احتجاجات عرقية وطلابية وايران تتهم جهات خارجية معادية

قال شهود عيان ان طلابا ايرانيين اشتبكوا مع الشرطة ومتشددين إسلاميين وقذفوهم بالحجارة يوم الاربعاء احتجاجا على قيود فرضتها حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وأظهرت صور التقطت للاشتباكات أن الطلاب الذين أخفوا وجوههم أشعلوا النيران خارج مهاجعهم منذ ليل الثلاثاء وحتى صباح الأربعاء. وبحلول فجر الأربعاء كانت الحجارة التي رشق بها الطلاب الشرطة تكسو الشوارع.

وقال المتحدث باسم الشرطة محمد تورانج لوكالة الانباء الطلابية (اسنا) ان خمسة من أفراد الشرطة أصيبوا خلال الاشتباكات وأن الشرطة اعتقلت عددا غير محدد من الطلاب.

وقال الزعيم الطلابي البارز عبد الله مؤمني ان نحو ألفي طالب تجمعوا للاحتجاج على طرد بعض الطلاب وعلى الطريقة التي تتعامل بها السلطات مع منتقديها. واضاف أن 20 طالبا اعتقلوا على أيدي المتطوعين من المتشددين الاسلاميين الذين اقتحموا مهاجع الطلاب.

وقال مؤمني "السبب الرئيسي للاعتراضات خلال الايام الاخيرة يعود الى القيود التي فرضت على الجامعات وعلى الطلاب النشطين سياسيا بعدما أتت الحكومة الجديدة الى السلطة."

وتولى الرئيس المحافظ أحمدي نجاد السلطة في اغسطس اب.

واضاف مؤمني "تم طرد بعض الطلاب النشطين كما يواجه البعض استدعاءات جماعية امام لجان انضباط. اننا نعترض أيضا على طرق التعامل مؤخرا مع الاساتذة الذين ينتقدون السلطات ومن بينهم رامين جهان بيجلو."

وكانت ايران قالت في وقت سابق من الشهر الجاري انها اعتقلت الفيلسوف جهان بيجلو بتهمة التجسس. وجهان بيجلو متخصص في الفلسفة السياسية الليبرالية وعمل بشكل مكثف على تطوير التفاهم بين ايران والغرب.

وقال شهود عيان اخرون من بين الطلاب ان الحشود الطلابية هتفت قائلة "يسقط الاستبداد" وقذفوا سيارات الشرطة الواقفة خارج مهاجعهم بالحجارة مما أدى الى تحطيم زجاجها.

ووقعت أكبر مظاهرات طلابية في أنحاء ايران في عام 2003 واعتقل خلالها مئات الطلاب.

من جهته قال مسؤول قضائي كبير إن ايران أوقفت طبع صحيفة "ايران" الرسمية بعد أن نشرت رسما ساخرا تسبب في احتجاجات عرقية في مدينة تبريز شمال غرب البلاد.

وقال سعيد مرتضوي كبير المدعين في طهران أن رسام الكاريكاتير ورئيس تحرير صحيفة "ايران" اعتقلا بسبب الرسم الساخر الذي اعتبر مسيئا للأقلية الاذرية في ايران.

وقال للتلفزيون الايراني "وجهت اليهما اتهامات وأحيلا الى سجن ايفين." ولم يذكر مرتضوي الاتهامات التي وجهت لهما.

وأضاف أن غلام حسين اسلاميفارد مدير النشر في الصحيفة استدعي للمثول أمام المحكمة.

وقالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية إن رسام الكاريكاتير مانا نييستاني ورئيس التحرير مهرداد قاسمفار احتجزا "لإجراء مزيد من التحقيقات".

وذكر شهود عيان من مدينة تبريز لرويترز أن جمهورا غاضبا من الاقلية الاذرية قاموا برشق المباني الحكومية والبنوك في مدينة تبريز بالحجارة ليل يوم الاثنين بسبب الكاريكاتير. وقال المدعي العام في تبريز في تصريحات صحفية إنه تم القبض على 54 شخصا.

وذكر التلفزيون الايراني أن مكتب الرقابة على الصحف أغلق الصحيفة لإثارتها خلافات عرقية.

