصار في العراق غير ممكن, ويخشى بعض الديمقراطيين بان يؤدي هذا
الموقف الى نسف مطلب حزبهم بالتخلي بالقوة فيما يتعلق بالدفاع القومي,
واضعاف آمالهم بتحقيق مكاسب في الانتخابات النصفية
وفي الوقت ذاته, لم يكن معظم الجمهوريين في عجلة من امرهم في الحصول
على دفاع من الرئيس بوش, وهو الذي القى خطابين كبيرين, في غضون اسابيع,
للدفاع عن سجل اداراته في حرب تبين استطلاعات الرأي انه فقد تأييد معظم
الناخبين.
تحت هذه التصدعات الحاصلة, علنا وسرا, في كلا الحزبين, هناك اجماع
في الكونغرس على انه يتوجب على البيت الابيض ان يكون اكثر تحديدا
وواقعية في تعريف ما يشكل انتصارا في العراق, واكثر اقترابا في
المقاييس المطلوبة لقياس التقدم.
بعد اجتماع استغرق ساعتين, عقد يوم الاربعاء الماضي, حول الحرب خرج
الديمقراطيون منقسمين كما كانوا دائما, فقالت نانسي بيلوسي, المؤيدة
لاقتراح مورثا, »اننا فخورون جدا بانفسنا لاننا لسنا تنظيما بصمجيا«
اما النائب الديمقراطي ستيني هويار/ولاية ماريلاند, فيعارض ذلك.
ومهما يكن من امر, فان الديمقراطيين متفقون على نقاط بارزة يريدون
تحقيقها في العراق, ففي لقاء عقد مع الديمقراطيين يوم الاربعاء طرح
مورثا, وهو نائب ديمقراطي من ولاية بنسلفانيا لسبع عشرة دورة, ورقة
يتتبع فيها محاولاته للحصول على معلومات اكثر من البنتاغون والبيت
الابيض, عن دليل ملموس لتحسن الاوضاع في العراق, واستند بشكل خاص الى
تقديرات الادارة بشأن التقدم في نمو عدد القوات العراقية المستعدة
لتحمل المسؤولية من القوات الامريكية, فجاء في تقرير مجلس الامن
القومي, الصادر الشهر الفائت, تحت عنوان »الاستراتيجية القومية لاحراز
النصر في العراق«, ان اكثر من »212000 من قوات الامن العراقية المدربة
والمجهزة قائمة هناك, مقارنة مع 96000 في شهر ايلول من العام المنصرم«,
لكن هذه التقديرات تختلف عن تقديرات البنتاغون لعام ,2004 التي تقول ان
اكثر من 200000 من العراقيين قد تم تدريبهم حتى ذلك الوقت, ووضعوا تحت
السلاح, وقال مورثا, »انا لا استطيع القياس الا بما ارى بعيني«, ويذكر
هنا ان كبار الجمهوريين يثيرون النقطة ذاتها, ولكن على مستوى درامي
اقل.
ويشير التقرير الى جبهة اخرى, هي: بينما يختزن العراق ثاني اكبر
احتياطي نفطي في العالم, فان الهجمات الدؤوبة كانت تعني ان »الاموال
المخصصة اساساً لهذا القطاع اصبحت الان مقتصرة على اصلاح البنى التحتية
القائمة«.
وقال السيناتور الديمقراطي من ولاية رود آيلاند, جاك ريد, انه
يطالب بتدقيق اعمق من الكونغرس في اموال اعادة الاعمار, التي لم ينفق
نصفها, فبعد ست سفرات له الى العراق, ما يزال يرى اقتصاداً عراقياً
مدعوماً مالياً الى ذرى عالية, مع تزويد بالطاقة الكهربائية بمستوى
ادنى من مستويات ما بعد الحرب العالمية الثانية. »فعلينا الاطلاع على
المزيد من التفاصيل« وقال, ليست المشكلة الرئيسية فيما اذا كنا سننسحب,
او متى يكون ذلك, بل في مقاييس النجاح«.وتعكس هذه التصريحات محاولات
متواصلة من البيت الابيض لحشد تأييد الشعب الامريكي للنهج الحالي
المعتمد حيال العراق.
وهكذا فإن الرسالة التي يسعى البيت الابيض لتسويقها وتنص على ضرورة
بقاء النهج الحالي حيال العراق من دون تغيير، بدأت تتراجع يوما بعد
يوم.
وعلى الرغم من ا رتفاع وتيرة القتل المذهبي وارتفاع هذه النسبة
الى 22% عن سابقتها ودخول الدول الاقليمية وتحديدا السعودية كلاعب مهم
في زيادة حدة القتل الطائفي ودعمها لكافة التيارات التكفيرية والبعثية
الصدامية من اجل ضمان فوز الحزب الجمهوري وما اعلنه الصحفي الامريكي
بوب وودوارد، الصحفي بجريدة واشنطن بوست، في كتابه"خطة الهجوم " من أن
السفير السعودي لدى الولايات المتحدة، الامير بندر بن سلطان وعد بوش
بخفض اسعار النفط قبل موعد الأنتخابات لضمان ان يكون الاقتصاد الامريكي
قويا في حينها.وفي مقابلة مع شبكة تلفزيون (CBS) قال وودوارد، ان
الامير بندر تعهد بان تحاول السعودية تعديل اسعار النفط لتعزيز
الاقتصاد الامريكي من اجل الانتخابات في خطوة ان بلاده تدعم اعادة
انتخاب بوش. هذا الامر يفسر لنا لقاء الملك السعودي عبد الله مع زعيم
سني متورط في العمليات الارهابية وترؤسه للعديد من الاعمال الارهابية
والتهجير الطائفي وزيادة وتيرة هذه الاعمال قبيل الانتخابات الامريكية
اذن تحالف السعودية مع الارهابيين من اجل ضمان فوز الحزب الجمهوري
وابعاد الديمقراطين عن الكونكرس الامريكي بمزيد من دماء العراقيين لكن
لماذا كل هذه الجعجعة
قبل ايام صرح نائب ديمقراطي ماذا يعني لو ان ايران امتلكت السلاح
النووي لاشئ يعني لنا وماذا يعني لو ان حرب اهليه اندلعت في العراق
لاشئ يعني لنا فامريكا هي امريكا.
اشارة واضحة الى ان الديمقراطين عازمون على جدولة الانسحاب وعازمون
على التدخل المريع في حرب مجهولة الهوية ضد شبح الارهاب الذي تغذيه
مؤسسات دولية ليس اخرها تصريحات بابا الفتكيان ضد الاسلام والتصريحات
المقابلة من الزعماء المتشددين اذن انها لعبة الانتخابات الامريكية
استطاع الديمقراطيون يوظفونها بصورة صحيحة ويكشفون زيف الحرب الوهمية
للارهاب واستطاع الديمقراطيون بذكاء من تسليط الضوء على حجم الخسائر
الحقيقية التي يتكبدها الجيش الامريكي انها كلها مؤشرات على فوز
الديمقراطين.
ولنرى بعدها الى اين يتجه العراق... |