العراق يتطلع الى جيرانه العرب: زعماء الخليج يتعهدون بمنع التمويل للمسلحين

 

قال الوزير المكلف بالترويج لخطة جديدة للمصالحة الوطنية في العراق يوم الاربعاء ان بعض المسلحين السنة طلبوا من الدول العربية الأخرى ان تتدخل كوسطاء بعد عرض الحكومة إجراء حوار لإنهاء العنف.

وقدر أكرم الحكيم وزير الحوار الوطني عدد جماعات المسلحين التي سعت للحوار مع الحكومة بانها تتراوح بين 10 الى 15 وقال للصحفيين ان بعض الجماعات اتصلت بالرئيس بينما طلبت جماعات أُخرى من دول عربية ان تمهد الطريق للحوار.

وقال انه ليس من الواضح الوزن الذي تمثله هذه الجماعات في إطار عمليات المسلحين السنة ضد الحكومة التي يقودها الشيعة.

وأضاف الحكيم ان هناك دولا عربية لها علاقات طيبة ببعض الجماعات التي تمارس "العنف او المقاومة" لكنه رفض ان يذكر أسماء وان كان ذكر أن بعض دول الخليج ودول شمال افريقيا لها "علاقات مؤثرة" بالجماعات المسلحة.

وقال ان العراق لا يتهم هذه الدول بدعم الارهاب في العراق لكنه يعتقد ان هناك علاقات قوية في هذه الدول من خلال الجمعيات الخيرية والشخصيات السياسية والدينية.

وغالبية الدول العربية يحكمها السنة وبعضهم ينظر بشك الى الغالبية الشيعية في العراق وعلاقاتها بايران الشيعية غير العربية.

ولوح نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي وهو شيعي بغصن الزيتون الشهر الماضي للمسلحين من الاقلية السنية وقال ان بعض الجماعات أجرت اتصالات.

وحث المالكي الذي يقوم بجولة في دول الخليج جيرانه على مساعدة بغداد في انهاء العنف.

وقال المالكي يوم الثلاثاء ان دول الخليج العربية تعهدت باتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد مصادر تمويل المسلحين السنة في العراق.

وقال المالكي في ابوظبي عاصمة دولة الامارات العربية المتحدة اثناء جولته في دول الخليج للحصول على الدعم السياسي والاقتصادي لحكومته "اننا اتفقنا مع اشقائنا في المنطقة على التصدي للارهاب وتجفيف منابعه من خلال اغلاق الشركات الوهمية التي تمول الارهاب في العراق."

واضاف "دول المنطقة لها مصلحة جدية في القضاء على الارهاب في العراق" محذرا من ان هجمات المتشددين يمكن ان تمتد إلى الدول المجاورة إذا ظلت دون كابح.

وتقوم المنطقة الرئيسية لتصدير النفط في العالم بمكافحة غسيل الاموال ولا سيما منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة ولكن الخبراء يقولون إن الاموال القذرة لا زالت موجودة ولا سيما في امارة دبي التي تشهد رواجا.

وفي وقت سابق من الاسبوع الحالي أجرى المالكي محادثات مع قادة السعودية جارة العراق الجنوبية التي جاء منها الكثير من المسلحين السنة الذين يقاتلون الحكومة الشيعية.

وقال المالكي الذي طرحت حكومته مؤخرا خطة للمصالحة الوطنية لانهاء هجمات المسلحين انه عندما يعود إلى بغداد سيقابل عددا من الجماعات المسلحة في العراق التي اتصلت به بشأن جهود السلام بشرط أن تحدد بوضوح من الذي سيمثلها في المحادثات.

وقال مساعدو المالكي من قبل أن سبع جماعات سنية مسلحة اتصلت به سعيا إلى اجراء حوار.

وقال رئيس الوزراء إنه حظي بدعم من قادة الخليج لمبادرة المصالحة الوطنية.

وقال المالكي الذي توجه إلى الكويت بعد زيارته للامارات العربية المتحدة انه سيزور دولا عربية اخرى في وقت قريب.

وقال المالكي في ابوظبي انه حكومته ستكشف النقاب خلال الايام القليلة المقبلة عن خطة جديدة للاستثمار ستخلق "فرصا استثمارية هائلة" للمستمرين العراقيين والخليجيين والاجانب ولاسيما في قطاعي الطاقة والنفط. ولم يتطرق الى تفاصيل.

