بشاعة المشهد الدموي في العراق: قصص مأساوية.. ارهاب وقتل وتهجير على الهوية

تحفل الساحة العراقية بقصص درامية مأساوية تكشف عن بشاعة المشهد الدموي الذي يعيشوه العراقيون كل يوم بعد اصبح العراق ساحة للصراعات الاقليمة والدولية والمحلية، ونهبا للعصابات والمنظمات الاجرامية المحلية والدولية.

فقد شاهد موظفون خطفوا من محطة تلفزيون في بلدة شمالي بغداد يوم الجمعة مسلحين يعدمون شرطيين احتجزا معهم قبل إطلاق سراحهم.

وقال احد هؤلاء الرهائن السابقين واسمه اسماعيل محمد ان مسلحين يرتدون زي افراد الجيش العراقي اقتحموا محطة ديالا وخطفوا شرطيين بالاضافة الى ستة موظفين من بينهم محررون وفنيون .

وقال محمد وهو صحفي يعمل بالمحطة في بعقوبة لرويترز "بعد خطفنا اخذونا الى مزرعة جنوبي بعقوبة وهي منطقة شديدة الخطورة كثيرا ما تتعرض الشرطة لهجمات فيها وتعتبر معقلا للتمرد.

"وقاموا بقتل الشرطيين في وجودنا."

وتقول منظمات غربية لحقوق اجهزة الاعلام ان اكثر من 70 صحفيا معظمهم عراقيون قتلوا في العراق خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفي قصة مأساوية اخرى  قالت الشرطة العراقية ان عريسا عراقيا اقتيد من حفل زفافه وعثر على جثته في وقت لاحق مقطوعة الرأس في حقل بعد ان اقتحم عرسه ضيوف غير مدعوين.

وذكرت الشرطة ان مسلحين اقتادوا التاجر خضير التميمي (26 عاما) ووالده وعمه وابن عمه وضيفا من الحفل يوم الخميس في المقدادية على بعد 90 كيلومترا شمال شرقي بغداد.

وعثر على جثثهم يوم الجمعة مقطوعة الرؤوس وملقاة في ارض زراعية شمالي البلدة.

وتجمعات الشيعة في مناسبات مثل حضور حفل عرس المقدادية اكثر عرضة لحملة تفجيرات واطلاق للنيران يقول مسؤولون عراقيون وامريكيون انها جزء من محاولة تنظيم القاعدة لاشعال فتيل حرب اهلية مع السنة.

وتكون أحيانا همسة في الاذن من جار وربما رسالة تهديد تترك عند الباب او مكالمة تليفونية مشؤومة او مجرد احساس غامض بالرعب.

ومرة أخرى يمكن ان يكون مسلحون يتحدثون في الشارع ويذبحون أصدقاء وأقارب امامك عينيك ..ومهما يكن ذلك فانه يقنع العراقيين بجمع أولادهم والفرار من ديارهم خلال الليل وهم يفعلون ذلك بأعداد كبيرة.

وبادراجه "وقف التهجير " ضمن أولويات حكومته الجديدة اعترف نور المالكي رئيس وزراء العراق بمشكلة ناشئة تشبه "التطهير العرقي" في البلقان في التسعينات . ولكن قلة هم الذين يتوقعون التوصل لحل سريع.

وقال عباس محمد وهو سائق حافلة صغيرة يبلغ من العمر 28 عاما وهو يتذكر اللحظة التي عرف فيها ان أي شيعي لم يعد أمنا في معقل المسلحين السنة في العمرية ببغداد "خرجت من المنزل ووجدت قصاصة من الورق على نافذتي .

"كتب فيها ارحل خلال 72 ساعة والا ستتذوق انتقامنا. ورحلنا في اليوم التالي ونحن نعيشن الان مع عمتي.

"يصعب ان تفقد ذكرياتك واصدقاءك . ولكن الحكومة لا تستطيع إعادتي الى منزلي بأمان الان."

ويقول مسؤولون إن ما بين 30 و50 شخصا يقتلون يوميا في بغداد وحدهافي أعمال عنف طائفية وغالبا ما يتم خطفهم وتعذيبهم منذ تفجير مزار شيعي رئيسي في سامراء في فبراير شباط.

ولا تترك هذه الارقام احد يشك في واقعية التهديدات.

ويقول مسؤولون ان 100 الف شخص سجلوا "كمشردين" خلال ثلاثة أشهر منذ تفجير سامراء. ولكن كثيرين اخرين لم يتم تسجيلهم وقد سعوا بهدوء للاقامة مع اقارب لهم او سافروا الى الخارج.

وكان اكثر ما يثير قلق العراقيين في ظل ما يوصف"بجمهورية الخوف" خلال حكم صدام حسين زيارة الشرطة السرية لهم في منتصف الليل والان يخاف العراقيون من السير ليجدوا شخصا قد ترك عند البوابة او على جدار رسالة تقول "ارحل والا قتلت."

ويقول البعض ان أصدقاء في الطائفة المحلية التي تمثل أغلبية يبلغونهم سرا بالتهديدات .

وعلي محمود (27 عاما) واحد من بين ألاف يعيشون على الاعانات الحكومية والدينية في مخيم في مدينة النجف الشيعية بعد ان فر من اللطيفية وهي بلدة تقع جنوبي بغداد ويعيش فيها سنة وشيعة.

وقال"بعد تفجير المزار المقدس بدأ جيراننا يهددوننا وقالوا اننا سنقتل جميعا.

"وبقينا. ولكن بعد ذلك طوق نحو 100 مسلح منازلنا واطلقوا النار.

"اثنان من أشقائي واربعة من أبناء عمي قتلوا ."

والكل في خطر سواء سنة او شيعة او أكراد أو أيا كان مع سعي مسلحين غامضين تحركهم دوافع طائفية أو عرقية الى تطهير الاحياء ممن يعتبرونهم غرباء ولاسيما في بغداد.

ويخشى البعض ان يصبح نهر دجلة بين شرق بغداد الذي تقطنه أغلبية شيعية وغرب بغداد الذي تقطنه اغلبية سنية خط مواجهة مثل "الخط الاخضر" في بيروت في الثمانينات اذا اخفق المالكي في وقف جرائم القتل الطائفية.

ويأمل المسؤولون الامريكيون القلقون من اندلاع حرب أهلية بأن يملك المالكي القوة لوقف الميليشيات الشيعية والمسلحين السنة.

وتقول وزارة المهجرين ان 14607 عائلة أو كما يقول مسؤولون اخرون 100 ألف شخص قدموا طلبات للحصول على اعانات خلال ثلاثة أشهر. ولكن المتحدث باسم الوزارة قال ان بعض العائلات لم تبلغ السلطات لانها لا تحتاج لمساعدة.

ولم يشمل ذلك ايضا الذين فروا الى دول مجاورة.

وفر أيضا عراقيون أثرياء كثيرون لان أي شخص يعتبر يملك مالا يعد هدفا لعصابات الخطف التي تحتجز الافا طلبا للفدى. وقال ضابط جوازات في جزء راق من بغداد ان الطلبات هناك زادت هذا العام أربعة أمثال ما كانت عليه.

شبكة النبأ المعلوماتية-السبت 27/ايار/2006 -28/ربيع الثاني/1427