بعد ان غابت الكهرباء والوقود والامن.. رغيف الخبز ينذر باللحاق بهم

احتمل العراقيون الوضع الامني المتردي وغياب الكهرباء والتأخير في تشكيل الحكومة والمفخخات والقتل العشوائي الا ان صبرهم نفد عندما وصل الامر الى محاربتهم في رغيف الخبز الذي ماعاد يتسنى لهم جلبه الى بيوتهم بسبب اغلاق بعض الافران ابوابها للنقص الحاصل في مادة النفط والكاز التي تستخدمها الافران لتأمين الرغيف الى المواطن.

وقال عدد من المواطنين في احاديث للوكالة الوطنية العراقية للانباء/نينا/:ان مايجري فوق الاحتمال، فمتى يتسنى لنا العيش بسلام واستقرار ، حتى رغيف الخبز اصبحنا نتحسر عليه وارتفع سعره الى اكثر من خمسين دينارا للرغيف الواحد بعد ان كان مدعوما من الدولة ترى اين الدولة الان؟.

وقال بهاء محمد صاحب صاحب فرن:"منذ اقل من شهر ونحن نعيش شحة في المنتجات النفطية ، نفد مخزوننا ونبحث الان حتى عن اولئك الذي يبيعون النفط الخام في السوق السوداء وحتى هؤلاء لا نجدهم، وهذا الامر سيجعلنا نغلق محالنا بوجه المواطن لصعوبة الحصول على المواد الاولية التي تساعدنا في تقديم خدماتنا للمواطنين".

وأضاف:"في الماضي كانت الدولة تدعمنا وتوفر لنا الطحين فانعكس ذلك على الرغيف فقد كان وزنه لا نقص فيه، اما الان فنحن نشتري كل شي من الاسواق السوداء وهذا انعكس سلبا على المواطن الذي بات متذمرا من رجال سياسة لايبحثون الا عن مصالحهم الشخصية وكراسي لاتدوم، اما المواطن فالى حيث القت رحلها ام قشعم".

وبين دريد عباس صاحب مخبز :"ان الدولة رفعت يدها عن كل خدمة تقدم للمواطن وبالتالي حتى رغيف الخبز صار/معجونا بالذل/فالمواطن يقف ساعات طويلة في طوابير ليحصل على الخبز واحيانا عندما يصل الدور اليه يقال له ان الخبز نفد، فاية حياة نعيشها نحن في ظل الحرية والاسواق العراقية الان خلت من المنتجات النفطية والافران الحجرية تحتاج للنفط والافران الحديثة تحتاج للكاز فمن اين ستتوفر لها هاتين المادتين وهل يعلم القادة الجدد للعراق ان ابناء العراق ضاقوا ذرعا بما يحدث؟".

وقال:"كنا قديما نخشى المراقبين من وزارة التجارة والنفط اما الان فلا يهمنا شيء والضحية الوحيدة لهذا الامر المواطن صاحب الدخل المحدود الذي يحارب حتى في لقمة الخبز التي يجلبها لاولاده؟".

وقال فائز راضي جاسم، صاحب افران :" اضطررنا الى رفع اسعار رغيف الخبز وهذا والله يعز علينا لكن نحن لانربح شيئا في رغيف الخبز الذي سيتجاوز سعره في الايام القليلة المقبلة المائة دينار والمتضرر هو المواطن، والله.. اشعر ان قلبي يتقطع وانا اجد امرأة عجوزا او شيخا او طفلا لايستطيع شراء الخبز الذي يسد به رمقه، فالى متى سيستمر هذا الوضع؟".

وبينت ميسلون مهدي الموظفة في احدى الدوائر:"رواتبنا لاتكفي لسد متطلبات اولادنا او ايجار البيوت التي نقطن فيها ونحن نعيش كل يوم ازمة غياب الغاز والنفط والكاز والبنزين هذه الماساة التي نعيشها ونحن بلد نفطي فماذا لو كنا مثل بلدان الجوار التي لاتملك الثروات التي نمتلكها؟".

وافاد بشار حسين/طالب جامعي/:"ان مايحدث من مصائب متتالية على العراق تجعلنا نفكر جديا بتركه لحين استقرار الامور فيه ونبحث عن بلد بديل يجري فيه كل شيء بامر القانون وحيث رغيف الخبر له سعر معين والغاز والنفط وكل المشتقات النفطية لااحد يستطيع تجاوزها خوفا من العقوبة لكن اين نذهب لاندري؟".

واوضحت سهام عبد الكريم/ربة بيت/:"ان بيوتنا خلت من اسطوانات الغاز وبدأنا نطهو الطعام على المدافيء النفطية لعدم وجود الكهرباء واليوم حتى النفط شح علينا ولم نعد نجده في الاسواق هل سنعاني في هذا الفصل ايضا من شحة المنتوجات النفطية وهل ان ذلك قدر كتب على العراقيين فقط ؟ انا اعتبر مايمر به العراق/رحلة العناء في الصيف والشتاء".

وقال عيسى محمد/موظف متقاعد:"ان مكافأة نهاية الخدمة التي قدمتها لنا الحكومة لم تعد تسد طلبات عائلاتنا ففي الصيف لايوجد كهرباء وهنا تنبري امامنا مشكلة البنزين والمولدات وفي الشتاء لايوجد نفط لماذا؟ لم يكن يحدث هذا كنا نشتري النفط بسعر محدد والغاز كذلك ولم يحصل ان ارتفع سعر اسطوانة الغاز الى اكثر من خمسمائة دينار".

واكدت جلنار يونس/مدرسة جامعية/:"لا نتخلص من مشكلة حتى تنبري امامنا مشكلات اكبر وكأننا نمشي على وفق مخطط مرسوم لنا بنحو جيد هذه المرة اختفت جميع المنتجات النفطية من الاسواق لكن ألم تسأل الحكومة عن سبب هذا الغياب ولماذا لاتقدم توضيحا يبث عبر قنواتها المخصصة كي لانزداد غضبا وحنقا على كل من جاء ينادي بالحرية التي لاوجود لها الا في الدعايات الانتخابية".

وتساءل سمير حسين الصائغ/كاسب/:"لماذا لاتشهد مناطق مفضلة لدى الساسة الشحة نفسها في المنتجات النفطية او حتى الكهرباء؟".

وقال:"انهم يقولون لاوجود للتفرقة او المفاضلة ونحن نلمسها بايدينا كهرباء في منطقة ومنطقة تنعدم فيها تماما غاز في منطقة واخرى شحة واشياء كثيرة، انهم يتبعون المنهج نفسه الذي اتبعه النظام السابق لكن الفرق الوحيد هو اختلاف الوجوه فقط".

وأضاف:"يخرج الشعب من مأزق ليدخل في اخر والقادة مازالوا يبحثون تشكيل الحكومة المقبلة ترى الى متى سيبقى الحال على ماهو عليه؟ وهل من حل للخروج من هذا النفق المظلم؟، العراقيون يعيشون رحلتي الشقاء في الشتاء والصيف اما آن لهم ان يرتاحوا ام ان الشقاء صار رفيقا لا يفارقهم؟".

قليلون قالوا لنا:"لنعط الفرصة للسياسيين ونرى ما ستلد الايام فهي اذا كانت حبلى بالهموم فلابد ان غير الهم موجود ايضا فما علينا الا الانتظار"!!!

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 16/ايار/2006 -17/ربيع الثاني/1427