من اغتال أمير المؤمنين(ع)..الحزب الاموي أم الخوارج أم الاثنان معاً

عبد الكريم الجيزاني

 لا نريد أن نستقرئ التاريخ الذي حمل الينا الغث والسمين في دفيه و(الهدف)لا يتسع بالتأكيد لمثل هذه القراءة التاريخية رغم اهميتها وربما يسعفنا الحظ في كتابة دراسة موسعة يمكن أن تفي بالغرض حول ملابسات اغتيال الإمام علي(ع)على يد أشقى الاشقياء عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنه الله والحزب الذي دفعه لارتكاب ابشع جريمة في تأريخنا الاسلامي والمغريات التي قدمت للجاني في هذا الصدد.

بعد معركة الجمل التي انتهت بانتصار الاسلام على المارقين والقاسطين والناكثين هذا الثلاثي افرز العديد من الوقائع التي حاولت العودة الى الانحراف الذي اصاب جسد الامة لا طلباً لمرضاة الله سبحانه وتعالى ولا دفاعاً عن العقيدة وإنما تقاذفتها الاحقاد والاحن والدواخل والاهواء وحب السلطة والتنعم بمكاسبها بعد انحرافها عن خطها الاصيل الذي رسمه لها الرسول الاكرم محمد(ص).

لقد التقت الاهواء بين من كانوا يسمون بـ(الخوارج) وبين الحزب الاموي الذي كان يدفع باتجاه التقاطع مع علي(عليه السلام)تدعمهم في ذلك شخصيات اسلامية معروفة ممن كانوا يمنون انفسهم بالحكم أو الامارة كما كان الزبير الذي يحلم بامارة الكوفة وطلحه الذي كان يحلم بامارة البصرة وسعد بن ابي وقاص الذي كان في نفسه شيء من علي(ع) من جانب ارحامه من مشركي قريش الذين قتلهم امير المؤمنين(ع) في معركة بدر الكبرى ناهيك عن مروان بن الحكم الذي كان يقود الاتجاه الآخر وهو المطرود من المدينة وبقي كذلك حتى سمح له الخليفة الثالث بالعودة اليها خلافاً لامر رسول الله(ص)بعد وفاته.

 العديد ممن نجوا من معركة الجمل وعفا عنهم أمير المؤمنين (ع) شكلوا بعد هذه المعركة عصابات مسلحة ارتكبت ابشع الجرائم بحق اصحاب علي(ع)ومحبيه وجماعته تدفعهم عصبيتهم القبلية وبتمويل من مروان ومعاوية تحت حجة الطلب بالثأر لدم الخليفة الثالث، وهي التهمة التي لم يستطع التأريخ حتى يومنا هذا ان يلصقها بأتباع امير المؤمنين علي(ع). ناهيك عن مغريات اخرى كما فعلت قطام بنت الاصبغ التميمي او قطام بنت عقلمة او قطام بنت الشجنة لا فرق في ذلك التي وضعت مهرها لزواجها منه قتل علي(ع)، ولعل ما قاله الخزرجي ابن ابي مياس المرادي في تنفيذ هذه الجريمة من قبل ابن ملجم لخير دليل على ذلك:-

ولم أر مهراً ساقه ذو سماحة

كمهر قطامٍ في فصيح وأعجمي

ثلاثة آلاف وعبد وقينة

وضربٍ عليٍ بالحسام المصمم

فلا مهر أغلى من علي وإن غلا

ولا فتك إلا دون فتك ابن ملجمِ

 ولكي نشخص اكثر ان من اغتال امير المؤمنين(ع)ليس لعقيدة او لمبدأ بقدر ما كانت تسوقه اهواءه تحت ضغط الانحراف الاموي وتجنيد العامل(النسوي)-قطام- لارتكاب هذه الجريمة، ولعل العصابات التي انتشرت في ربوع الوطن الاسلامي بعد واقعة الجمل-كما ذكرنا-ونجاة البعض منهم والمعفى عنهم كانت  على رأس الاسباب التي دعت الى ذلك، ولعل ما قاله الشاعر الخارجي(الاعرج المعني) وهو عدي بن سويد بن ريان المخضرم اذ كان جاهلياً وأدرك الاسلام يقول في ذلك وبتصريح واضح ان مؤامرة الاغتيال كانت بدفع من الحزب الاموي اذ يقول:

نحن بني ضبّة اصحاب الجمل

نحن بني الموتِ اذا الموت نزل

ننعى ابن عفان بأطراف الاسل

نعم هذه من الحقائق التي يجب على كل مسلم ان يدرسها جيداً ويقف على حقيقة الانحراف الذي كان يريد وأد المبادئ والقيم التي جاء بها الاسلام العظيم بقيادة الرسول الاكرم محمد(ص) من قبل عصابات الشر والظلام التي ابتلى بها الجسد الاسلامي والتي انتجت ولا زالت تنتج عصابات تدين بنفس الاتجاهات المنحرفة ولعل ما يحصل في زماننا هذا لهو امتداد لتلك الاحن والاحقاد والضغائن التي ملأت صدور الحانقين والحاقدين على الاسلام المحمدي الاصيل، فسلام عليك يا سيدي ومولاي يا امير المؤمنين سلام الله عليك وعلى ابنائك الاطهار الميامين وسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تقف على الحوض تسقي اتباعك وأنصارك وشيعتك ومحبيك شربة لا يضمأون بعدها ابداً.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 17/تشرين الاول  /2006 -23/رمضان /1427