مرشحة يونانية مسلمة تضع العلاقة بين المسيحيين والجالية المسلمة على المحك

أدى اختيار امرأة مسلمة لخوض انتخابات محلية في اليونان الى إثارة خلاف مرير بين اليمين الذي يشكك في ولائها للأمة وبين اليسار الذي وصف ذلك بأنه خطوة تاريخية. واختار الزعيم الاشتراكي المعارض جورج باباندريو بنفسه جول كارا حسن المسلمة السلافية (بوماك) لخوض السباق لمنصب والي القطاع الذي تقيم فيه في شمال شرق اليونان حيث يعيش كثير من المسلمين من ذوي الاصول التركية او البلغارية.

وأثار ترشيحها في اليونان ذات الاغلبية الساحقة من المسيحيين الارثوذكس وهو اول ترشيح من نوعه لامرأة مسلمة في انتخابات محلية تجري في كل انحاء البلاد في اكتوبر تشرين الاول رد فعل فوريا من حكام البلاد المحافظين الى جانب الكنيسة الارثوذكسية ذات النفوذ القوي.

 وسبق أن انتخب رجال مسلمون في الماضي لتمثيل الاقليم في البرلمان اليوناني لكن كارا حسن المحامية (27 عاما) ستكون اذا فازت مسؤولة عن جزء كبير من شمال اليونان في دور ابرز كثيرا من دور نائب في البرلمان.

وقال جورج كالانتزيس وزير اقليمي مقدونية وتراسي الشماليين "اذا فازت فإنني اتساءل هل ستقف بجواري في الاستعراض الخاص باحتفالات 25 مارس" مشيرا الى اليوم الوطني لليونان الذي يمثل ذكري ثورة عام 1821 ضد احتلال الاتراك العثمانيين الذي استمر 550 عاما تقريبا.

 وخاض الخصمان اللدودان اليونان وتركيا حربا دعائية طويلة حول ما تسميه اليونان بالجالية المسلمة وتصفهم تركيا بالاتراك. وتنفي اليونان بشدة وجود اقلية تركية على اراضيها. وبينما تنتمي كارا حسن الى (البوماك) الجماعة العرقية الصغيرة من السلاف التي اعتنقت الاسلام منذ قرون فانها تعيش جنبا الى جنب مع الجالية العرقية التركية التي يبلغ عددها 120 الفا في تراسي. وألقى اختيارها بالضوء على العلاقات الهشة بين الاغلبية اليونانية الارثوذكسية والجالية العرقية التركية والبوماك قليلة العدد التي كانت حتى سنوات قريبة مستبعدة بالكامل تقريبا من الحياة الاجتماعية لليونانيين. ودعا بعض السياسيين المحافظين وزعماء الكنيسة المرشحة الى اعلان اسم الدولة التي تعتبرها وطنها الأم.

وقال الاسقف انتيموس "اننا لسنا مثل الاخرين الذين ينتمون الى ديانة اخرى." وتمكنت كارا حسن حتى الان من تجنب الخلاف قائلة انها مستعدة للعمل لصالح الاقليم. وقالت "لا ينبغي الحكم على الناس من الالقاب ولكن من اعمالهم. قرار ترشيحى ينم عن عقل متفتح جدا." ويأمل الحزب الاشتراكي باختيارها في كسب اصوات المسلمين وزيادة تمثيل المرأة في الانتخابات المحلية.

وقالت انا ديامانتوبولو النائبة الاشتراكية والمفوضة الاوروبية السابقة "هذه خطوة جريئة وتاريخية تستحق التأييد الكامل."

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعه 12/ايار/2006 -13/ربيع الثاني/1427