وفي الكاريكاتير الذي نشر في عدد صحيفة ايران الصادر يوم الجمعة صبي ينطق كلمة صرصور باللغة الفارسية بطرق مختلفة بينما تسأله الحشرة الواقفة أمامه ولا تفهم ما يقول "ماذا..." باللغة الاذرية.

وقال أقارب نييستاني لرويترز إنه لم يرجع من المحكمة وأصروا على أنه لم يكن يقصد إهانة الاذريين.

ويتحدث الاذريون في شمال غرب ايران بلغة لها صلة بالتركية. والاذريون الذين يشكلون ربع سكان ايران مثار سخرية الغالبية الفارسية في ايران الذين يتندرون على غبائهم رغم أن للأذريين الكثير من الشخصيات البارزة بين النخبة التجارية الايرانية.

وقالت صحيفة سياسات اي روز الايرانية اليومية المحافظة يوم الاحد الماضي إن عددا من الاذريين أشعلوا النار في مكتب للحكومة المحلية في مدينة أورومية حيث يشكل الاذريون غالبية السكان.

وقال الناس في تبريز إن الاوضاع كانت هادئة يوم الثلاثاء لكن كان هناك وجود مكثف للشرطة في الشوارع.

بدوره وجه الزعيم الأعلى الايراني آية الله علي خامنئي يوم الاحد اللوم الى "أعداء" البلاد وهو تعبير يستخدم عادة للاشارة الى الولايات المتحدة واسرائيل في إثارة التوتر العرقي في الجمهورية الاسلامية.

وأثارت صحيفة ايرانية غضب الاقلية الاذرية في البلاد برسم كاريكاتيري يبدو كأنه يسخر منهم مما اطلق شرارة مظاهرات في مدينتين على الاقل يقيم بهما كثير من الاذريين.

وقال خامنئي في تصريحات اذاعها التلفزيون الحكومي "خلق مثل هذه التوترات واثارة المشاعر العرقية هو اخر سهم في جعبة العدو ضد الامة الايرانية والجمهورية الاسلامية."

وقال الزعيم الاعلى الذي يملك الكلمة الاخيرة في كل المسائل الخاصة بالدولة "العدو سيفشل ولا يوجد شك في ذلك."

وقالت وكالة انباء الطلبة الايرانية ان نحو 200 من الاذريين تجمعوا يوم الاحد في طهران قرب البرلمان ودعوا الى تعليم اللغة التركية في مدارسهم. وقالت ان الشرطة قامت بتفريقهم قبل ان يصلوا الى البرلمان.

وكانت هذه احدث مظاهرة في سلسلة احتجاجات اطلق شرارتها رسم كاريكاتيري نشر في صحيفة "ايران" الرسمية التي منع القضاء صدورها منذ ذلك الوقت لاثارتها الانقسام العرقي وأمر بسجن الرسام ورئيس التحرير.

ويتحدث الاذريون وغالبيتهم من شمال غرب ايران لغة وثيقة الصلة بالتركية ويشكلون حوالي 25 في المئة من تعداد سكان ايران.

ومع ان من الاذريين اعلاما بين النخبة التجارية في ايران فان الاغلبية الفارسية كثيرا ما تتندر عليهم في فكاهاتها بوصفهم اغبياء.

واشاد خامنئي بالاقلية الاذرية لولائها للجمهورية الاسلامية وللثورة الاسلامية في عام 1979.

وقال في خطاب امام النواب الايرانيين "هذا يثبت غباء العدو لانه اتجه ضد شعب اذربيجان. وسوف يردون على اعدائهم."

وتجاوب معه النواب بالهتاف "اذربيجان يقظة وتؤيد الثورة".

ويوم الاربعاء الماضي اشترك زهاء 20 الفا من الاذريين في مسيرة بمدينة تبريز الشمالية الغربية عاصمة اقليم اذربيجان الشرق لادانة الرسم. وقالت وسائل الاعلام الايرانية ان المتظاهرين رشقوا المباني الحكومية والبنوك بالحجارة.

وترددت تقارير عن احتجاجات مماثلة في مدينة ارومية التي يشكل الاذريون غالبية سكانها.

وتلقي ايران باللوم في احيان كثيرة في الاضطرابات التي تقع في الاقاليم الحدودية على عاتق عملاء اجانب بما في ذلك اتهام بريطانيا والولايات المتحدة بمحاولة زعزعة استقرار مناطق في غرب البلاد.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 29/ايار/2006 -30/ربيع الثاني/1427