طوفان مدمر .. يرتدى عباءة الإسلام

شهد أحمد الرفاعى*

 ظاهرة مخيفة ويجب التفكير بها بجدية وإيجاد التفسير  الصحيح لها وبعيداً عن الشعارات والمهاترات  وهواية  جلسات المكلمة سواء الفضائية أو الورقية..

إنها ظاهرة أخبار الدم المراق دون حساب والذى أصبح الإعلام يمتلئ بها بكل وقت وفى كل مكان على الأرض بل أننى أصبحت أخشى أن تتوجه هذه الأخبار بوباءها هذا إلى الكواكب المجاورة لنا ..

تلك العمليات الإنتحارية والتى أقدم على فعلها وإرتكابها أشخاص أعتقد أنهم لاينتمون إلى الدين الإسلامى ولا للمسلمين فى شىء- كما أعتقد أنهم خضعوا لغسيل مخ من العيار الثقيل جدا ًأو لنقل فراغ البطالة وأشياء آخرى سهلت وجودهم ضمن هذه التنظيمات غير المفهومة الهدف وإن كانت تخدم بوجودها هدف أكبر ولكنه لغيرنا ولعدونا المتربص بنا- ويريد بث الفرقة بيننا وزرع التوتر والخوف بين الشعوب العربية عملاً بمبدأ فرق.. تسد/

لقد رأى العالم على القنوات الفضائية وأنا من ضمنهم المناظر البشعة التى صافحت عيوننا وتسمرت معها  على الشاشات المختلفة ما بين لغتها وطريقة عرضها لمناظر مروعة لذبح هؤلاء الأبرياء المدنيين العزل.. فى عدة تفجيرات إستهدفت مناطق عديدة من أرض الفيروز والتى أصبحت أرض العقيق والمرجان  من كثرة ماغرقت و إرتوت وعلى فترات متقاربة من دماء الضحايا الأبرياء ..

أيضاً..نضيف إلى ذلك حوادث متشابهة الهدف وإن إختلف السيناريو..وهى خطف الأبرياء من المراسلين والصحفيين بدولة العراق الشقيق.. بل وأيضاً والعاملين بأرض العراق لتعميره وإعادة بناء ما دمره المحتل والحروب المتتالية التى مرت على هذا البلد المبتلى بحكامه شأنه فى ذلك شأن البقية الباقية من الدول العربية..

هناك من فرح وإعتبرهذه العمليات الخسيسة جزاء وعقاب من الله سبحانه وتعالى لمن أسرف فى الإستمتاع بمباهج الدنيا كما يصورونها للعامة من خلال بعض أشباه العمائم الداعية بطريق غير مباشر بآحاديثها الفضائية للتطرف ..

 وذلك مثلما صوروا وحللوا الظاهرة الطبيعية الكونية (تسونامى ) وغيرها من الكوارث الطبيعية.. من قبل وأغرقوها فى بحر التآسلم كالعادة..

 وايضاً هناك من حزن على الضحايا الأبرياء الذين ليس لهم أى ذنب فى هذه الحرب القذرة والغريبة شكلاً ومضموناً فهى حرب على الآمنين والعزل من السلاح بل ومن المسلمين والعرب غالبا..

أى أنها من العربى المسلم وعلى العربى أيضاً المسلم..

وإلا فقل لى ما ذنب آخر ضحايا التطرف  المراسلة العربية المسلمة(أطوار) لتقتل هكذا ومن قبلها الكثير ومن بعدها سيكون الأكثر والأكثر..

وما ذنب العديد من الضحايا الذين كانوا ضحايا العديد من التفجيرات  بكل مكان بأرض المعمورة والتى تستهدف عرب ينطقون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله..

وإننى لمتحيرة حقاً..فإن كان عقاب الله على هؤلاء الأبرياء المدنيين العزل من السلاح هكذا وعلى يد هؤلاء الغارقين فى التطرف.. لأنهم فقط يقضون أياماً قليلة يسبحون باحثين عن البسمة فى بحر الحياة الكئيب الذى نغرق ليل نهار فى أنباء حروبه وكوارثه..

فماذا عن المحتل  الأمريكى وما يعيثه من فساد بأرض العراق وما يرتكبه من مجازر ليل نهار بنساء العراق وشيوخه وأطفاله..؟؟؟

وماذا عما تفعله إسرائيل بإخواننا الفلسطينيين من تشريد وتدمير وحرائق وإغتصاب ؟؟ 

وماذا عمن يقدمون على إذلال شعب بأكمله عندما يمنعون عنه الدعم المالى لحكومته  لموقفها السياسى تجاه إسرائيل مدللة الغرب والأمريكان؟؟؟

 أليس هذه التصرفات أحق بالعقاب من الله؟؟ 

 ولكننى هنا لا أتدخل فى كيفية حكم الكون من العلى القدير ..

