العراق - إيران - أفغانستان مثلث خطير يهدد أمن العالم

يحذر جون تشيبمان مدير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية - مقره لندن - في تقريره السنوي الخاص بتقييم الاخطار الامنية على المستوى العالمي، ان هناك اليوم اجزاء عدة من العالم تشهد صراعات وحشية الا ان الخطر الاكبر ينبعث من مثلث العراق، ايران وافغانستان الذي لا يزال يهيمن على اجندة الامن في العالم بالاضافة لمشكلات الارهاب وانتشار الاسلحة النووية.

من الملاحظ ان هذا التحذير جاء وسط تطورات عدة منها: المفاوضات المهمة التي شهدتها لندن حول ايران، المحادثات التي اجراها رئيس الحكومة البريطانية توني بلير مع نظيره العراقي نوري المالكي حول تولي الجنود العراقيين مسؤولية حفظ الامن في بلدهم، واشتداد كثافة الهجمات التي تشنها قوات طالبان على جنود حلف شمال الاطلسي في افغانستان.

ونبه الدكتور تشيبمان ان التحديات الاصولية التي تواجهها الحكومة العراقية الجديدة يمكن ان تطغى سريعا على محاولات الحكومة في المحافظة على وحدة البلاد، وتفسح الطريق بالتالي امام التدخل الاقليمي.

يقول تشيبمان: من المشكوك فيه ان يبقى الاحساس الوطني العراقي الجماعي قائما امام تزايد اعمال العنف الطائفي واستمرار حالة الفراغ الامني. ومن الواضح ان الديموقراطية فاقمت حدة التوترات الدينية والعرقية مع انقسام الناخبين ما بين سُنة، شيعة واكراد.

ويضيف تشيبمان قائلا: لذا من غير المحتمل ان تتمكن اللجنة البرلمانية المكلفة بتعديل الدستور، غير المنتهي بعد، من التوصل لتسوية وسط بل ستغرق وسط موجة جديدة من المشاحنات بين السُنة والشيعة مما يؤدي لزيادة حالة عدم الاستقرار والعنف وظاهرة الاسلام الراديكالي.

ويقول الصحافي توبي دوج، المتخصص بشؤون العراق: ثمة شعور كبير بالقلق من سرعة استعداد الشرطة والجنود العراقيين لتولي المسؤولية في ظل الظروف الراهنة.

ويصف دوج موعد انسحاب الجنود البريطانيين، الذي يتعين ان يبدأ في يوليو المقبل، بأنه يعبر عن «تفاؤل» كبير الا انه سيودي لحالة فوضى امنية اكبر هذه السنة.

وحذر تشيبمان في تقرير بعنوان «التوازن العسكري» من تزايد استهداف رجال طالبان للجنود البريطانيين وجنود حلف شمال الاطلسي الذين يحلون محل القوات الامريكية، وقال ان هذه السنة ستكون حاسمة لافغانستان وللحلف الذي يستعد لتوسيع نطاق مهمته ليشمل الجنوب، اذ سيعمل رجال طالبان على زيادة عملياتهم لعلمهم ان سقوط المزيد من الجنود الاوروبيين في افغانستان سيدفع الرأي العام الاوروبي للوقوف ضد الحرب.

كما تحمل الجهود، التي تقودها بريطانيا للقضاء على انتاج الهيروين في افغانستان، اخطارا كبيرة للقوات الدولية، وذلك لأن هذه القوات ستدخل في مواجهة مباشرة عندئذ مع السكان المحليين ومع رجال طالبان.

ويبدو ان كوريا الشمالية تمكنت من الحصول على ما يكفي من البلوتونيوم لصنع ما بين 5 و11 سلاحا نوويا بينما تواجه المحادثات المستمرة منذ وقت طويل بهدف نزع اسلحة بيونغ يانغ طريقا مسدودا.

لذا، وفي انتقاد ضمني لسياسة واشنطن في عدم الدخول بمفاوضات ثنائية مع كوريا الشمالية، وفرض عقوبات مالية عليها، يقول الدكتور تشيبمان ان هذه السياسة دفعت كوريا الشمالية للاعتقاد ان ادارة بوش غير جادة في المفاوضات بل وتمتلك غايات عدوانية ازاء كوريا الشمالية.

ومن الملاحظ ان تشيبمان تطرق ايضا الى الصين. فقد ابرز في تقريره مشاعر القلق الامريكية المتزايدة من نوايا بكين ومن عملية البناء العسكري في الصين. واقتبس شيبمان في هذا السياق ما كانت قد توصلت اليه دراسة تصدر عن وزارة الدفاع الامريكية كل اربع سنوات، وقال ان الصين تقف الآن على مفترق طرق استراتيجي ولديها اليوم ما يكفي من امكانات ضخمة لتبرز كقوة كبرى منافسة للولايات المتحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاحد 28/ايار/2006 -29/ربيع الثاني/1427