قال وزير الاوقاف المصري محمود حمدي زقزوق يوم الاربعاء ان الحكومة
ستستأنف حكما صدر في الشهر الماضي لمصلحة البهائيين وهم أقلية صغيرة في
البلاد.
وأضاف الوزير أمام مجلس الشعب أحد مجلسي البرلمان أن الحكومة ستستند
في دعوى الاستئناف الى رأي شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي الذي قال ان
البهائية ليست "ديانة سماوية" يعترف بها المسلمون.
وقال زقزوق ذلك خلال مناقشة في المجلس لطلبات تقدم بها عدد من
النواب الذين يعارضون الحكم القضائي للاستفسار عن السبب في أن الحكومة
لم تستأنفه رغم صدوره في الرابع من أبريل نيسان.
وصدر الحكم من محكمة القضاء الادا ري بالاسكندرية في دعوى أقامها
زوجان طلبا اثبات البهائية تحت بند الديانة في بطاقات الهوية لافراد
أسرتهما.
وكانت جمعيات أهلية رحبت بالحكم باعتباره انتصارا لحرية العقيدة
التي يكفلها الدستور من الناحية النظرية لكن الحكومة تفرض عليها قيودا
في الواقع العملي.
وخلال المناقشة هاجم أعضاء في مجلس الشعب البهائيين ووصفوهم بأنهم
ضالون ومتطرفون مشيرين الى أن مقرهم الدولي موجود في مدينة حيفا
باسرائيل.
وقال جمال عقل عضو المجلس عن جماعة الاخوان المسلمين ان البهائيين
كفرة ويجب قتلهم قائلا انهم بدلوا دينهم.
وقال النائب عن الاخوان مصطفى عوض الله "مشكلة البهائيين أنهم
يحركون بأصابع صهيونية ونرجو من وزارة الداخلية ألا تخضع للابتزاز
الرخيص من الفئة الضالة المسماة بالبهائية."
وتصدر وزارة الداخلية بطاقات الهوية وشهادات الميلاد والوفاة.
وفي المقابل قالت زينب رضوان وكيلة المجلس وهي عضو عن الحزب الوطني
الديمقراطي الحاكم انها تؤيد اثبات البهائية كديانة في بطاقات الهوية.
وقالت "الفكر البهائي فكر منحرف متطرف ولكن المصلحة العامة تقتضي أن
يتم تسجيل البهائيين في الشهادات والبطاقات لان أسماءهم متشابهة مع
أسماء المسلمين."
وأضافت "من المصلحة أن يكونوا معروفين وليسوا مجهولين حتى لا ينجحوا
في التسلل الى صفوف المجتمع وينشروا فكرهم المتطرف والمنحرف."
ويضمن الدستور المصري الحرية الدينية لكن المسؤولين يرفضون الاعتراف
بديانات غير الاسلام والمسيحية واليهودية وهي الديانات التي يرى مسلمون
كثيرون أنها الديانات السماوية الوحيدة.
وتأسست البهائية في ايران منذ 150 عاما ويقول البهائيون ان عددهم
خمسة ملايين في 191 دولة.
وكان البهائيون في مصر الذين يقدر عددهم بألفي نسمة موضوع خلاف طوال
سنوات بين السلطات وجماعات حقوق الانسان.
وحذرت لجنة حكومية أمريكية يوم الاربعاء من تزايد الاضطهاد الديني
ضد البهائيين في ايران ومصر حيث قالت لجنة الحريات الدينية الدولية في
تقريرها السنوي الى الكونجرس أن سجل ايران تدهور خلال العام الماضي
مشيرا الى معاملة ايران للبهائيين واليهود.
وفي مصر قال التقرير ان "التمييز والتعصب وغيرهما من انتهاكات حقوق
الانسان تؤثر على طيف واسع من المجموعات الدينية" ومن بينها المسيحيون
الاقباط والبهائيون واليهود وطوائف مسلمة تشكل اقليات. |