مناطق الاهوار في العراق مقبلة على نقلة اقتصادية وعصر ذهبي

توقع متخصصون في مجال البيئة والموارد المائية والنفط والسياحة إن تشهد مناطق الاهوار مستقبلا زاهرا إذا ما توفرت الإمكانيات والخبرات اللازمة وجندت الوسائل المساعدة في إعادة تأهيلها.

وقالوا في أحاديث للوكالة الوطنية العراقية للأنباء/نينا/:"إن نقلة اقتصادية كبيرة ستحدث في إطار تنشيط اقتصادات العراق على المدى القريب، فمناطق الاهوار غنية جدا بالثروات السمكية والحيوانية والنفطية".

وقال رئيس المهندسين علي معارج البهادلي مدير هيئة حقول نفط ميسان:"إن تدفق المياه في الأنهر وفروعها المؤدية إلى المسطحات المائية سيجعلها محيطا بيئيا مناسبا يسهم بنحو فاعل ورئيس في عملية تبريد آبار النفط والمكامن النفطية التي لم يستثمر اغلبها بعد، بدلا من تعرضها إلى عوامل التبخر والضياعات، إذ تطفو محافظة ميسان على اتساعها على بحيرة نفطية شاسعة تمتد على نحو غير محدد تتوزع ضمن مناطق الاهوار ومدن الشريط الحدودي للمحافظة واغلبها غير مستكشف لحد الآن".

وأضاف:"إن مناطق الاهوار تعد احتياطيا إضافيا للنفط حسب الخارطة النفطية المثبتة لدينا التي تشير إلى مواقع عدد كبير من المكامن النفطية غير المستثمرة، ولعل أبرزها مكمن صحين النفطي الذي يقع بمحاذاة اهوار الحويزة، إلا أن هناك خططا مستقبلية لاستثماره في حالة توفير المعدات ومواد الحفر الخاصة، أويتم إبرام اتفاقيات مع بعض الشركات الوطنية والأجنبية لاستثماره".

 وقال المهندس جمعة شرهان مدير محطة البحوث الزراعية في ميسان:"إن مدن الاهوار تزخر بثروات متعددة كالثروة الحيوانية من الأبقار والجاموس والأغنام التي تتخذ من مناطق الاهوار وسطا بيئيا غنيا ومناسبا لتنميتها وكذلك الثروة السمكية التي تعد الغذاء الرئيس في المائدة العراقية وخاصة في الجنوب لما تمتاز به من توفر مواد بروتينية مهمة".

 وأضاف:"على صعيد الزراعة في الاهوار فان حقول مزارع شلب العنبر الذي تشتهر بها تلك المناطق تعد الممول الرئيس الذي كان يغطي حاجة القطر من حبوب الرز من دون الحاجة إلى استيرادها من خارج العراق، فضلا عن مورد الطيور المائية التي تهاجر سنويا من موطنها الأصلي في المناطق القطبية من شمال روسيا ولاسيما في فصل الشتاء الذي يمثل بيئة دافئة ومناسبة لتلك الطيور الأمر الذي جعل عملية اصطياد تلك الطيور تجارة رائجة ومربحة لصيادي مدن الاهوار".

 وقال المؤرخ جبار عبد الله الجويبراوي:"إن موضوع السياحة على اتساع مرافقها تجعلنا على درجة كبيرة من الاهتمام والتطلع لضرورة تنمية وتطوير تلك المواقع الأثرية وإعادة الاعتناء بها من اجل أن تكون مصدر استثمار يدعم اقتصاد العراق الوطني من خلال الوفود والسفريات التي كان بلدنا يشهدها من جميع أقطار العالم للاطلاع على المعالم الحضارية التي يزخر بها عراقنا الحبيب وأرضه المقدسة التي شهدت ولادة أولى الحضارات الإنسانية في بلاد سومر وآشور وكونها ارض القداسة والطهر ومهبط الأنبياء والرسل العظام وولادة القيم والشرائع الأولى". وأضاف:"إن دراسة وافية ودقيقة عن أهمية تأهيل تلك المرافق السياحية والنهوض بها بات أمرا غاية في الضرورة والأهمية خاصة وان عراقنا على أعتاب مرحلة بناء ديمقراطي جديد، فالضرورة تدعونا الآن أكثر من أي وقت مضى إلى أهمية تفعيل النشاط السياحي."

ومن المعروف إن مناطق الاهوار كانت قد تعرضت خلال السنوات الماضية إلى عمليات تجفيف واسعة بنسبة 90 بالمائة مما شكل عبئا ثقيلا جدا على البيئة كما تعرضت الثروتان السمكية والحيوانية إلى الهلاك وتعرض إنسان تلك المناطق إلى حالات التشريد والقمع والقتل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد  7/ايار/2006 -8/ربيع الثاني/1427