الحرب الامريكية الروسية الباردة في منطقة بحر قزوين للسيطرة على خطوط الطاقة الإستراتيجية

 

أبلغ دبلوماسي أميركي رفيع المستوى المنتدى التفاعلي الذي تعقده وزارة الخارجية على شبكة الإنترنت أن الولايات المتحدة تؤمن بأن قيام خطوط أنابيب متطورة تجاريا جديدة، وخاصة من حوض بحر قزوين يمكنها أن تنوع أسواق الطاقة لأوروبا وتضمن إمدادات مستقرة أكثر من النفط والغاز الطبيعي.

وقال نائب مساعد وزيرة الخارجية ماثيو برايزا في حوار إلكتروني أجراه يوم 29 حزيران/يونيو المنصرم "إننا نرحب بأية مشاريع جديدة لتنويع إمدادات الطاقة في المنطقة، ونؤمن أن  القطاع الخاص هو الذي يتعين عليه أن يحدد المشاريع الواعدة ". والجدير بالذكر أن ماثيو برايزا  هو المسؤل عن تنسيق سياسة الطاقة الأميركية لمنطقة جنوب شرق أوروبا  بما في ذلك البحر الأسود وبحر قزوين. (راجع المقال المتعلق بالموضوع)

وأوضح برايزا أن أنابيب النفط والغاز الإقليمية تخفف من حدة التوترات الإقليمية بسبب مرورها عبر الحدود القومية، الأمر الذي يتطلب تعاونا رفيع المستوى بين الحكومات واستقرارا سياسيا كافيا لتشجيع القطاع الخاص على استثمار البلايين من الدولارات.

ولم يتفق برايزا مع رأي مراسل وجه إليه سؤالا عما إذا كانت "حرب باردة جديدة على الطاقة" قد اندلعت بين روسيا والولايات المتحدة.

فقد أجاب برايزا على ذلك بقوله: "إن روسيا هي إحدى الدول الرئيسية المنتجة للمواد الهيدروكربونية، وإن الولايات المتحدة هي من أكبر الدول المستهلكة لها. وكلا البلدين سيجني فوائد كبيرة من خلال العمل الجماعي والمشاركة الإيجابية في قضايا الطاقة."

بيد أنه أكد أن الولايات المتحدة تؤمن أيضا "بأهمية المنافسة التجارية لتحسين فاعلية أسواق طاقة لأوروبا وأن الاتحاد الأوروبي يشاطرها هذه الرؤية."

وقال إننا نسعى إلى المنافسة لا إلى مواجهة. وإن افتتاح خط أنابيب نفط باكو - تفليس – جيهان مؤخرا والبدء في مشروع خط أنابيب غاز القوقاز الجنوبي في وقت لاحق من هذه السنة سيمهدان الطريق أمام جيل جديد من البنية التحتية لتصدير كميات هائلة من الغاز الطبيعي من أذربيجان إلى اليونان وإيطاليا وحوض نهر الدانوب.

وقد صُممَ خط أنابيب النفط الذي يبلغ طوله 1600 كيلومتر بتكلفة مقدارها 4 بليون دولار لنقل النفط من أذربيجان عبر جورجيا إلى الساحل التركي على  البحر الأبيض المتوسط.  وفي 16 حزيران/يونيو المنصرم توصلت كازاخستان وأذربيجان إلى اتفاق لتسهيل نقل نفط كازاخستان عبر بحر قزوين لربطه بخطأنابيب نفط باكو - تفليس – جيهان.

 وقد أصدر مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية بيانا يوم 22 حزيران/يونيو يقول إن الاتفاق يؤكد الأهمية الاستراتيجية لخط أنابيب وحلقات الوصل التي سيمثلها بين الشرق والغرب بالنسبة لمنطقة القوقاز وبحر قزوين الأوسع.

هذا ويمر خط أنابيب غاز جنوب القوقاز الذي يبلغ طوله 685 كيلومترا بجانب خطأنابيب نفط باكو - تفليس – جيهان من باكو إلى حدود جورجيا مع تركيا حيث يتصل بشبكة الغاز التركية ومن ثم سيصل إلى الأسواق في كافة أنحاء جنوب شرق أوروبا.

وشدد برايزا على أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي لا يزالان ملتزمين بتنافسية تستند على مبدأ العرض والطلب في أسواق الطاقة.

وأضاف "أن روسيا وأوكرانيا لهما مصلحة في التأكد من أن موارد الطاقة الخاصة بهما تصل إلى الأسواق وفي الاحتفاظ بسمعة طيبة بصفتهما من البلدان المصدرة ومن بلدان العبور أيضا." وتابع يقول إن الحكومة الأميركية لديها تقليد طويل في معارضة احتكارات الطاقة. وهذا التقليد يعود إلى قرار المحكمة العليا رقم 1911 الذي تفككت بموجبه شركة ستاندارد العملاقة للنفط لتنبثق عنها عدة شركات بترولية.

وقال برايزا إنه "كي يتم تجنب الأزمات مثل تلك التي حدثت في 1 كانون الثاني/يناير بين روسيا وأوكرانيا وسائر أوروبا فسيتطلب من المجتمع الأوروبي الأطلسي وروسيا وموردي الطاقة الآخرين العمل في بيئة تجارية أكثر تنافسية تستند على تنوع مخزون الطاقة.

ففي 1 كانون الثاني/يناير قامت شركة غازبروم الروسية الاحتكارية للغاز الطبيعي المملوكة للدولة بوقف مبيعات الغاز إلى أوكرانيا بسبب خلافات على الأسعار وبدأت تقليل الضغط في خطوط النقل التي تمد أوروبا الغربية بكميات هائلة. وكانت شركة غازبروم قد أمهلت أوكرانيا حتى الأول من كانون الثاني /يناير لدفع ملغ مقداره أربعة أضعاف ما كانت تدفعه  سابقا مقابل الغاز الروسي، وهو ما يعكس بشكل أدق أسعار سوق الغاز. وقالت وزارة الخارجية الأميركية عندها  إن الولايات المتحدة تؤيد التحرك نحو تسعير السوق الحرة لكنها ترى أن الزيادات الكبيرة في الأسعار ينبغي أن تنفذ تدريجيا.

وسيقوم رؤساء دول مجموعة الثماني الكبرى بمبادرة روسية بمناقشة أمن الطاقة خلال قمتهم المزمع عقدها خلال الفترة من 15-17 تموز/يوليو الجاري في سانت بطرسبرغ ، بروسيا.

وتابع برايزا حديثه قائلا إن مشاركة كازاخستان مؤخرا في خطأنابيب نفط باكو - تفليس – جيهان "إن دلت على شيء فإنما تدل على أن هذا المشروع قد نجح لأنه معقول من الناحية التجارية. ولربما كانت قوانين السوق أقوى بكثير من الاختيارات السياسية للبلدان."

وخلص نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية إلى القول إن "لخطأنابيب نفط باكو - تفليس – جيهان وخط أنابيب غاز القوقاز الجنوبي أهمية حاسمة في جهودنا المشتركة مع أصدقائنا وحلفائنا في أوروبا ومنطقة بحر قزوين من أجل مساعدة الأسواق الأوروبية والعالمية في تنويع إمداداتها من النفط والغاز. وإن الاعتماد على قوة التنافس التجاري للسوق وتنوع المخزون يمثلان أفضل طريقة لتحسين فاعلية أسواق الطاقة، ويضمنان أن التجارة وليس الاعتبارات السياسية هي التي تسير دفة الطاقة." 

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 4/تموز /2006 -/جمادي الاخرى/1427