الزرقاوي كشف عن مكانه مرشده الروحي.. كان حيا بعد قصف الموقع

 كشف المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي اللواء مهدي الغراوي اليوم الجمعة أن قوات الأمن العراقية والقوات المتعددة الجنسيات نفذت عمليتين فاشلتين ،خلال الأيام الماضية،لإعتقال ( أبو مصعب الزرقاوي) الذي كانت تتبع تحركاته منذ أكثر من عشرة أيام،قبل أن تنجح العملية الأخيرة في قتله .

وقال الغراوي في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ( أصوات العراق) " كنا نتتبعه منذ أكثر من عشرة أيام ،ونفذنا عدة عمليات مداهمة (للقبض عليه).. إحداها كانت في اللطيفية تولتها بالكامل القوات العراقية ،لكنه تمكن من الهرب."

ولم يوضح توقيت تنفيذ العملية ،أو كيفية تمكن ( الزرقاوي) من الهروب .

وأضاف المسؤول الأمني "وصلتنا معلومات أنه إنتقل من اللطيفية إلى ديالى ،فقمنا بعملية عسكرية أخرى بداية الإسبوع الجاري، نفذتها قوات عراقية - أمريكية مشتركة ، ولم نستطع القبض عليه."

وزاد "في العملية الأخيرة ،مساء الأول من أمس ( الأربعاء) ،أمكن تحديد مكانه بدقة.. وقصفت الطائرات الأمريكية المكان ،وقتل في العملية بالعصف ( أي من تأثير الموجات الضاغطة التي أحدثتها القنابل).. ولذلك بقيت جثته سليمة."

ولم يكشف المسؤول العراقي الكيفية التي أمكن بها تحديد مكان إختباء الزرقاوي بدقة .

ونشرت إذاعة ( بي بي سي ) البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم أن رجلا يوصف بأنه " المرشد الديني" لأبي مصعب الزرقاوي قاد ،دون أن يدرك ،القوات الأمريكية إلى المكان الذي كان زعيم ( القاعدة) في العراق يختبئ به ،مما أدى إلى قتله .

ونقلت الإذاعة عن الميجور جنرال ويليام كولدويل من الجيش الأمريكي قوله إن عملية تعقب المطلوب الأول في العراق تمت على مدار عدة أسابيع، قبل أن تقوم طائرتان من طراز (إف-16) تابعتان لسلاح الجو الأمريكي بقصف المنزل الذي كان فيه في قرية إلى الشمال من بغداد.

وأضاف المتحدث الأمريكي قائلا " لم تتم ضربة ليلة أمس ( يقصد ليل الأربعاء) بتخطيط 24 ساعة، بل كانت عملية طويلة ومقصودة وشاقة من الإستخبارات وجمع المعلومات.. والاستعانة بمصادر بشرية ،فضلا عن عمليات تتبع إلكتروني استمرت خلال العديد والعديد من الأسابيع".

وكان الجنرال كولدويل ،المتحدث بإسم القوات المتعددة الجنسيات ،عقد مؤتمرا صحفيا عصر أمس ( الخميس) في بغداد.. أوضح فيه تفاصيل عن عملية رصد ومتابعة ( أبو مصعب الزرقاوي) وقصف المنزل الذي كان يختبئ فيه ،مما أدي إلى قتله .

وذكر موقع ( بي بي سي ) أن المتحدث العسكري الأمريكي قال إن معلومة أدلى بها أحد الأشخاص في شبكة الزرقاوي مكنت القوات الأمريكية من إقتفاء أثر الشيخ عبد الرحمن، الذي يوصف بأنه المرشد الديني لأبي مصعب.

ولم يقل المتحدث متى حصل الجيش الأمريكي على تلك المعلومة، ولكنه أضاف أنه كان لديهم " أدلة واضحة منذ نحو شهر ونصف ،وبدأت عملية التعقب التي قادت إلى التعرف على المخبأ الآمن الذي لقي الزرقاوي مصرعه به في نهاية المطاف."

وأشار الجنرال كولدويل إلى أن ليلة الأربعاء مثلت أول مرة تتحصل فيها القوات الأمريكية على "معلومات محددة جازمة" يمكن استخدامها لضرب الهدف دون إيقاع ضحايا من المدنيين إلى جانبه.

