يطالب أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي والجمهوري مطالب عديدة
من رئيس الوزراء العراقي خلال زياراتهم للعراق وهم يحملون معهم هموم
الشارع الامريكي أو لنقل هموم دافع الضرائب هناك وكلنا يعلم أن خيار
دخول العراق واحتلاله كان مشروعا أمريكيا صرفا لم تبحث تفاصيله مع أقرب
الحلقات المقربة من فصائل المعارضة أنذاك....0
وقانون تحرير العراق المرقم 2525 لسنة 1998 أقره الكونغرس الامريكي
ووافق عليه الرئيس كلينتون بعد ان قدمه أعضاء من الحزبين الوحيدين في
الولايات المتحدة الجمهوري والديمقراطي.
لذلك فإن دخول واحتلال العراق هو اختيار أمريكي صرف صاغ لبناته
الساسة الامريكيون وتحمل تبعاته الشعب العراقي ومازال يتحمله حتى هذه
اللحظة .. 0
وهكذا فإن مافعلته الولايات المتحدة كان قرارا استراتيجيا قد أُعد
من قبل المؤسسات الامريكية لمستقبل المنطقة كله بما يخدم مصالح
الولايات المتحدة للقرن الجديد.
وإذا كان أعضاء الكونغرس يحملون هموم وقلق المواطن الامريكي فانهم
كذلك يحملون قلقهم الستراتيجي للمراحل القادمة ويحاولون الحصول على
التطمينات لمستقبل قواتهم في العراق وعلاقتهم بالعراق الجديد إذا
ماتعافى وأصبح قادرا على إدارة اُموره.
وتلك الامور بحاجة الى مصارحة وكلاما مباشرا بين المسؤولين وعدم
العمل على شد الحبال والاستنزاف للعراقيين أكثر مماهم مستنزفين.
فطلبات الامريكين من العراقيين يتطلب تفهما لعمق المشكلة التي
أحدثها الامريكيون ومازالوا يحدثونها في العراق قبل طلبهم من الحكومة
المنتخبة ما يجب فعله.
ومع هذا يحاول الامريكان جعل المشكلة عراقية داخلية دون الاشارة الى
مسؤولية الولايات المتحدة فيما ترتكبه وارتكبته من أخطاء يعدها بعضهم
تكتيكة ويعدها البعض الاخر اخطاءا ستراتيجية وبين هذا وذاك تتفاقم
المشكلة للعراقيين.
اما ما تحاول الولايات المتحدة اجراءه اليوم فانها ستؤدي الى دفع
شريحة واسعة من العراقيين باتجاه الشرق وهو سيؤدي الى اخطار جديدة على
العملية السياسية برمتها وقد تفشل ما خططت له الولايات المتحدة من
غزوها للعراق.
أما ماذا نريد من الولايات المتحدة فهذا ما نبحث عنه؟
وقبل الاجابة عن هذا التساؤل لابد من مقدمة نبين بها حال السياسين
العراقيين فلقد أصاب هؤلاء عدوى المرض المزمن للحكام العرب، ومن أهم
أعراض هذا المرض انهم يسارعون الى تلبية رغبات الولايات المتحدة
الامريكية وان كان على لسان موظفي الخارجية الامريكية
وبات هؤلاء السياسيون يرون فيها أنها القضاء والقدر ولذلك نراهم
يلبون كل رغبات السفير زلماي الذي لايجد عناءا كثيرا في طرح مايريد
عليهم او انه يستخدم الوسائل الاعلامية لتوصيل مطالبه فنرى تصريحاتهم
تتناغم مع ما يريد ....!!0
وإن كانت تلك الرغبات تتعارض مع ماتريده الغالبية من ابناء الشعب
العراقي في محاولة لكسب ود السفير أو ايصال رسالة اليه بانهم رجال
الولايات المتحدة في اي مشروع مستقبلي متناسين الجماهير العرضية
وجاعليها خارج حساباتهم الانية والمستقبلية.
وإن كان السياسيون الامريكان جادين في ما يطرحونه على حكومة المالكي
من مطالبتها بأن تكون قوية وحليف للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب
فبدورنا نطالب هؤلاء بالجدية في تسليح الجيش العراقي وتسليمه التقنية
الحديثة التي بها يستطيع تعقب الارهابيين ومفاجأتهم.
كما نطالب بعدم توفير ملاذ آمن للارهابين من خلال توفير الحماية لهم
والامتناع عن التدخل في اجراءات التحقيق معهم.
وان كانوا جاديين كذلك فعلى الولايات المتحدة الاسراع في تطبيق
الفصول الباقية من قانون تحرير العراق.
وان كانوا جاديين كذلك فعلى الولايات المتحدة اطلاق يد الحكومة في
ما تراه مناسبا لشعبها باعتبار انها الجهة التي تمثلهم.
كما تسعى الى اعادة العراق قويا الى المحفل الدولي ليكون العراق
بحق حليفا للمجتمع الدولي ضد الارهاب وليس ساحة له.
لقد قال الرئيس الامريكي جورج بوش وسفيره في العراق ان نجاح العراق
يعني نجاح الولايات المتحدة ومن هنا نأمل أن تكون جادة في مشوارها
القادم في العراق لاثبات نجاحها.
نريد من الولايات المتحدة إضهار حسن نيتها من خلال تصرفاتها في
العراق لكي نستطيع الوثوق بها واكمال المشوار معا.
كما نريد من الولايات المتحدة ان تتحلى بروح الثقة في تعاملها مع
العراقيين لكي نتعامل معها بذات الروح.
وكلما مر الوقت وبقت الولايات المتحدة على هذا المنوال من التعامل
فانها ستبقى ترواح في مكانها في العراق.
على الولايات المتحدة ان تتحلى بروح الاعتراف بان العراقيين قادرين
على إدارة اُمورهم ولاتضع العراقييل في طريقنا.
alhamashi@hotmail.com |