تنظيم القاعدة في العراق كان وراء عملية تفجير سامراء لزرع الشقاق والفتنة

 

اتهم العراق يوم الاربعاء الماضي مقاتلي القاعدة وبينهم اربعة سعوديين بتنفيذ عملية تفجير المراقد الدينية في مدينة سامراء يوم 22 فبراير شباط الماضي التي ادت الى تصاعد كبير في اعمال العنف الطائفية.

وقال موفق الربيعي مستشار الامن الوطني ان العراقي هيثم البدري زعيم تنظيم القاعدة في محافظة صلاح الدين هو الذي قام بالتخطيط والتنفيذ لتفجير المزار في سامراء شمالي بغداد. وقال الربيعي في مؤتمر صحفي في بغداد ان "عراقيين (اثنين) واربعة سعوديين وتونسي واحد من (اعضاء) تنظيم القاعدة في العراق هم من قاموا بعملية تنفيذ عملية تفجير المراقد الدينية في مدينة سامراء فبراير شباط الماضي."

 واضاف الربيعي ان الشخص الذي قان بالتخطيط للعملية وقيادتها هو "الارهابي هيثم البدري (عراقي) وهو من تنظيم القاعدة في محافظة صلاح الدين.. وهو الذي قام بالتخطيط والتنفيذ لتفجير قبة الاماميين العسكريين في سامراء في 22 شباط الماضي." ومضى الربيعي يقول ان البدري هو من "قاد عملية التفجير واعطاء التعليمات لشخصيين عراقيين واربعة سعوديين بالاضافة الى المدعو ابو قدامة التونسي."

واصيب أبو قدامة بجروح منذ عدة ايام في الضلوعية شمالي بغداد في اشتباكات مع القوات الامريكية والعراقية قتل فيها 15 مقاتلا اجنبيا اخرين. وقال الربيعي انه اعترف بقتل مئات العراقيين ومئات من افراد الشرطة.

وادى هجوم 22 فبراير شباط على مزار الامامين العسكريين (ع) الذي دمرت فيه القبة الذهبية الشهيرة الى اندلاع اعمال انتقامية ودفع العراق الى شفا حرب اهلية. واتهم مسؤولون عراقيون وامريكيون القاعدة بمحاولة اشعال حرب اهلية. وتؤدي اعمال العنف الطائفية الى قتل ما بين 30 و50 شخصا يوميا في بغداد وحدها كما نزح 150 الف شخص منذ هجوم سامراء.

ويقول مسؤولون عراقيون وامريكيون ان موت ابو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق في غارة جوية امريكية في السابع من يونيو حزيران وجه ضربة الى التنظيم المتشدد لكن لا يتوقع احد انتهاء اعمال العنف في أي وقت قريب. وتعهد أبو أيوب المصري الذي يعتقد انه حل محل الزرقاوي بالقيام بحملة تفجيرات انتحارية وعمليات اطلاق رصاص وخطف.

وقال الربيعي إن التونسي، أبو قدامة" أصيب إصابة بليغة أثناء محاولته، و15 من "الإرهابيين الأجانب"، شن هجوم لاقتحام نقطة تفتيش تابعة للجيش العراقي، شمال العاصمة بغداد. وأشار الربيعي إلى مقتل بقية المهاجمين. وصرح الربيعي أن "أبو قدامة" اعترف عقب اعتقاله بدوره في الهجوم الذي أدى لتدمير جانب من قبة المزار. قائلاً إن دوافعه في ذلك كانت "بذر الشقاق بين الشيعة والسنة." وذكر المستشار الأمني أن أبو قدامة عمل تحت أمرة "القائد الإرهابي هيثم البدري." وقال الربيعي إن السلطات العراقية لم تكن على علم أن البدري هو العقل المدبر لعملية استهداف القبة الذهبية للضريح، وحتى اعتقال أبو قدامة. وعزا المسؤول العراقي دوافع البدري - الذي كان عضواً بما يسمى "جيش أنصار السنة" قبيل التحاقه بتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين - للهجوم إلى "بذر الشقاق بين الشيعة والسنة وإشعال حرب طائفية في البلاد." وشهدت مساجد السنة وأئمتها، في أعقاب الهجوم، هجمات انتقامية أودت بحياة المئات من العراقيين، تزايدت على إثرها المخاوف من انجرار العراق إلى حافة حرب أهلية.