وتابع قائلا " لم يساورنا أي شك في أن الزرقاوي في هذا المنزل" ،وزاد "عرفنا من تتبع تحركات عبد الرحمن أنه كان بنفس المكان أيضا".

وبين أنه "ما أن تم تحديد الهدف إلا وانطلقت طائرتان من طراز ( إف-16) لضرب منزل صغير في مزرعة نخيل على بعد ثمانية كيلومترات شمال مدينة بعقوبة."

وأسقطت الطائرة الأولى قنبلة زنة 500 رطل، ثم عاودت الكرة.. بينما أسقطت الطائرة الثانية قنبلة مماثلة.

ومضى المتحدث الأمريكي قائلا "في أعقاب الضربة توجهت قوات الأمن العراقية، خاصة الشرطة العراقية، إلى الموقع.. وكانوا أول من وصل هناك."

وتابع ".. وبعد ذلك بوقت قصير للغاية تبعتها وحدات برية أمريكية ،وانقضت على الموقع.. وتعرفت على ست جثث ممن لقوا مصرعهم في الغارة " ،لافتا إلى أنه " كان من بين القتلى إمرأة وطفل، وآخران لم يتم تحديد هويتهما بعد."

ونوه إلى أنه " تم نقل جثة الزرقاوي إلى موقع آمن."

وقال كولدويل " تم التحقق بالنظر من أن الجثة على الأرجح تعود للزرقاوي، غير أنه تم فحص الجثة.. حيث تم العثور على ندوب ووشم يطابق المعرفة التي لدينا عنه".

وأضاف " ثم أخذوا بصمات أصابع الجثة.. وتمت مطابقتها والتأكد من تماثلها في الساعة الثالثة والنصف صباحا تقريبا، مما أكد أن القتيل هو الزرقاوي".

وأشار إلى أنه من المتوقع أن ينتهي تحليل الحامض النووي "في غضون 48 ساعة " ،مضى

منها نحو 24 ساعة.

ولفت الجنرال كولدويل إلى أن مقتل الزرقاوي "مكن قوات التحالف من تعقب شبكته ،من جانب القائمين على تحديد تحركاته وأنماطها، وغيرها."

وأوضح أن القوات العراقية "سارعت بالتحرك بسرعة، حيث قامت بـ( 17) مداهمة متزامنة في بغداد وحولها في غضون ساعات من مقتل الزرقاوي."

وأضاف الجنرال الأمريكي قائلا "ومكنت المداهمات السبعة عشرة التي جرت ليلة أمس

( يقصد ليلة الأربعاء) من استخلاص كم هائل من المعلومات والاستخبارات، والتي يتم الاستفادة منها الآن." وتابع " أقول إنه كان منجما للمعلومات بلاشك".

من جهته قال جنرال امريكي يوم الجمعة ان زعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي كان حيا وحاول الهرب عندما وصل الجنود الامريكيون اليه وهو مصاب بجروح خطيرة في قصف امريكي.

وقال الميجر جنرال وليام كالدويل المتحدث باسم الجيش الامريكي في بغداد لشبكة فوكس نيوز ان الهجوم الذي قتل فيه الزرقاوي ومستشاره الشيخ عبد الرحمن أثمر معلومات قيمة أدت لشن عدد من المداهمات في العراق.

وأضاف "لم نكن نعلم امس ان الزرقاوي كان في الحقيقة لا يزال حيا عندما وصلت القوات الامريكية الى الموقع."

واضاف أن الشرطة العراقية كانت اول من وصل الى موقع الهجوم الذي حدث يوم الاربعاء ووضعت الزرقاوي على محفة. ووصلت القوات الامريكية في وقت لاحق وتعرفت على الزرقاوي الذي توفي متأثرا بجراحه بعدها بفترة قصيرة.

وتابع "كان واعيا في البداية حسبما قال الجنود الذين رأوه. من الواضح انه تعرف عليهم بشكل ما لانه حاول ان ينقلب من على المحفة -حسبما قيل لي- وان يهرب عندما ادرك انه الجيش الامريكي."

وأشار الى ان الزرقاوي لم يدل بمعلومات قبل وفاته ولكن الهجوم تمخض عن معلومات مخابرات لم يسبق لها مثيل بشأن شبكته.