فقط أنبه من يمشون فى ضلال هذه التفسيرات  والتعليلات المتطرفة لما يحدث لمسلمين وعرب هم إخواننا و حتى وإن وجد غيرهم من ديانات آخرى يدينون بغيرالإسلام..

فليس من حقك أيها المتطرف المشوه الفكر والفهم والمشوه أيضاً لوجه الإسلام وشريعته أن تكون القاضى والجلاد ولم تفوض من الله بأرضه بالقصاص والعقاب وأنت أبعد ما تكون عن هذه المكانة لجهلك بأبسط تعاليم الدين الإسلامى وهى التسامح وأنه دين الوسطية..

ولكن برأيى البسيط إن لم نقف لهذا الطوفان وقفة رجل واحد سيكون الدور علينا جميعا ولكن بصور مختلفة..

ولكن ..و هو الأهم  وسبب كتابتى لهذه الرسالة..أن ما حدث من تفجيرات  بأرض سيناء المصرية و ما حدث من قبلها بنفس المكان من عدة أشهر بنفس المكان..هذه الأحداث كانت أرض خصبة لدعاوى وأبواق  كثيرة بل وأقلام لا تحمل  بحروفها ولا من حبرها إلا سواد مضمون الفكر الذى يكتب بها ودعوتها للنيل من المسلمين والإسلام وبحبرها الأحمر الداعى  لإسالة المزيد من دماء الضحايا الأبرياء تحت دعوى أنهم آناس ُ مارقين  وخارجين على شرع الله وبدعوى تحررهم وعدم إلتزامهم الدينى وذلك حسب شرائع وتعاليم من يدعو لهذه الأفكار..

وفى كلتا الحالتين..سنجد من وجدها فرصة للنيل من المسلمين والاسلام..أو فرصة للغوص ببحر التطرف الدينى..

أقول لهؤلاء..يا سادة ليس هذا الإسلام..نعم..ليس هذا بإسلامٍ ولا هم بمسلمين..فلا هكذا يكون الإسلام ولا هكذا تقول تعاليم الإسلام ....

وليس هذا بفكرٍ ولا هذه بأقلامٍ مفكرين ملتزمبن بالكلمة كشمعة تضىء طريق الخير للناس تبصرهم الصواب  وليست سوط عذاب عليهم وليست لزرع الحقد.... بين الطوائف المختلفة.. والتشكيك بمعتقدات الغير..فهل شققت عن قلبه؟؟....

جر الجثث بعد احتراقها فى الشوارع والتمثيل بها وتعليقها فى الميادين ..أبدا ما كان أبدا فى شىء من الإسلام.. وذبح الأبرياء العرب والمدنيين المسلمين علناً أمام شاشات التلفاز بل والأفتخار بهذا العمل الدموى وخطف الآمنين المدنيين وترويعهم..ليس من الإسلام ..وأبداًًًًً ما كان..

وليس من الإسلام حرق وتفجير المنشآت والسيارات فى الشوارع وتعريض المواطن الآمن للخطر وربما للموت .. حوادث القتل المنتشرة فى ( السعودية) وهذا أمر فعلاً مستغرب على هذه البلد الآمنة..أبداً ما كان من عقيدة الإسلام  وما يدعو إليه من سماحة وعدل وسلام والذى نبتدى به حديثنا وننهى به لقاءنا..

 ومن قبلها الأردن والكويت ..وأيضاً بالعراق ولا ننسى الدور المريب لبعض وأكرر(البعض) الجماعات المنتشرة بها والتى تتخذ من الدين ستاراً لها لتبرر وجودها  العابث بمقدرات بلد بإسم الدين والجهاد..ووو..إلخ وإنما وجودها لشىء آخر وهو بث الفرقة وإشعال فتيل الحرب الأهلية  فكلما خمدت أشعلوها ..هذا أيضا ليس من الإسلام فى شىء..

الاسلام يا سادة دين السماحة..يحرم التمثيل بجثث الموتى حتى لو كانوا من دين غير الاسلام وحتى لوكان الميت هو المعتدى الاثم.

.ياسادة ديننا ليس هكذا..

فالاسلام حرم قتل النساء والاطفال والمرضى والشيوخ والرهبان كما حرم قتل الحيوان وإفساد الزرع والمياه وتلويث الآبار وهدم البيوت والآهم ايضا أنه حرم الإجهاز على الجريح وتتبع الفار ذلك أن الحرب مثل العملية الجراحية لاتتجاوز المكان بمكان.

وهناك آحاديث عديدة..عن النبى صلى الله عليه وسلم..أن الرسول الكريم كان إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيراً..ثم يقول له ( إغزوا بإسم الله فى سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله إغزوا ولاتغلوا ولاتغدروا ولاتمثلوا ولا تقتلوا وليداً).

