استطلاع عن مجلس الشيخ المهاجر في الحضرة الحسينية: حضور حاشد بنكهة الخشوع

شبكة النبأ / انمار البصري

منذ أن تـنوي على  حضور مجلس سماحة الشيخ عبد الحميد المهاجر يتسلل الخشوع الى قلبك وروحك ويملؤك الايمان والشعور بالاطمئنان والسكينة والسلام، وها هي الحضرة الحسينية المطهرة تحتظن مجلس سماحة الشيخ المهاجر بحضور يكاد لا يحصى حيث تغص الحضرة المطهرة بالجالسين والواقفين من الرجال تكلل رؤوسهم نكهة الخشوع والايمان حيث يحسها المؤمن وهو يجلس في رحاب الحضر المطهرة وتتألق فوق الرؤوس اضواء الايمان والبهجة والورع فتشعر بقربك من المرقد الشريف للامام الحسين (ع) وتشم عطور اللايمان التي تتدفق عليك وانت بانتظار سماحة الشيخ المهاجر ليبدأ مجلسه اليومي المبارك.

 وقد باشر سماحة الشيخ المهاجر في خطوة يومية مباركة محاضراته في الحضرة الحسينية المطهرة وذلك في شهر رمضان المبارك الذي نعيش ايامه ولياليه في رحاب الايمان والسلام والمودة والخشوع التام لله العزيز الجليل.

وقد اعتاد الزوار الكرام من داخل وخارج كربلاء حضور مجلس سماحة الشيخ المهاجر بعد صلاة المغرب والعشاء والاستماع له بشغف كبير لما له من حظوة كبيرة لدى المؤمنين والمسلمين في كربلاء وخارجها.

وقد حضرت شبكة النبأ مجلس سماحة الشيخ حميد المهاجر، فلاحظت الزحام الشديد الذي ضمه هذا المجلس حتى بلغ الامر بعدد كبير من الحضور من الرجال وكذلك النساء الى الوقوف طيلة مدة المحاضرة التي تتجاوز في الغالب الساعة من الوقت، وفي مجلسه الذي حضرته النبأ تطرق سماحة الشيخ المهاجر الى ايام شهر رمضان المبارك وخصوصية هذا الشهر الكريم عند الله تعالى واهميته لدى المؤمنين كونه يتميز عن شهور السنة الاخرى بكونه شهر البركة والخير والمكارم والشهر الذي نزل فيه كتاب الله الكريم واستشهد فيه الامام علي ابن ابي طالب (ع) وأسرى الله بنبيه محمد ابن عبد الله في ليلة الاسراء والمعراج الرمضانية وغير ذلك من العلامات والمؤشرات التي تؤكد خصوصية هذا الشهر العظيم عن غيره.

وقد اكد سماحة الشيخ المهاجر على وجوب احترام طقوس وشعائر هذا الشهر المبارك لا سيما من لدن فئة الشباب المسلم ووجوب الالتزام بآداب هذا الشهر المبارك وخاصة الاجهار بالافطار سواء بتناول الطعام او الماء او التدخين، وضرب سماحة  الشيخ المهاجر مثلا على كيفية احترام مشاعر الانسان الصائم من قبل غير الصائم، وأكد على عدم جواز الاجهار بالاكل او الشرب امام الصائمين مهما كانت الاعذار وقال سماحته ما معناه:

(حتى الانسان المسيحي يحترم صوم المسلم ولا يجهر بالاكل او الشرب امامه، فكيف بشبابنا المسلم الذي يدخن قرب مرقد الحسين –ع-  نهارا جهارا ويأكل ويشرب على مرأى من الناس جميعا في هذا الشهر المبارك الكريم).

وقد انتقد سماحة الشيخ هذا السلوك من قبل الانسان المسلم الذي لا يحسب حسابا لاخوانه الصائمين ولا يستغل فرصة كرامة هذا الشهر المبارك.

وكان الصمت والاصغاء بليغا وواضحا من قبل الحضور الذين استمعوا لمواعظ سماحة الشيخ المهاجر بقلوب يملأها الايمان خاصة ان هذا المجلس يتشكل في أطهر بقعة على وجه الارض ألا وهي مرقد سيد الشهداء الامام الحسين (ع).