وأضاف الربيعي ان "خيوطا عملية بدأت بالانكشاف عندما اعتقلت القوات العراقية مؤخرا المدعو "يسري فاخر محمد علي الترويكي الملقب بابو قدامة التونسي وهو تونسي الجنسية."

واضاف ان ابو قدامة الذي كان قد دخل العراق في تشرين الثاني نوفمبر 2003 القي القبض عليه " قبل بضعة ايام" عندما كان يحاول هو وخمسة عشر مسلحا اجنبيا اقتحام نقطة تفتيش في الضلوعية الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا الى الشمال من بغداد "وقد قتل خمسة عشر ارهابيا اجنبيا كانوا معه."

ولم يحدد الربيعي جنسية الخمسة عشر شخصا الذين تم قتلهم، قائلا "من غير الحكمة الاعلان عن جنسياتهم لان سرية جنسياتهم ستساعدنا في التحقيق."

وعن تنفيذ العملية قال "ان عملية القاء القبض عليه جاءت من قبل القوات الامنية العراقية وبدعم من القوات المتعددة الجنسيات قبل عدة ايام."

وقال ان ابو قدامة "اعترف بقيامه بجرائم عديدة منها مقتل الصحافية العراقية الشهيدة اطوار بهجت عندما راقبها هيثم البدري من داخل محطة وقود وهي ترسل رسالة مصورة الى قناة العربية عن تفجيرات سامراء."

وقتلت اطوار بهجت التي كانت مراسلة لقناة التلفزيون العربية الفضائية في اليوم التالي لحادث سامراء بعد ان اختطفت في نفس يوم الحادث وهي على مشارف المدينة عندما كانت تحاول تغطية الحدث.

واضاف الربيعي ان " الارهابي هيثم البدري مازال طريد العدالة وسيقع في ايدي قواتنا البطلة وسينال جزاءه العادل وهو مسؤول تنظيم القاعدة في محافظة صلاح الدين."

وعلل الربيعي التأخير في الكشف عن ملابسات حادث التفجير في سامراء ب" خطورة المسألة.. حيث كان يتطلب ذلك كل هذا الوقت من اجل اكمال التحقيقات."

وقال الربيعي إن القوات العراقية واستخباراتها قد حققت خرقا كبيرا لتنظيم القاعدة وبقية التنظيمات الارهابية التي تعمل في ارض الرافدين في العراق."

وقدم الربيعي تفاصيل عن شخصية البدري وقال ان اسمه "هيثم صباح شاكر محمود البدري" وهو من مواليد محافظة سامراء وكانت له علاقات سابقة بنظام العهد البائد وكانت له علاقات بتنظيم انصار السنة قبل ان يتحول الى تنظيم القاعدة في العراق.

وعرضت في المؤتمر الصحفي صورة للبدري ولم يتم نشر صورة ابو قدامة حيث قال الربيعي " لاسباب امنية وقضائية حجبنا صورة ابو قدامة ولم نطرحها."

واعلنت المجموعات المسلحة الرئيسية في العراق ومن بينها الفرع العراقي لتنظيم القاعدة انها ستواصل القتال بعد اعلان الخطة ولكن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي اكد لصحيفة ليبراسيون الفرنسية ان "الموقف غير واضح في معسكر" المجموعات المسلحة.

وقال "لا نعرف ما هي القوى التي يمثلونها ولا نعرف هل يسيطرون على الموقف اي على منفذي العنف ولكن المبادرة قائمة والابواب مفتوحة وبدانا في تحديد اليات تنفيذها". واوضح ان المرحلة التالية تتمثل في ارسال "لجان الى المحافظات تضم مسؤولين وزعماء قبائل ورجال دين لاجراء مشاورات حول كيفية تحسين الامور والتعرف على مطالب الاهالي".

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس  29/حزيران /2006 -/جمادي الاخرى/1427