لماذا تغيرون ما خلق الله ؟؟؟؟

ايمان بلال

منذ ان أوجد الله جل وعلا خلقه ولحد الان نرى سيمفونية الحياة تتجدد كل يوم, فعند كل صباح.. تشرق الشمس بنورها الوضّاء لتدب الحياة على البسيطة بعد سبات دام لساعات لنسمع تغريد الاطيار ونشم عبير الازهار.. وعند المساء تتناثر النجوم كالمصابيح في السماء.. ويستريح القمر جانباً هناك..

وهكذا تتبدل اللوحة السماوية كل يوم وفقاً للبرمجة الإلهية التي رسمها تبارك وتعالى للكون، فكل شيء في هذا الكون له قيمة ومكانة كونية تترتب عليها مجريات الأمور الحياتية.

ولم نستطع ان نغير شيئا ما دام بعيدا عنا وليس لدينا قدرة عليه. لان ابن ادم تواق ليضع لمساته البشرية على اغلب الموجودات التي يستطيع الوصول اليها كأن يهجن بعض النباتات ببعضها البعض او الحيوانات لانتاج سلالات جديدة او يصعد للقمر وباقي الكواكب والى غير ذلك مما مكنه العقل البشري ان يفعله .

كل ذلك جيد ... الا ان يحاول ابن ادم تسفيه ما ابتدعه الخالق او التقليل من قيمته، فذلك لا يليق مع ما أبدع الخالق خصوصا اذا كان ذلك المخلوق من احسن ما صور واجمل ما خلق (المرأة) على الرغم من ان الله جل وعلا  نبه  الى ذلك من خلال آياته البينات في القرأن الكريم وباقي الكتب السماوية (وكرمنا بني ادم ) ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً ونساءً) واكد على هذا الامر انبياؤه ورسله كافه.  ولولا ذلك لما جعل نسل النبوة للآل محمد (ص) بأبنته فاطمة الزهراء (ع) .. وما خلق نبي الله عيسى ونفخ من روحة بسيدتنا مريم العذراء (ع) ........... وغيرها الكثير من الامثلة الاخرى, ثم يأتي بعض الرجال ليحطوا من قدر المرأة من خلال ممارسة التمييز او العنف او الغبن لحقوقها ظنا منهم انها اقل قيمة منهم، وبالأخص التميز بين الرجل والمرأة، هذه المرأة التي هي الأم والأخت والزوجة والصديقة والمربية وووو.......الخ، مع كل الدور الذي تلعبه المرأة في مجتمعاتنا فما زال هناك تميز بينها وبين الرجل, ربما يعود ذلك إلى التخلف في ركب الحضارة ومناهضة حقوق الإنسان, او الى الحالة الاجتماعية التي يعيشها البعض والتقاليد والاعراف البالية التي جردت من المضمون الصحيح وبقي البعض متمسكا بقشورها البالية التي تعتبر المرأة مخلوقا ادنى من الرجل, لذلك اقول أن التمييز ضد المرأة يشكل انتهاكا لمبدأ المساواة في الحقوق واحترام كرامة الإنسان، ويعد عقبة أمام مشاركة المرأة، على قدم المساواة مع الرجل، في حياة بلدهما السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويعوق نمو رخاء المجتمع والاسرة, ويزيد من صعوبة التنمية الكاملة لإمكانات المرأة في خدمة بلدها والبشرية .

ولذلك دائما نرى النساء في حالات الفقر، لا ينلن إلا أدنى نصيب من الغذاء والصحة والتعليم والتدريب وفرص العمالة والحاجات الأخرى. رغم ان  النظام الاقتصادى الدولي الجديد، القائم على الإنصاف والعدل !!!    

من المفروض ان يسهم إسهاما بارزا في النهوض بالمساواة بين الرجل والمرأة.

فلو القينا نظرة على الإحصاءات المتعلقة بوضع المرأة في العالم إلى أن أمام المرأة شوط طويل عليها أن تقطعه قبل أن تحقق المساواة مع الرجل. ووفقا لما جاء بتقرير أصدره مؤخرا صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، فإن وضع المرأة يعتبر دون المستوى بحسب كثير من المؤشرات الرئيسية التي يقاس بها

مدى التقدم المحرز نحو المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

فنسبة إلمام المرأة بالقراءة والكتابة في أنحاء العالم هي 71.4 في المائة، بالمقارنة بنسبة 83.7 في المائة للرجل. وتمثل النساء ثلثي الأميين البالغين وعددهم 960 مليونا. أما الفجوة بين الجنسين من حيث الكسب فما زالت قائمة، حيث يكسب النساء الموظفات في مجال الصناعة والخدمات في العادة 78 في المائة مما يكسبه الرجال في القطاع ذاته. وبلغت نسبة المرأة في مناصب اتخاذ القرار 30 في المائة في 28 بلدا فقط في التسعينات. وبالإضافة إلى ذلك، يمثل النساء 70 في المائة من السكان الذين يعيشون في فقر وعددهم 1.3 بليون نسمة.

فلنقف لحظة تأمل مع الذات، ونسألها بلسان صدقٍ ما قيمتكِ في هذه الحياة؟؟ رجل او امرأة ولنضع الموازين الحقيقية التي نصل من خلالها للجواب. بعضنا قد يصل بسهولة للإجابة، وبعضنا الآخر قد لا يجد جوابا ويقضي طوال سنوات عمره باحثاً عن الجواب! ! !                                                         

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين  21/اب /2006 -26/رجب/1427