اغنياء يتنكرون بملابس الفقراء خوفا من الخطف

 

الأغنياء تركوا سياراتهم الفخمة ونزعوا بدلاتهم الغالية وماعادوا يرسلون أولادهم للمدارس والرياض الغالية حتى لايرصدهم الخاطفون.

كان شارع الرشيد، وهو احد اشهر شوارع بغداد الرئيسية،واحة للحياة التجارية، يتبضع منها الناس ومصدر عيش لاكبر التجار. كما ياتي الى مقاهيه المثقفون لتبادل الافكار مع رشفات الشاي.

بيد ان محلات الشارع، كمحل ابو حيدر، اصبحت مهجورة، اما لان المتبضعين غادروا البلد او لزموا محل اقامتهم خوفا من عمليات الخطف. محلات بيع البدلات الرجالية تحولت الى مرصد للخاطفين من خلالها يتمكنون من اصطياد الاشخاص المهمين.

يقول ابو حيدر،الذي فضل عدم ذكر اسمه، والذي يأتي الى محله بدراجة هوائية "يدفع الغني ثمن ثروته". واضاف "الدراجة لا تجلب النظر وبها احافظ على حياتي."

وتقدر الشرطة العراقية عدد المخطوفين يوميا بحوالي ستين شخصا. وتقوم بالخطف مجموعات تسعى الى كسب المال من خلال طلب فدية مقابل اطلاق سراح المخطوفين. بيد ان دفع الفدية قد لا يقود الى تحرير المخطوف، فجثث العديد من المخطوفين تظهر في الشوارع والساحات، وبعضها محزوز الرؤوس.

لم يعد الخطف يقتصر على الأفراد، إنما أصبح جماعيا. ابرز عمليات الخطف الجماعي تلك التي شملت حوالي 81 موظفا في منشاة نصر التابعة لوزارة الصناعة العراقية في التاجي (الضاحية الشمالية لمحافظة بغداد ) يوم الجمعة الماضية. ثلاثون من هؤلاء تم اطلاق سراحهم لاسباب طائفية،بينما قتل 11 لانهم من طائفة اخرى، و استطاعت قوات الامن العراقية تحرير 17 شخصا من احد المزارع في بغداد.

وفي ظروف مشابهة تم اختطاف 50 شخصا في منطقة الصالحية غرب بغداد قبل شهر، معظمهم من عمال ومتعهدي النقل للسيارت المتوجهة الى سوربا والاردن.

العملية أحيطت بجو من الغموض لان المخطوفين من طوائف مختلفة،ولا توجد عوامل مشتركة سوى انهم كانوا في المكان لحظة قدوم قوات ترتدي ملابس قوات الداخلية العراقية.

سعد الشمري (27 عاما ) صاحب محل بيع هواتف خلوية، يقوم بغسل لمحل مع العمال ويحمل البضائع معهم كي لا يبدو صاحب المحل. وتتوقف قرب محلة سيارة تويوتا قديمة. ويعزو الشمري سبب قيادته للسيارة القديمة الى أن " الخاطفين يعرفون الغني من خلال السيارة والهاتف الخلوي."

يقول الشمري انه بعرف أكثر 15 شخصا خطفوا بضمنهم زوج اخته. لكن لم يطلق سراحهم باقل من ثلاثين الف دولار كفدية، ولهذا تشعر عائلته بالقلق عندما يتأخر بعد الساعة 6 والنصف.

تجار السيارات كـ( ابو نوار- 37عاما ) استبدلوا سيارت بي ام دبليو والمرسيدس بسيارات اقل فخامة، وقد اتبع زبائنهم نفس المبدأ مقدمين السلامة على الفخامة.

يقوا ( أبو نوار ) انه اقتنى ستة هواتف خلوية ووزعها على افراد عائلته، بضمنهم الاطفال الصغار، لكل يتعقب اثرهم، "نتصل ببعضنا كل ساعة". ويتابع "قمت بنقل عائلتي الى خارج العراق بعد انتهاء الموسم الدراسي وسالحقهم بشهر اب-اغسطس للابتعاد عن المتاعب لفترة من الزمن."

العديد من الاباء توقفوا عن ارسال اولادهم الى رياض الأطفال المعروفة وذات الاجور العالية واستبدلوها برياض لا تطلب اكثر من 75 الف دينار (حوالي 50 دولارات) في الشهر لأن أطفال الرياض الغالية أكثر عرضة للاختطاف.

(شمار فراج) مديرة روضة النور عمدت لارتداء ملابس قديمة وتجنبت ارتداء الذهب خوفا من عيون الخاطفين تقول فراج "ياتي العديد من اولياء الامور للتاكد من سلامة اطفالهم رغم كثرة عدد نقاط التفتيش."وتضيف "انا لا حول لي ولا قوة لا استطيع أن ابدد خوفهم وخشيتهم على اطفالهم."

وفي محل السما للملابس النسائية قالت امرأة فضلت تسميتها (ام علي) انها "اضطرت الى تقليل شراء الملابس." وتضيف "بت لا اشتري اكثر من ثلاث قطع من الملابس في الشهر."

رئيس غرفة التجارة في العراق محمد حسن القزاز كان يشتري سيارة سيارة جديدة كل عام ويرتدي ملابس انيقة ومن ماركات شهيرة كل ستة اشهر، لكنه توقف بعدما سرقت مجموعة مسلحة سيارته في حادث اطلاق نار. و لجأ الى سيارة فوكس واجن موديل 1992 يقول القزاز : "من كثرة ولهي بالسيارات الحديثة ابقيت سيارة مرسيدس جديدة في مراب البيت دون ان استطيع قيادتها."

لكن القزاز الذي ارسل عائلته الى خارج العراق ما زال متفائلا بانفراج ازمة العراق قائلا "افضل ان ابقى في بلدي فالوضع مهما كان سيتحسن بعد حين."

المصدر: اصوات العراق

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 3/تموز /2006 -/جمادي الاخرى/1427