سراديب الموتى الرومانية

سعد البغدادي

 سراديب الموت الرومانية معروفة بدهاليزها المظلمة والتي تؤدي بك الى مداخل اخرى للموت والمقابر والجثث المتعفنة  , فمن دهليز مظلم الى اخرلن تجد لك مخرج حتى تصبح مثل هياكل الموتى.

هذه السراديب هي حال العراق اليوم فمن دهليز الى اخر.

مضى على حالتنا هذه ثلاث سنوات ونحن ما زلنا في الظلام, اخر هذه الدهاليز التي خرجت علينا بها امريكا  هو دهليز الميليشيات المسلحة . تفاءلنا خيرا حينما كنا نسمع قبل اربعة اشهر او تزيد ان الحكومة العراقية ستحارب الميليشيات وستقضي عليها الى الابد , وتفاءلنا اكثر حينما قالت امريكا ان الميليشيات تشكل خطرا على العراق, مرد تفاءلنا الى ان مفهوم الميليشيات  يشمل تلك العصابات المسلحة التي تفتك بالشعب العراقي تقتل هنا وهناك تفجر المساجد وتقتل الابرياء حتى وصل الامر بها الى تفجير مرقد الاماميين العسكريين عليهما السلام , هذه الميليشات حاولت الانقضاض على السلطة الشرعية من خلال عمليات القتل المنظم  في النهر وان او في طريق الوحدة او في المدائن واللطيفية واليوسفية  وغيرها من المناطق الساخنة وصولا الى اطراف بغداد مثل التاجي والعامرية والاعظمية , حتى وصل الامر بهذه الميليشيات انها خطفت مئة موظف يعملون في مصنع التاجي وتم قتلهم ولما يجف نهر دجلة من دماءهم الى الان . او تلك العملية التي اختطفت خمسة عشر لاعبا من منتخب التايكوندا العراقي وقتلهم  وغيرها من العمليات القذرة التي ارتكبتها هذه الميليشيات وليس اخرها  ميليشيا الفضل.

 اقول كنا نتفاءل بان الحكومة ومن خلفها امريكا ستعمل  جاهدة على القضاء على هذه المجاميع المسلحة الا اننا فوجئنا ان امريكا داهمت مدينة الصدر وفتكتت باهلها وروعت اطفالها.

قالت انها تبحث عن ميليشيا مسلحة طبعا انها تقصد جيش الامام المهدي. هنا يجب ان نحدد موقفنا بوضوح هو اننا ضد كل انواع الميليشيات قلنا هذا في اكثر من مرة  لكن حينما نفهم ان امريكا تقصد بالميليشيات انها تهدف الى القضاء على جيش المهدي تحديدا؟ فالامر ياخذ طابعا اخر.

 ثم جاءت تصريحات جورج كيسي  لتكشف الوجه القبيح لهذه العملية ان الميليشيا الشيعية تقتل اكثر من تنظيم القاعدة وانها الخطر الاول في العراق .

اذن اصبح المفهوم واضحا،

جيش المهدي هو المطلوب..

وفي احصائية بسيطية نرى ان عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العمليات الارهابية التي ينفذها البعث والقاعدة والميليشيات السنية  هو عدد خيالي فاكثر من ثلاثمئة الف شهيد  حسب احصائية الطب العدلي في بغداد وحدها هم من الشيعة فهل يقول لنا الجنرال المحترم كيف اذن اصبح الجلاد ضحية وهل يتجرء كيسي او زلماي في الحديث عن ميليشيا الحزب الاسلامي التي تصول في العامرية والاعظمية والفضل وتقتل الابرياء على الهوية هناك  ولماذا يلزم الصمت امام ميليشيا حارث الضاري في ابو غريب والتي اعلنت اعدام وليس تهجير كل شيعي.

ما صرح به كيسي امر خطير  وله نتائج سلبية جدا فهو يريد اعادة بعث القوى الارهابية التي استطاع ابناء العراق المخلصون من التصدي لهم وهو يريد من جديد.

بث  مفهوم الفوضى الخلاقة ليجعلنا مثل سراديب الموتى الرومانية ,كل هذا قد يحصل لكن الذي لايعرفه الجنرال هذه المرة واحسب انه اخطأ في الحساب  ان الشعب العراقي قرر ان يخرج من هذه السراديب ليرى الحقيقة على طبيعتها ,ان امريكا دولة محتلة وليس اكثر من هذا. 

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين  21/اب /2006 -26/رجب/1427