وقبل بداية المجلس المبارك لسماحة الشيخ حميد المهاجر وفي نهايته استطلعت شبكة النبأ آراء وردود افعال بعض الحاضرين عن هذا المجلس الحسيني الرمضاني اليومي المبارك، وقد سألنا الحاج عبد الكاظم (ابو جواد) عن شعوره وهو يستمع مباشرة لسماحة الشيخ المهاجر في هذا المجلس فأجاب:

( الحمد لله الذي جعلني أرى سماحة الشيخ المهاجر مباشرة بعيني واسمعه مباشرة بأذني، فقد يئسنا ولا يأس من رحمة الله عندما شرد حكم الطاغية علماءنا الافاضل الى المنافي البعيدة ومن هناك كنا نستمع لمجالسهم عبر الراديو او التسجيلات بصورة سرية، أنا احمد الله جل وعلا على هذه النعمة الفضيلة التي اسبغها عليّ حين امد بعمري الى هذا اليوم الذي استمع فيه مباشرة الى صوت الشيخ الجليل حميد المهاجر، وكما ترى بعينك الحضرة تغص بالمؤمنين وهم يستمعون الى الشيخ الجليل الذي يشيع بكلماته الرحمة والايمان والسلام والحق في نفس كل من يستمع الى مجلسه الآن).

اما السيد ابو حسنين (علي الحسناوي) فقال عن هذا المجلس المبارك:

( مرة اخرى يمنحنا الله العلي القدير فرصة الاستماع بشكل مباشر لمجلس سماحة الشيخ المهاجر لتتعطر بكلامه اسماعنا وتطمئن نفوسنا وتخشع قلوبنا خاصة اننا نجلس في هذا المجلس داخل حضرة الامام الحسين –ع- ، لقد حرمنا الطاغية واعوانه من هذه الرحمة وكانوا يمنعون علينا الاستماع لها حتى عبر الاذاعات او الاشرطة المسجلة، لكن الله عز وجل خسف الارض بمن أراد الاساءة للحسين –ع- وخدامه وزواره وها نحن نعيش يوميا هذا المجلس الحسيني المبارك للشيخ الجليل المهاجر ونحن بحماية سيد الشهداء عليه السلام).

واعادنا ابو محمد (عبد الكريم حسين) الى ايام زمان والمجالس الحسينية الكبيرة التي كانت تنعقد في هذا المكان المطهر وتحدث لنا عن المجالس الحسينية المباركة ايام زمان وعقد مقارنة بينها وبين مجالس الحاضر فقال:

( كانت الحضرة الحسينية المطهرة وستبقى الى أمد الدهر البقعة المباركة التي تحتظن مجالسنا الحسينية المباركة، وعلى هذا المنبر الشريف تناوب عدد كبير من مقرئينا الاجلاء الذي تغمدهم الباري الرحيم برحمته الواسعة، وكان الكربلائيون وزوار الحسين –ع- يتقاطرون يوميا وبلا تأخير او ملل على هذه المجالس التي تشيع في نفوسهم المحبة وتعمق فيهم الايمان والتراحم، ونذكر مثلا الكثير عن مجلس سماحة الشيخ المهاجر قبل ان يضطر لمغادرة الوطن تحت ضغط سلطات الطاغية التي لا ترحم المقرئين ورجال الدين واتباع أهل البيت –ع- وكذلك مجلس الشيخ هادي رحمه الله وكان كل مجلس له خصوصيته وكل مقرئ جليل له طباعه واسلوبه الخاص الذي يميزه عن غيره، واليوم ونحن نعيش من جديد مجلس سماحة الشيخ المهاجر نحس اننا نعود لتلك السنين البعيدة ونحمد الله الذي يبطش بكل من يريد ان يلغي هذه المجالس او يقف بوجهها، واليوم انا شخصيا اشعر انني عدت عشرات السنين الى الوراء وانا استمع الى صوت الشيخ الجليل المهاجر وهو يقدم لنا مواعظه المباركة في هذا الشهر الكريم المبارك.)

وقبل الختام لا يفوتنا ان نذكر ان حشدا كبيرا من النساء يتواجدن بصورة يومية في الحضرة الحسينية بعد الافطار اي بحدود الساعة الثامنة والنصف مساء حيث يبدأ مجلس سماحة الشيخ حميد المهاجر، وهكذا يتواصل هذا المجلس المبارك وغيره من المجالس الحسينية في هذه الايام الرمضانية المباركة رحمة للمؤمنين وبابا من ابواب الايمان لكل من يهتدي الى جادة الخير والحق والصواب. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 15/تشرين الاول  /2006 -21/رمضان /1427