وتابع قوله "كان هناك اثنان من أبرز الشخصيات من شبكة القاعدة في العراق في ذلك الموقع.. وكل ما كان لديهم هو الان بحوزة قوات التحالف ونحن نتحراه".

وقال كالدويل انه لم تكن هناك أي وشاية قادت القوات الامريكية والعراقية الى قرية هبهب.

وأضاف انه وقعت 17 غارة في العراق بعد وقت قصير من الهجوم وكان السبب في بعضها معلومات حصلنا عليها. كما ساعدت المعلومات المخابراتية التي حصلنا عليها في تعزيز معلومات تمهد لشن 39 غارة ليل الجمعة.

وتابع كالدويل في التصريحات التي أدلى بها في وزارة الدفاع الامريكية في وقت لاحق اليوم ان ستة أشخاص كانوا في المنزل لحظة الهجوم وهم ثلاث نساء وثلاثة رجال. ولم ينج منهم أحد.

وقال الميجر جنرال بيل كولدويل المتحدث باسم القوات الامريكية في العراق خلال مؤتمر صحفي ان الامر تطلب تخطيطا تفصيليا قبل أن تسقط مقاتلتين من طراز اف-16 قنبليتن تزن كل منهما 500 رطل على منزل في قرية تقع شمالي بغداد لتقتل أكثر الاشخاص المطلوبين في العراق.

وقال ان تقدما كبيرا أحرز بينما كانت القوات الامريكية تتعقب الشيخ عبد الرحمن المرشد الروحي للزرقاوي.

واضاف "كان هذا الرجل حيويا لنجاحنا في العثور على الزرقاوي. لقد كان مساعدا بازرا له وتعرفت عليه قبل عدة أسابيع مصادر عسكرية ومصادر داخل شبكة الزرقاوي."

وأضاف "من خلال جهود مخابرات دؤوبة تمكنا من بدء تعقبه ومراقبة تحركاته... في الليلة الماضية ذهب لمقابلته (الزرقاوي) مرة أخرى الساعة 0615 مساء (1415 بتوقيت جرينتش) عندما اتخذ القرار بالمضي قدما وضرب الهدف."

وقاد الزرقاوي احدى أشد الجماعات المسلحة عنفا في العراق والتي قتلت الاف العراقيين من خلال تفجيرات انتحارية متواصلة وهجمات منظمة.

وكثير من التفجيرات وجه الى حشود شيعية كبيرة وفق استراتيجية قال المسؤولون الامريكيون والعراقيون انها تهدف الى اشعال حرب أهلية.

وقال كولدويل "كان عازما تماما على التحريض على العنف بين الشيعة والسنة. لم يكن مهتما بتعقب قوات التحالف."

وظل الزرقاوي الاردني الجنسية مراوغا رغم عدة هجمات من جانب الجيش الامريكي ومكافأة تبلغ 25 مليون دولار رصدتها الولايات المتحدة لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى الايقاع به بجانب اعتقال عدد من مساعديه.

وقال كولدويل ان متشددا مصريا تدرب في أفغانستان ويدعى أبو المصري والذي أسس أول خلية تابعة للقاعدة في بغداد قد يخلف الزرقاوي كزعيم لتنظيم القاعدة في العراق.

"ما ينبغي أن يعلمه الجميع هو أن هجوم الليلة الماضية لم يحدث في غضون 24 ساعة."

واضاف "لقد كان حقا استغلالا مدروسا وبشكل مثابر للمخابرات وجمع المعلومات وللمصادر البشرية والاجهزة الالكترونية ومعلومات الاشارة ونفذ على مدى فترة من الوقت .. أسابيع طويلة."

وقال كولدويل انه كان هناك ستة أشخاص داخل المنزل من بينهم امرأة وطفل غير أنه لم يتم التعرف سوى على الزرقاوي وعبد الرحمن. وتم التحقق من هوية الزرقاوي الساعة 0330 اليوم (1130 بتوقيت جرينتش).

واشار الى أن خبراء الطب الجنائي يجرون اختبارات الحمض النووي للزرقاوي وأنه يتوقع ظهور النتائج خلال 48 ساعة.

 

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت   10/حزيران /2006 -12 /جمادي الاول/1427