في المؤسسات هناك جملة من الأخطاء الواضحة والشائعة في أن
واحد:
هل يمكن أن يكون القرار الإداري خاطئا ً والكلّ يعرف مجانبته للصواب
وبالرغم من ذلك يبقى شائعاً؟
نعم الواقع المعاش يجيب بالإيجاب على السؤال المتقدم، والأسباب
عديدة ومتنوعة بحاجة الى وقفات ودراسات من قبل ذوي الإختصاص، وكأمثلة
نذكر بعض هذه الأخطاء الإدارية الأساسية الواضحة الشائعة:
إهمال التخصص في تسليم المناصب الإدارية للمدراء
إهمال التدريب العملي المستمر المتزامن مع العمل للمدراء
إهمال المدراء لتحديث ومواكبة التقدم العلمي والتطورالعملي في
الإدارة
إهمال المدراء للتخطيط المنهجي العملي الواقعي المرن الملائم
للمؤسسة
إهمال المدراء لوظائفهم تجاه البيئة الداخلية على حساب البيئة
الخارجية اوالعكس.
إهمال المدراء لدورالدراسات العلمية العملية الشاملة الدقيقة
السريعة لمقاربة الصواب في القرارات وإختيار البدائل.
إنها أخطاء معروفة واضحة وشائعة حقاً !
يؤكد الإمام الشيرازي الراحل ( ر ) على ضرورة تجاوز تلك الأخطاء
للإنطلاق نحو النجاح الإداري حيث يقول:
1- إن التدريب المستمر والمتزامن مع العمل يعتبر من المؤهلات التي
يجب أن تكون متزامنة مع الإدارة وبالأخص بالنسبة للمدراء الجدد فعليك:
أن تقوم بتنظيم دورات تدريبية للمدراء و على كافة المستويات لعدة
أسابيع أو أشهر و ذلك حسب المستويات الإدارية المختلفة و صعوبة العمل
فيها لتمكين هؤلاء من التعرف على أمور التنظيم الإداري وأساليبه وعلى
كيفية القيام باجراء الدراسات التنظيمية و كيفية التعامل مع الرؤساء
والمرؤوسين.و يجب أن تكون هذه الدورات وإجتيازها بنجاح أحد العوامل
المؤثرة في تسليم المناصب الجدد والترفيع في الإدارة.
2- من أهم المؤهلات التي يجب أن يمتلكهاالمدير هي التخصص في المجال
الذي سيمارس فيه عمله فيجب عليك أن:
تهتم بجانب التخصص في تسليم المناصب الإدارية للمدراء الذين ستقوم
بتعيينهم في مختلف المستويات الإدارية في المؤسسة.
3- إذا كانت المؤسسة أوالمنظمة مرتبطة بلغة أجنبية من حيث العمال أو
الرؤساء أو الآخرين الذين لابد أن يتعامل معهم المدير بشكل مستمر فهنا
الإلمام بتلك اللغة قد يكون من أحد أهم مؤهلات المدير إن لم يكن الأهم
مطلقاً. فعليك:
أن تقيّم المناصب الإدارية المختلفة من حيث إرتباطها باللغة
الأجنبية و ثم تأخذ بعين الإعتبار هذا المؤهل عند تسليمك المناصب
الإدارية للمدراء ففي الحديث الشريف:" من عرف لسان قوم أمن شرهم".
4- في ظروفنا الراهنة التي يتقدم فيه العلم بسرعة مذهلة أساليب
الإدارة أيضاً تتغير بصورة مستمرة فلا بد من مواكبة التقدم العلمي
ولذلك يجب أن؛ تكون دائم البحث والتنقيب عن كل جديد عبر المطالعة في
الكتب و المجلات التي تعني بالإدارة و الأساليب و المناهج الإدارية
الحديثة و يعتبر ذلك من أحد أهم المؤهلات التي سوف تجعلك مديراً عصرياً
تفكر بطريقة عصرية.
5- إن وظائفك كمدير بالنسبة للبيئة التي تعمل فيها تتقسم إلى
قسمين:
أ- البيئة الداخلية و البيئة الخارجية فبالنسبة لوظائفك التي تتعلق
بالبيئة الداخلية عليك أن؛ أن تخلق الظروف الملائمة للقيام بواجبك
بفاعلية و كفائة و تقدم و إطراد سواء من الناحية الكيفية أم الكمية و
ذلك من خلال القيام بتخطيط أعمال المرؤوسين و المرتبطين بك في البيئة
الداخلية و إختيارهم بدقة و تدريبهم و تنظيم علاقاتهم معك و مع العمل
و التتبع المستمر لنتائج أعمالهم.
6- هناك قسم اخر لوظائف المدير أي تلك التي تتعلق بالبيئة الخارجية
و الظروف المحيطة بهذه الوظائف قد تكون خارج حدود إختياراتك كمدير و قد
لا تكون لديك القدرة بالتحكم فيها مثل تلك التي تتعلق بالظروف
الإقتصادية العامة أوالسياسات الحكومية أو العلاقات الدولية وغيرها لكن
و مع ذلك فيتوجب عليك أن؛ تدقق في البيئة الخارجية للمؤسسة و باستمرار
و ترصد التغييرات الطارئة فيها و ثم تقوم بتكيف المؤسسة أم المنشأة مع
الظروف و المتغيرات الجديدة كي تتأقلم المؤسسة مع المستجدات الحادثة
خارج المؤسسة.
7- إن وظائف المدير العامة تنقسم إلى خمس أجزاء و أول هذه الوظائف
التخطيط والتخطيط عبارة عن إختيار الأهداف والسياسات والبرامج التي
تحتاج إليها المؤسسة للوصول إلى أهدافها.فعليك أن:
تضع خطة جيدة لمؤسستك وذلك عبر التخطيط المنهجي الذي يتضمن رسم
الإستراتيجية وإتخاذ القرارات وتعيين البدائل المختلفة حيث تتلائم هذه
الخطة مع أهداف المؤسسة ويمكنها من الوصول إلى أهدافها المرجوة.
8- عندما يقوم المدير بالتخطيط فبالتأكيد سيقوم بإتخاذ القرار
وإتخاذ القرار ليس إلا الإختيار بين البدائل المتعددة و لكي تكون
قرارتك صائبة يتوجب عليك أن؛ تقوم بدراسة علمية عملية شاملة, دقيقة,
كافية و سريعة في البدائل المختلفة ومن الجوانب المختلفة السياسية
والإقتصادية والإجتماعية و غيرها ثم تختار الأفضل العملي الواقعي
الممكن بين هذه البدائل حسب تلك الدراسات السابقة.
9- من أهم العوامل التي تعيق إجراء التخطيط على أرض الواقع هي
المفاجئات التي لن تكون في الحسبان عند التخطيط ولكي لا تباغتك تلك
المفاجئات يجب عليك أن؛ تأخذ بعين الإعتبار دائماً إحتمال وقوع
المفاجئات المختلفة و تضع البدائل المختلفة للخطة الأصلية حسب أفضليتها
و تهيئ الظروف المناسبة في المؤسسة لإستخدام البديل الأخر عند اللزوم و
الإضطرار.
*معهد الإمام الشيرازي الدولي للدراسات – واشنطن
http://www.siironline.org |