العنف الطائفي يتزايد ضد الشيعة: استهداف زوار الامام الحسين وابادة جماعية في بغداد

 

 

اعلن مسؤول في وزارة الداخلية العراقية السبت مقتل احد عشر باكستانيا وثلاثة هنود من الزوار الشيعة بنيران مسلحين اثناء توجههم الى زيارة مدينتي كربلاء والنجف الشيعيتين المقدستين.

وقال العميد عبد الكريم خلف المتحدث الرسمي باسم الوزارة ان "احد عشر زائرا باكستانيا وثلاثة هنود كانوا بطريقهم الى كربلاء تم اعتراضهم من قبل مسلحين مجهولين في منطقة النخيب غرب كربلاء قاموا باعدامهم بالرصاص بعد انزالهم من حافلتهم".

من جانبه قال المتحدث الاعلامي باسم صحة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) سليم كاظم ان "مستشفى كربلاء العام استقبلت 14 جثة لزوار اسيويين من باكستان والهند مصابين باطلاق في انحاء متفرقة في الجسد".

واكد ان "الضحايا جميعهم من الرجال بينهم اثنين في العشرينات من العمر واثنين كبار في السن والباقين بالاربعينات من العمر".

واشار الى ان "الضحايا كانوا قادمين على الطريق السريع 160 من عمان او سوريا مرورا بمحافظة الانبار (السنية) غرب العراق الى محافظة كربلاء".

وقال مسؤول بمستشفى الحسين في مدينة كربلاء الذي نقلت اليه الجثث يوم الجمعة ان الرجال الاربعة عشر كانت ايديهم مقيدة وقتلوا رميا بالرصاص في الرأس. كما تعرض بعضهم للتعذيب وفصل رأس احدهم جزئيا.

وكان هجوم استهدف ضريحا شيعيا في فبراير شباط قد اثار موجة من العنف بين الاغلبية الشيعية والاقلية السنية التي كانت لها الهيمنة في عهد صدام حسين وتشكل الان العمود الفقري للعمليات المسلحة المستمرة منذ ثلاث سنوات.

وقال وكيل وزارة الخارجية الهندية ا. احمد لرويترز ان القتلى الاربعة عشر كانوا ضمن مجموعة تضم 40 شخصا عبروا الحدود الى داخل العراق بعد جولة بالاماكن المقدسة في الاردن وسوريا.

وقال احمد ان مسلحين استوقفوا القافلة وفصلوا الرجال عن النساء في المجموعة التي كانت تضم 14 هنديا و26 باكستانيا. وذكر ان الشرطة عثرت على جثث الرجال الاربعة عشر في كربلاء في اليوم التالي.

وذكر مصدر أمني في كربلاء أن تشييع ودفن جثامين الـ ( 14) باكستانيا الذين اغتيلوا لدى توجههم إلى المدينة لأداء زيارة النصف من شعبان تم وفق الإجراءات القانونية الأصولية ،

وبالتنيسق مع الجهات الحكومية والسفارة الباكستانية والمرجع الديني بشير النجفي .

وقال مدير الشرطة السياحية في كربلاء الملازم أول صلاح سبتي لوكالة أنباء ( أصوات العراق) يوم الأحد "شيعنا ،عصر أمس السبت ،جثامين ( 14) باكستانيا تم قتلهم من قبل مسلحين مجهولين في منطقة (الكيلو 160) بمحافظة الأنبار ، بعد أن إتخذنا كافة الإجراءات القانونية الأصولية لتشيعهم ودفنهم."

وأوضح سبتي أنه " تم الإتصال بكل الجهات الحكومية ،ومنها السفارة الباكستانية في بغداد ،عن طريق المرجع الديني السيد بشير النجفي.. وهو من أصل باكستاني ،وبعد موافقة ذويهم الذين نجوا من عملية القتل."

وكان مسلحون أوقفوا الحافلة التي تقل الزوار الباكستانيين ( الجمعة) لدى توجههم إلى كربلاء لأداء زيارة النصف من شعبان ،وقتلوا 14رجلا بعد أن عزلوهم عن النساء والأطفال.. ولاذوا بالفرار .

ويحتفل المسلمون الشيعة بذكرى ولادة الإمام المهدي (الإمام الثاني عشر لديهم ) في النصف من شعبان ،الذي يصادف هذا العام يوم التاسع من شهر أيلول سبتمبر الجاري .

وأوضح مدير شرطة السياحة أن دفن الجثث الـ ( 14) تمت في مقبرة (وادي كربلاء) الجديدة ،مشيرا إلى أن مكتب الشهيد الصدر في كربلاء "قام بعملية التشيع والدفن.. وشراء قطعة أرض في وادي كربلاء."