 وبعد يوم من نشر بغداد قائمة باسماء 41 متشددا مشتبها به من أبرز المطلوبين بينهم ابنة للرئيس السابق صدام حسين وزوجته الاولى دعا المالكي الدول العربية الى تسليمهم او على الاقل كبح جماحهم لمنعهم من مساعدة المسلحين.

ورغم ان المالكي بضغط من سياسيين امريكيين استبعد تطبيق أي عفو على من قتلوا جنودا امريكيين او أراقوا دماء أخرى إلا ان قادة شيعة آخرين قالوا ان هذه الشروط موضع نقاش.

وأصدر عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الحزب القوى في اتئلاف المالكي بيانا يوم الاربعاء يقول انه لن يعارض العفو عن المقاتلين اذا تم التفاوض عليه في إطار اتفاق سلام شامل.

وتعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يوم الاربعاء بالسعي لاعتقال 41 شخصا على قائمة ابرز المطلوبين من مناصري "الاعمال الارهابية" في العراق ومنهم ابنة صدام وزوجته الاولى.

وقال المالكي "هذه الاسماء التي تم اعلانها هي من الاسماء التي تشترك في دعم العملية الارهابية" وتضم افرادا من عائلة صدام.

وقال المالكي في مؤتمر صحفي في الكويت "سنعمل على تحصيلهم أو المطالبة بتسليمهم أو على الاقل باسكاتهم وعدم السماح لهم باتخاذ بعض الدول العربية الشقيقة منطلقا لاعمالهم الارهابية."

وضمت القائمة التي أعلنت يوم الاحد الماضي زعيم تنظيم القاعدة في العراق وقادة بعثيين كبارا ورغد ابنة صدام المقيمة في الاردن ووالدتها ساجدة المقيمة في قطر.

وقالت عمان يوم الاثنين ان رغد وابناءها ضيوف على العائلة المالكة الاردنية وليس لهم دور في اي نشاطات سياسية.

وفي عمان قال مسؤولون ان المالكي اتصل هاتفيا بالعاهل الاردني الملك عبد الله لتأجيل زيارة كانت مقررة يوم الخميس بسبب الاوضاع الراهنة في العراق.

وقال المالكي في المؤتمر الصحفي انه كان يعتزم زيارة الاردن في طريق عودته من جولة شملت بعض دول الخليج للتأكيد على أن هذه المسألة لن تسبب أزمة.

وأضاف المالكي "نطلب من اشقائنا جميعا وبخاصة في الاردن أن يتخذوا مانعا لهؤلاء المعارضين من ان يمارسوا دورا داعما للعملية الارهابية."

وقال رئيس الوزراء العراقي كذلك انه استشعر تفهما من جانب دول عربية يقودها السنة لمساعيه من أجل تحقيق المصالحة الوطنية التي تهدف الى انهاء قتال يقوده السنة واعمال عنف طائفية تمزق البلاد منذ ثلاث سنوات.

وتابع المالكي ان حكومته التي يقودها الشيعة تمد يدها لجميع الفصائل لكن العفو لا يشمل الذين مارسوا القتل مؤكدا انه "لا عفو عن قاتل ابدا".

ودعا المالكي الذي يضم الوفد المرافق له وزيري النفط والكهرباء وغيرهما العرب للاستثمار في العراق قائلا ان الوضع الامني لم يعد عائقا.

وأضاف "اذا استثنينا المناطق الساخنة كما نسميها هناك مناطق هادئة قابلة ان يستثمر فيها في مختلف المجالات النفطية والكهرباء والزراعة والبناء والاعمار ممكن ان يتم في هذه المناطق."

ورد على سؤال عما اذا كان بحث خفض الديون العراقية المستحقة لدول الخليج العربية قائلا انه طلب من الكويت والسعودية والامارات العربية المتحدة تقديم دعم ملموس باتجاه تعزيز الاستثمار في العراق ولمؤتمر المانحين المقرر عقده في سبتمبر ايلول المقبل لبحث خفض ديون العراق بدرجة أكبر. وقال "وعدونا خيرا." 

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 6/تموز /2006 -/جمادي الاخرى/1427