وفى حديث آخر (أن الرسول صلى الله عليه وسلم مر فى إحدى الغزوات فرأى إمرأة مقتولة فنهى عن قتل النساء والصبيان).

وعن عبد الله بن زيد قال(( نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن النهبى والمثلة )) رواه البخارى..

وعن إبن إسحاق :(أن رسول الله مر ذات يوم بإمرأة قتلها خالد بن الوليد/ والناس متقصفون عليها فقال : ما هذا؟ فقالوا إمرأة قتلها خالد بن الوليد ، فقال رسول الله: لمن معه: أدرك خالداً فقل له : إن رسول الله ينهاك أن تقتل وليداً أو إمرأة أو عسيفاً)

 وهنا نجد أن رسولنا الكريم وضع لنا قوانين الحرب أيضاً..

خلاصة ذلك يا سادة انكم ترون أن سيد الخلق الرسول عليه الصلاة والسلام بنفسه حرم ذلك فكيف نحن نحل ما حرمه الله ورسوله..

قد يقول قائل الدم بالدم أقول له أى دم تتكلم عنه إنه دم أخوك المسلم العربى الذى يراق دون سبب مفهوم..

فالذى يحدث فى العراق والآردن ومن قبله بالسعودية والكويت وغيرهم ..وفى مصر الآن..

 آليست هذه بلاد عرب ومسلمين وموحدين بالله؟؟

 ما ذنبهم حتى ترفع عليهم سلاحك وترهبهم وتروعهم..

لا تروع بنى جلدتك.. ولا تبث الرعب بأطفال وشيوخ ونساء وشباب يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله..

آناس ليسوا من حاملى السلاح عليك وليسوا ممن يغيرون عليك بطائراتهم ليل نهار.)..

إن هذه المواقف تفكرنى بمثل مصرى شائع يقول ::(ما قدر على الحمار.. لكنه قدر على البردعة).

وأقول أخيراً..لا سبيل للنجاة لنا إلا بتصحيح مفاهيم دينية كثيرة متوارثة توارث فكرى خاطىء..

لابد من خطاب دينى قوامه التسامح ونبذ العنف..

فليس بالثعبان الأقرع وعذاب القبر والسوط والترهيب يكون تدريس المنهج الإسلامى بمدارسنا وبث روح الفزع والخوف بأطفالنا..

 فنكون بذلك نحن الزارع والراعى الرسمى لبذرة التطرف والإرهاب برجل المستقبل..

وأيضاً ليس بوضع نساءنا داخل إطارات السواد وهن مرغمات عليه سيكون الإسلام..

فمن ُتقهر على فعل شىء وبداخلها  لا تؤمن به ستنشىء جيلاً قوامه  الدونية والإحساس بالقهر ولن يجد جيل التطرف هذا متنفس لتفريغ شحنته الداخلية هذه إلا فى المجتمع الذى زرع بداخله هذه البذور المدمرة لشخصية أى فرد ..

وليس بإطلاق اللحية يكون الإسلام الصحيح..

وأيضاً ليست الدعوة للدين الإسلامى بشيوخ الشرائط وكاسيتات الأرصفة..وعلو الصوت وكأنما مارد الآساطير قد تجسد بعباءة وقفطان ..وليته هو من يعمل أولاً بما يقول..

وهناك الأمثلة التى لاحصر لها والتى يعج بها مجتمعنا  وهى للأسف من ساعدت على خلق شخصيات متطرفة وفارغة العقول  إلا من الهوس الدينى المتطرف الخاطىء.

والذى تم إستغلاله من قيادات  متطرفة أيضاً فكانت النتيجة نار تحرق الأخضر واليابس ودماء  تروى  الأرض من آن لآخر وإن إختلف أو تغير المكان.

 ولكن هدفهم واحد وواضح ومحدد .. وهو تصوير مغاير للإسلام الحقيقى والحق وبث الرعب  بين الناس وخلخلة الأمن  ونزع الآمان من حولهم ومن داخلهم ..

ولكن الأمل فى غد أفضل لآبناءنا سيكون بالتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد فى وجه ذلك الأخطبوط المدمر والذى يرتدى قناع الجماعات الإسلامية ليعطى إنطباعا ً مغايراً عن الإسلام فى أعين الغرب ويكون باب الشر المؤدى لبوابة هلاكنا جميعا..

سنصنع جميعاً طوق نجاة يحمل الأمل بمستقبل وطن خال من التطرف والذى يخلقه التشدد الدينى المبالغ فيه بدون وعى ومتابعة لهذا الفكر الخاطىء والذى يكون من نتيجته القتل وحب سفك الدماء والحرق والتدمير لكل ما هو جميل ويدعو للحياة ..

فلنتحرك من الآن جميعاً وإلا فالطوفان.. الطوفان قادم عليكم جميعاً..

 ولكم تحيتى..

كاتبة مصرية

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 9/تموز /2006 -11  /جمادي الاخرى/1427