فيدرالية الاقاليم وقضية الاعلام وامن المجتمع الشيعي

اسعد راشد

 الحديث عن الفيدرالية في العراق كالحديث عن الموت والحياة ‘ الترويج لتقسيم العراق الى اقاليم فيدرالية كمن يتحدث عن كيفية توفير الامن للمجتمع والحياة والانسان وكل دابة تتحرك على ربوع الرافدين ‘ الرافضين لمبدأ الحديث عن الفيدرالية هم من يتحدثون عن القتل و((المقاومة)) واسقاط النظام الديمقراطي في العراق .

ليس هناك ما يزعج الارهابيين ودعاة القتل والمقاومة اللقيطة اكثر من طرح مشروع الفيدرالية وتطبيق هذا المبدأ في كل العراق ‘ وكل الذين يرفضون هذا المبدأ هم من يريدون ابقاء العراق في دوامة الارهاب والعنف والقتل الى نهاية المطاف الذي يحقق لهم تحويل العراق الى قندهار اخر او امارة طالبانية يحكمها الارهابيون والقاعديون الوهابيون .

يقال ان العاقل تكفيه الاشارة وما اكثر الاشارات التي تصدر من اعداء الديمقراطية وهم يهسترون ما ان ان يتم الحديث عن الفيدرالية وخاصة فيدرالية اقاليم الجنوب والوسط ومن هنا ايضا فان المناوئين لتطبيق الفيدالية هم اكثرهم ممن ينتمون لجبهة الارهاب اوالداعمين له او الحاضنين له اما الاحرار والديمقراطيين وطلاب الحق فانهم في موقف معاكس تماما لموقف تلك الجبهة الارهابية وهذا الامر بحد ذاته يكفي للاقتناع بضرورة المضي في مشروع الفيدرالية وتفعيل قانونها والبنود المتعلقة بالاقاليم والاجراءات العملية لاقامتها في الجنوب والوسط .

ولكي نعرف مدى اهمية قيام النظام الفيدرالي ومحوريته في تأسيس الديمقراطية ومحاربة الارهاب فان الاعلام العربي المعادي للعراق الديمقراطي الفيدرالي يحاولي بشتى الطرق ان يسوق وجهة نظر الارهابيين ويعطي الشرعية لمقولات المناوئين لتطبيق الفيدرالية في العراق ‘ فالاعلام العروبي يسعي لوضع ما يسمى بمشروع "المصالحة" امام مبدأ الفيدرالية كنوع من المقايضة الكاذبة والمخادعة حيث يعتبر ذلك الاعلام ان "المصالحة" لا يمكن ان تتم من دون التخلي عن الفيدرالية وهي مقولة خطيرة يروجها الارهابيون والداعمين لاعمال القتل والعنف في العراق ‘ فاذا كان حقا هؤلاء يسعون للمصالحة فان الطرف الاحق في ان تتم المصالحة معه هو الطرف المظلوم والضحية اي الطرف الذي تعرض طوال العقود المديدة للاضطهاد والابادة والاقصاء وليس العكس وهذا يعني ان السبيل الى المصالحة هو ان ترضخ الاطراف التي تتشدق بالمصالحة لارادة الاكثرية التي تطالب باقامة الفيدرالية وتطبيق مبدأ الاقاليم في العراق وخاصة في منطقة الجنوب والوسط التي نالت القسط الاكبر من ظلم النظام البائد وهجميته التي حولت تلك المنطقة الى مقابر وخراب ‘ فليس من المنطقي ولا من العدل ان يقوم الطرف المعتدي والظالم والذي يقف اليوم وراء الفوضى التي تعم العراق وهو يساهم بشكل مباشر في اغلب اعمال القتل والارهاب ومتورط مع تلك الجماعات والميليشيات الارهابية كالجيش الاسلامي ولواء ثورة العشرين وفيلق عمر وانصار السنة والصحابة وغيرها من الطفيليات التي خرجت من رحم البعث المجرم ان يفرض شروطه واملاءاته التي تحمل اجندة خارجية لدول اقليمية عربية تحاول تحويل العراق الى مختبر لتمرير مشاريعها التجزيئية والعنصرية والطائفية بل يجب على هذا الطرف ان كان حقا صادقا في موقفه ان يقبل بمطالب الاغلبية ويتخلى عن عنجهيته فالاعلام العربي المعادي للعراق الديمقراطي يسعى للعب دور اللوبي الضاغط وليس المحايد بل صاحب اجندة طائفية وعنصرية وحتى ارهابية لاجهاض العملية السياسية الديمقراطية في العراق وهذا الامر هو ما يدفع بعدد من الاطراف الاعلامية لخلق الاكاذيب وتلفيق المعلومات وتقديمها للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي لاتخاذ مواقف معادية للفيدرالية وقد تجلى ذلك في موقف صحيفة عربية معروفة نقلت معلومات ملفقة عن بعض المسئولين الغربيين والامريكيين حول الفيدرالية بانهم طلبوا من قادة وزعماء لاطراف عراقية بتأجيل النقاش حول الفيدرالية وهو ما كذبته تلك الاطراف وننددت بمواقف تلك الصحيفة المدعومة من قبل احدى كبرى الدول النفطية العربية.

لقد توصل العراقيون بل اغلبهم الى قناعة واضحة تمثلت ان الخروج من المأزق الحالي لن يتم من دون تطبيق الفيدارلية وتقسيم العراق الى اقاليم متعددة وهذه التجربة قد نجحت في كردستان العراق التي تحولت الى واحة امن واستقرار بعكس مناطق التوتر والاضطراب والتي يسودها الارهاب والفوضى وغائبة عن الفيدرالية حيث لا امن ولا استقرار ولا ازهار وكل مشاريع التنمية الاقتصادية متوقفة فيها .

هذا الامر يسوقنا الى امر اخر اهم واخطر والذي له علاقة بتطبيق الفيدرالية وهو "امن المجتمع الشيعي" الذي يتعرض للاختراق والتفتيت من قبل قوى الشر والارهاب والتي تحاول من خلال ظاهرة القسوة في القتل والدمار ضربه والعودة الى عهود القهر والاضطهاد‘فاالفيدرالية هي ضمانة لذلك الامن ووقاية للمجتمع الشيعي من اي اختراق مستقبلي ‘ لابد من ايجاد مؤسسات فيدرالية في الاقاليم ومراكز دراسات استراتيجية تقدم اكثر المشاريع تطورا لتحديث المجتمع الشيعي واقامة الجدار الامني القائم على الوعي الامني اللازم زرعه في فكر وعقل كل شيعي .

من هنا فان التسريع في تفعيل قوانين الاقاليم والفيدرالية من دون الالتفاف لظاهرة المفرقعات الصوتية الصادرة من هذا الطرف او ذات امر حياتي كما وان وجود كتلة برلمانية قوية داعمة للنظام الفيرالي يجب ان يشد من ازر دعاة الفيدرالية خاصة وان الكورد والشيعة الكتلتين هما الطرفان الاكثر نفوذا والاكثر استعدادا للتصديق على المشروع وهو ما يجعلنا ان لا نمل ولا نكل في المضي في مشروع الفيدرالية وتطبيقها .

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 11/ايلول /2006 -17/شعبان/1427