من جهة اخرى وفي بغداد بدأ أصحاب المتاجر والمنازل رفع الانقاض والبحث عن جثث القتلى يوم الجمعة غداة وقوع سلسلة تفجيرات قتل فيها نحو 70 شخصا ودمرت منازل وسوقا قبل حلول الليل مباشرة.

واصيب اربعة امثال هذا العدد في التفجيرات التي قالت الشرطة انها حدثت بسبب سقوط وابل من الصواريخ في انحاء المنطقة الشرقية من بغداد التي يغلب على سكانها الشيعة. غير ان لواءات في الجيش قالوا ان التفجيرات نفذت باستخدام قنابل كبيرة زرعت في مبان. وربما يكون الهجوم قد نفذ باستخدام الطريقتين.

ووصف التلفزيون الحكومي الهجوم بأنه هجوم صاروخي الا انه اجرى مقابلة بعد ذلك مع متحدث من الجيش العراقي الذي اعاد الرواية البديلة وهي ان المسلحين زرعوا متفجرات في المباني. وقال التلفزيون ان اجمالي الضحايا زاد لاكثر من 67 قتيلا و300 جريح.

وقال العميد قاسم الموسوي للتلفزيون العراقي ان "الارهابيين" زرعوا متفجرات داخل المباني مكررا ما قاله لواء زميل له وخبير متفجرات بعد اربع ساعات من الانفجارات بانها وقعت في شقق ومتاجر استأجرها مسلحون مؤخرا وزرعوا قنابل فيها.

وفي غياب مؤشر على وجود فرق للطب الشرعي في مواقع التفجيرات المتعددة لم يتضح كيف توصل الى هذه النتيجة بهذه السرعة.

وبعد ساعات من الانفجارات الاولى التي قالت الشرطة انها نجمت عن سبعة صواريخ كاتيوشا سمع السكان اصوات مزيد من قذائف المورتر خلال امسية مضطربة ودامية في بغداد حيث بدأت القوات الامريكية والعراقية حملة أمنية كبيرة في الشهر الماضي.

وسقط معظم الضحايا فيما تجمعت الاسر في بداية العطلة الاسبوعية. وتزامنت الهجمات مع بدء الرئيس الامريكي جورج بوش سلسلة كلمات قبل الانتخابات لحشد تأييد الامريكيين للابقاء على الوجود العسكري في العراق.

وقام اصحاب المتاجر في حي الامين برفع الانقاض بعد ان دمر احد الانفجارات سوقا من طابقين.

ويبدو ان انفجار السوق كان أضخم من ان تحدثه صواريخ كاتيوشا.

وقال حمزة علي ورأسه تغطيها الضمادات فيما قام اصحاب المتاجر برفع الانقاض وجاهد الشبان لتفتيش الحطام لاخراج البضائع من متاجر الملابس "كنت أجلس في متجري مع بعض الزبائن. لم أشعر بشيء لكن المتجر انهار على رؤوسنا."

وقال "ربما خططوا لذلك .. بعض الناس استأجروا لتوهم متجرا خلفنا."

من جهتها أعلنت يوم الاحد جماعة عراقية سنية متشددة مسؤوليتها عن سلسلة من الهجمات استهدفت الشيعة في بغداد يوم الخميس.

وقالت الجماعة التي تطلق على نفسها اسم جماعة (جند الصحابة) في بيان وضعته على شبكة الانترنت ان الهجمات جاءت ردا على مقتل مسلمين سنة على أيدي ميليشيات شيعية.

وجاء في البيان المنشور على موقع على الانترنت تستخدمه جماعات متشددة منها تنظيم القاعدة "مكن الله اخوانكم في جماعة جند الصحابة من تنفيذ سلسلة من العمليات المباركة ضد معاقل الروافض (الشيعة) من جيش الاحمق المطاع "مقتدى الدجال" يوم الخميس الماضي."

وأضاف البيان "نقول للروافض الحاقدين ان سيوفنا قادرة على الوصول الى عمق مناطقكم فكفوا ايديكم عن قتل العزل من اهل السنة وانتهوا عن مناصرة الصليبيين والا فانتظروا العمليات التي ستزلزل مناطقكم بعون الله ونحن ماضون بعون الله في احياء فقه سلفنا الصالح في قتال الطوائف الممتنعة من الميليشيات الرافضية وغيرها."

ولم يتسن التحقق من صحة البيان.

 

وفي أغسطس اب الماضي أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن تفجير انتحاري أسفر عن مقتل 35 شخصا على الاقل واصابة 120 بالقرب من مرقد الامام علي في مدينة النجف بجنوب العراق.

وقالت الجماعة انها استخدمت في هجمات بغداد عبوات ناسفة وأطلقت قذائف مورتر وصواريخ كاتيوشا. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء  5/ايلول /2006 -11/شعبان/1427