
مع بدء العد العكسي لافتتاح كأس العالم تزداد الهواجس لتنامي
العنصرية في المانيا مع خلال بعض الحوادث العنصرية.
فقد قام مراهق الماني بالاعتداء بسكين على نحو عشرين فردا في محطة
قطارات برلين التي تم افتتاحها رسميا الجمعة الماضية.
وقالت مصادر الشرطة الالمانية ان المراهق الذي يبلغ من العمر 17
عاما، وهو من برلين، قام بطعن افراد في محطة القطارات بشكل عشوائي بعد
انتهاء مراسم افتتاح محطة برلين للقطارات، مما اسفر عن اصابة اربعة
بجراح خطيرة. وتم اعتقال الشاب الذي قام بالاعتداءات.
وقالت السلطات يوم الاحد ان 28 شخصا طعنهم شاب الماني مخمور في شارع
مزدحم ببرلين سيتلقون علاجا وقائيا على مدى أربعة أسابيع بعد ان تبين
ان أحد الضحايا مصاب بالفيروس المسبب لمرض الايدز.
وظل مراهق مخمور يحمل سكينا يوجه على مدى عشر دقائق طعنات عشوائية
الى الخارجين من حفل أُقيم بمناسبة افتتاح محطة للقطارات في وسط برلين
قبيل منتصف ليل الجمعة الى ان تمكن الحراس من الإمساك به وأسفر الحادث
عن اصابة 28 شخصا.
وخرج جميع المصابين في الهجوم من المستشفى بحلول يوم الاحد باستثناء
أربعة. وكانت إصابة 15 من بين الجرحى خطيرة عند نقلهم الى المستشفى.
ومثل الهجوم صدمة لالمانيا قبل اقل من اسبوعين على افتتاح نهائيات
كأس العالم لكرة القدم والقي بظلاله على الالعاب النارية وعروض
الموسيقى والاضواء التي أُقيمت بمناسبة افتتاح المحطة الجديدة في حضور
500 الف شخص.
وقال ديرك شورمان مدير مسشفى شاريت "بدأنا معالجة 28 شخصا علاجا
وقائيا ضد فيروس الايدز. احتمالات الاصابة بالعدوى من خلال جروح السكين
هي ثلاثة في الالف. العلاج يمكن ان يقلل الخطر بنسبة 80 في المئة
إضافية."
وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل افتتحت محطة برلين التي
بلغت قيمة توسعتها 700 مليون يورو، واصبحت اكبر محطة للقطارات في
اوروبا.
واستغرق العمل في محطة برلين ثماني سنوات، ووهي تربط للمرة الاولى
بين خطوط قطارات شمال وجنوب برلين بالخطوط الاخرى التي تربط غرب وشرق
المدينة. ويتوقع ان يستخدم المحطة الجديدة نحو 30 ألف مسافر يوميا.
ووصفت المستشارة الالمانية افتتاح المحطة بانه "يرمز لمدينة متطورة
منفتحة على باقي العالم". واضافت ميركل ان المحطة القريبة من الموقع
السابق لسور برلين تمثل نقطة التقاء للمدينة كلها. غير ان بعض اهالي
برلين يشكون من ان المحطة الجديدة بعيدة جدا عن التجمعات التجارية
والاجتماعية لبرلين.
وعلى صعيد مقارب قالت مصادر الشرطة الألمانية ان ستة أشخاص أصيبوا
بجراح نتيجة هجمات تبدو ذات طابع عنصري، وسط تصاعد القلق من احتمال
انتشار الأعمال العنصرية مع اقتراب مباريات كأس العالم لكرة القدم. وقد
ألقي القبض على 13 شخصا على الأقل على خلفية ثلاث هجمات منفصلة ضد رجال
من أصول موزمبيقية وغينية وكوبية وتركية وهندية. ووقعت الهجمات في
برلين وفي مدينتي ويمار وويسمار. وجاءت هذه الهجمات بعد أيام من نفي
وزير الداخلية الألماني احتمال ان يكون مشجعو المباريات الأجانب معرضين
لخطر الهجمات على خلفية عنصرية. ويفيد تقرير نشرته الحكومة الألمانية
في وقت سابق ان أعمال العنف العنصري قد ارتفعت بنسبة 23% العام الماضي.
وقد تعرض رجلان من موزامبيق واخر من كوبا الى هجمات في مدينة ويمار،
حيث اعتقل ثمانية أشخاص، كما تعرض تاجر هندي للضرب في أحد الأسواق في
مدينة ويسمار واعتقل خمسة أشخاص. أما في برلين فأصيب رجل غيني واخر
تركي في هجمات منفصلة في محطات مترو الأنفاق. وقد حذر وزير الداخلية
وولفجانج شوبل من ان الحكومة لن تتهاون مع من تسول له نفسه الاعتداء
على أجانب وخاصة ذوي البشرات الملونة.
وكانت الشرطة الألمانية قد حذرت من ان جماعات من اليمين المتطرف
تخطط لاستغلال مباريات كأس العالم كمنصة لأعمالها الدعائية. |