اليوم العالمي للصحافة: كيف يتذكر صحفيو العراق مواقف زملاءهم الشهداء؟

كيف يتمكن صحفيو العراق أن يحتفلوا باليوم العالمي لحرية الصحافة؟

 وهل يمكن لكلمة حرية أن تعيش وسط مظاهر الموت والقتل والدمار؟ وهل سيظل صحفيو العراق يمارسون مهنتهم رغم ما يتعرضون له يوميا من انتهاكات.؟

هذه الاسئلة وغيرها رددها مجموعة من الصحفيين العراقيين في مدينة الموصل في احتفال اقاموه الثلاثاء الماضي في مقر إحدى الصحف المحلية بالمحافظة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. وتذكر صحفيو واعلاميو الموصل 109 من الاعلاميبن والصحفيين ممن قضوا خلال السنوات الثلاث الماضية وهي عمر الاحتلال الامريكي للعراق، وتوزعت اسباب رحيلهم ما بين نيران القوات الامريكية والجماعات المسلحة والموت العشوائي.

 وكان اخر تقرير لمرصد الحريات الصحفية بالعراق التابع للمنظمة العربية لحرية الصحافة ومقرها القاهرة ، أوضح أن هناك مجموعة أسباب وراء مقتل الصحفيين في العراق، حيث قتل (69) صحفيا على ايدي مسلحيين مجهولين أو ميلشيات، ولقى (21) صحفيا حتفهم اثناء تواجدهم في أماكن حدثت فيها انفجارات نفذها مجهولون، فيما قتل (17) صحفيا بنيران القوات الامريكية فيما قتل صحفيان بنيران القوات العراقية. ومع ارتفاع عدد الصحفيين الذين قتلوا فى العراق، برز تساؤل جوهرى بين الصحفيين خلال الاحتفال مفادة "من منكم سيترك الصحافة نتيجة الاستهداف المتعمد لهذه المهنة؟." وكانت الاجابات بالاجماع تؤكد تمسكهم بالمهنة والدفاع عن حرية الكلمة لحين انفراج الازمة.

وقال الاعلامي عدنان الطائي لـ (أصوات العراق) "إن حزننا على فقدان زميل او زميلة لايعادله حزن، ولكن علينا أن نواسي بعضنا وأن نكمل المسيرة الاعلامية لمدينة الموصل كي لاتهمش اعلاميا." بينما قال الصحفى قاسم امين "سابقا كانت تسمى الصحافة مهنة المتاعب ولكن الان اصبحنا نسميها مهنة انتهاك الحقوق ومهنة الغاء الدور الانساني والاعراف والمحرمات، مهنة من يخرج صباحا ولايدري أيرجع محمولا من ثلاجة الطب العدلي أم يرجع متفحما." والقى الصحفي ثائر ايوب الذي يعمل مصورا في قناة فضائية باللوم على المسؤولين في العراق على بشاعة ما يتعرض له الصحفيون العراقيون .. ويتساءل "أين المسؤولين في العراق من الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون، ومن يتحمل مسؤولية ضحايا القلم في حضرة السلطة الرابعة؟."

وتابع "بالتأكيد لن نترك هذه المهنة." واستذكر الاعلامي عادل رشيد الذي يعمل مذيعا في قناة العراقية بمكتب نينوى زميلته رائدة الوزان التي ذبحت بعد أن خطفت من قبل جماعة مجهولة، وكذلك المهندسة أحلام التي قتلت وزوجها وابنها الصغير لانها كانت تعمل في قسم الأخبار.

بينما مسحت الاعلامية زينة خالد دمعة ترقرقت من عينيها وهي تستذكر ضحكات ودردشات زملائها ضحايا المهنة، وقالت "الصحفي العراقي مستهدف من كل الاطراف المتنازعة دون استثناء، وحقوق الصحفى تنتهك يوميا، دون ادنى اعتبار للدور المهني والانساني الذي يقوم به." وتابعت "يواجه الصحفيون الان انتقاما ممن يضيقون ذرعا بنشر الحقيقة التي لاتخدم مصالحهم.. نسأل الله ان يتغمد الجميع برحمته."

 وتساءل الصحفي همام نادر وهو يقلب أوراقا فيها اسماء للصحفيين المقتولين "اين ادعاءات الحرية والحرص على احترام الصحافة والصحفيين."

وانفض تجمع صحفيي الموصل بعد أن استذكروا زملاءهم من الشهداء في يوم الصحافة العالمي وتعاهدوا على الاستمرار بعملهم في مهنة تسمى مهنة البحث عن الحقيقة لحين انقشاع الغيوم عن سماء بلدهم.

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 4/ايار/2006 -5/ربيع الثاني/1427