العثور على وثائق لتنظيم القاعدة في العراق تظهر ضعفه وعزلته وانه يحاول خلق فتنة طائفية لتغطية ذلك

أعلنت دائرة الاتصالات الحكومية بمجلس الوزراء يوم الثلاثاء عن عثور القوات الأمنية العراقية "على كمية كبيرة من الوثائق والمستندات والأشرطة المصورة التي تحدد الخطط الاستراتيجية لتنظيم القاعدة الإرهابي في العراق."

وذكر بيان صدر عن الدائرة اليوم أنه تم العثور على الوثائق والمستندات خلال عملية دهم في منطقة اليوسفية جنوب بغداد.

ونسب البيان إلى مسؤول أمنى قوله ان تلك الوثائق والمستندات تبين أن "تنظيم القاعدة الإرهابي يعتمد أسلوب (اضرب واهرب) في تنفيذ هجماته الإرهابية ضد المدنيين والقوى الأمنية بواسطة العبوات الناسفة أو السيارات المفخخة."

وأضاف المسؤول أن "استراتيجية (الإرهابيين) تهدف الى خلق فنة طائفية من خلال ضرب الجوامع والحسينيات واستهداف المواطنين الأبرياء في الأسواق والمدارس."

وقال المسؤول وفقا لما ذكره البيان "إن (الإرهابيين) يشعرون بالعزلة ويجدون صعوبة كبيرة في تجنيد عناصر جديدة، وفي توفير الأسلحة والأعتدة لتنفيذ عملياتهم الإرهابية."

وأوضح المسؤول أن "هدف (الإرهابيين) الذي أكدته الوثائق التي تم ضبطها هو عرقلة العملية السياسية وخلق حالة من فقدان الأمن والاستقرار ليوفروا بيئة لنشاطاتهم الإرهابية."

من جهته نشر الجيش الامريكي ما قال انه وثيقة ضبطت لتنظيم القاعدة تظهر أن أعضاء التنظيم يقرون بأنهم ضعفاء ولا يتمتعون بتأييد في العاصمة العراقية بغداد.

وقال الجيش في بيان يوم الاثنين ان الوثيقة وهي فيما يبدو مراجعة لاستراتيجية التنظيم في العاصمة العراقية صودرت مع شرائط مصورة في 16 ابريل نيسان قرب منطقة اليوسفية الى الجنوب الشرقي من بغداد مباشرة.

وتشير ترجمة للوثيقة غير المؤرخة المكونة من ثلاث صفحات والتي لم يمكن تقييم مصداقيتها من جهة مستقلة الى أن تنظيم القاعدة يراجع تكتيكاته في بغداد والتي تركز حاليا على استخدام السيارات الملغومة وغيرها من تكتيكات المسلحين.

وتقترح الوثيقة دعم قدرات التنظيم العسكرية للسيطرة على مناطق فيما بدا أنه استعداد لأي حرب أهلية.

ووردت الاشارة الى المذكرة الاسبوع الماضي خلال بيان صحفي والذي بث خلاله الجيش الامريكي أيضا ما قال انه مقتطفات مختارة من شريط مصور يروج لزعيم تنظيم القاعدة في العراق أبو مصعب الزرقاوي نشر على شبكة الانترنت.

وسخر متحدث باسم الجيش الامريكي خلال عرض المقتطفات من كفاءة الزرقاوي الاردني الجنسية في التعامل مع البندقية واختياره حذاء رياضيا أمريكيا في الشريط المصور الاصلي.

ونقل بيان صدر يوم الاثنين مصحوبا بنص مترجم للوثيقة التي حملت عنوان "استراتيجية بغداد" عن البريجادير جنرال رودي رايت وهو متحدث اخر باسم الجيش الامريكي قوله "هذه المعلومات تؤكد ما تدركه بالفعل الحكومة العراقية وقوات التحالف وشعب العراق من أن دور تنظيم القاعدة في العراق-الزرقاوي هو فقط محاولة منع العراقيين من مواصلة طريقهم نحو الرخاء والامن والوحدة الوطنية."

ونقل البيان أيضا عن الوثيقة الاصلية قولها "يهاجم تنظيم القاعدة في العراق المساجد وغيرها من الاماكن العامة للفت انتباه وسائل الاعلام وهو يواجه صعوبة في تجنيد اتباع له لان شعب العراق لا يؤيد قضيته."

وكان الجيش الامريكي الذي يخوض معركة لكسب الرأي العام لا تقل عن معركته مع المسلحين السنة في العراق نشر من قبل ما يقول انها وثائق مصادرة تظهر انشقاقا أو احباطا في صفوف المسلحين.

وجاء في الترجمة التي قدمها الجيش الامريكي ان كاتب الوثيقة غير المعروف يقدر قوام المقاتلين النشطين الذين يشير اليهم باسم "المجاهدين" بنحو 110 في بغداد موزعين بين 40 في الشمال الغربي و40 في الجنوب الغربي و30 في الشرق.

وتخلص الوثيقة الى ان "هذه أرقام ضئيلة جدا مقارنة بعشرات الالاف من قوات العدو."

وتتساءل "كيف يمكن أن نزيد هذه الاعداد."

وحيث ان المسؤولين الامريكيين والعراقيين يقدرون بصفة عامة أعداد المسلحين السنة بالالاف فان تلك الارقام التي نقلت عن الوثيقة ربما تشير الى المتشددين الاسلاميين وليس الى اجمالي المسلحين السنة.

ويظهر التقييم بحسب ما جاء في أجزاء أبرزها الجيش الامريكي في البيان أن "كل عام هو أسوأ من سابقه" بالنسبة للمسلحين فيما يتعلق بسيطرتهم داخل بغداد مقارنة بسيطرة القوات الامريكية وجيش وشرطة العراق ويهيمن عليهما "الشيعيون".

وتوجه الوثيقة انتقادات للهجمات بالسيارات الملغومة وغيرها من "الهجمات المباغتة" والتي تعد "القوة الرئيسية للاخوة في بغداد."

وفي أحد فقراتها التي لم يذكرها البيان الامريكي تحث الوثيقة التنظيم على الاستعداد للسيطرة على أراض ربما في حال اندلاع حرب أهلية شاملة.

ويقول كاتب الوثيقة حسب الترجمة الامريكية "السياسة التي يتبعها الاخوة في بغداد هي سياسة موجهة اعلاميا ولا تحتوي على خطة شاملة وواضحة للسيطرة على منطقة أو على مركز للعدو.

"هذا التوجه له تأثيرات ايجابية كبيرة.. غير أن الانشغال به وحده يؤخر عمليات أكثر أهمية مثل السيطرة على بعض المناطق وحمايتها والسعي للسلطة في بغداد (مثلا.. السيطرة على جامعة أو مستشفى أو موقع ديني تابع للسنة)."

هذا وقال الجيش الامريكي انه قريب من اعتقال أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق بعد اكتشاف وثائق ونسخة غير محررة من شريط مصور نشر الاسبوع الماضي.

وقال الميجر جنرال ريك لينش المتحدث باسم الجيش الامريكي خلال مؤتمر صحفي ان الزرقاوي يوجه جميع موارده نحو شن هجمات في بغداد وأن من المحتمل أنه في مكان ما قريب من العاصمة.

وأضاف "نعتقد أن الامر مسألة وقت فقط أمام تدمير الزرقاوي. الامر ليس مسألة ما اذا كنا سنفعل.. انما الامر هو متى."

واضاف "انه مستعد لسحب أتباعه من خارج محيط بغداد الى بغداد لشن العمليات داخلها وهو ما يقودنا الى الاعتقاد بأن موقعه الشخصي يحتمل أن يكون قريبا من مكان ما من تلك العمليات. الزرقاوي يركز اهتمامه على بغداد.. ونحن نركز اهتمامنا على الزرقاوي."

وخلال بيانه الصحفي الاسبوعي لوسائل الاعلام عرض لينش لقطات مصورة قصيرة مما قال انه الشريط المصور غير المحرر الذي يظهر الزرقاوي مرتديا حذاء عدو من ماركة نيو بالانس ويحاول التعامل مع البندقية الالية التي ظهر وهو يطلق النار منها في النسخة التي بثت على شبكة الانترنت وعرضت على شاشات التلفزيون.

ويبدو أن لقطة أخرى تظهر مساعديه بينما كانوا ينزعون فوهة البندقية الساخنة ويتحسسونها بعد انتهائه من اطلاق النار.

واستمرت كل لقطة ثوان قليلة ولم يتطرق لينش الى عدد اللقطات المتبقية.

وقال "لذلك فما شاهدتموه على الانترنت كان ما أراده هو للعالم أن يراه.. انظروا الي. انني زعيم قوي لمنظمة قوية واننا بالفعل نعلن حربا على الديمقراطية في العراق."

وأضاف "ما لم يطلعكم عليه هو اللقطات التي عرضتها عليكم.. يرتدي حذاء خفيفا من ماركة نيو بالانس مع زيه العسكري.. ومحاطا بمؤيدين مؤهلين مفترضين يقومون بنزع الفوهة الساخنة من بندقية انتهت لتوها من اطلاق النار... زعيم محارب.. الزرقاوي.. الذي لا يدري كيف يدير نظام أسلحته.

"ذلك يجعلكم تندهشون."

واضاف ان الزرقاوي يركز استراتيجيته الان على بغداد لمنع تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ويحاول رئيس الوزراء العراقي المكلف نوري المالكي حاليا تشكيل حكومة تضم الشيعة والسنة والاكراد وهي الخطوة التي ينظر اليها على نطاق واسع على أنها حيوية لوقف العمليات المسلحة التي يقودها الزرقاوي بجانب العنف الطائفي الاخذ في التصاعد.

وقال لينش "الزرقاوي هو الشخص الذي لديه أكثر ما يمكن أن يخسره بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

"ابلغته قيادته بأن الديمقراطية تعني الفشل للزرقاوي والقاعدة في العراق."

غير أن أحدهم سأل لينتش حول كيف يمكن أن يكون الزرقاوي "العقل المدبر للإرهاب"، إذا لم يكن يعرف كيف يتعامل مع قطعة سلاح.

ورد لينتش قائلاً "كان من الأحرى أن تسأل هذا السؤال لأتباعه"، مشيراً إلى أنهم هم من نصبوه زعيماً عليهم.

وأوضح لينتش أن الصور التي عرضها تشير إلى أن الزرقاوي "كان يواجه مشكلة في سلاحه" وكيفية التعامل معه وكيفية حصوله على مساعدين أذكياء وأقوياء.

واختتم لينتش قائلاً "أما لماذا نصِّب قائداً عليهم.. فلا أدري."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10/ايار/2006 -11/ربيع الثاني/1427