البيت الأبيض يرفض تقسيم العراق والجيش الامريكي يضع كل الثقة في الجيش العراقي الجديد

رفض البيت الابيض اقتراحا تقدم به يوم الاثنين عضو بارز بالحزب الديمقراطي ويقضي بضرورة تقسيم العراق الى ثلاث مناطق تتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق مع إنشاء حكومة مركزية في بغداد لها سلطات أقل لمنع انزلاق البلاد نحو التفتيت.

وقال السناتور جوزيف بايدن العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي ان جهود ادارة بوش لإقامة حكومة مركزية قوية في بغداد محكوم عليها بالفشل بسبب التناحر الطائفي والعرقي الذي قاد الى أعمال عنف واسعة الانتشار.

وفي مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز قال بايدن ان هناك حلا يتمثل في اعطاء مزيد من الحكم الذاتي الى ثلاث مناطق للاكراد والسنة والشيعة مع انشاء حكومة مركزية في بغداد لها سلطات أقل.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان ان الادارة الامريكية لاتزال ملتزمة بعراق موحد.

وقال "انشاء حكومة داخلية لها قوات امن اقليمية مع حكومة مركزية بسلطات محدودة مثلما تشير هو شيء لم يقترحه اي زعيم عراقي ولم يؤيده الشعب العراقي."

ويواجه الرئيس بوش حاليا انخفاضا غير مسبوق في شعبيته منذ توليه الرئاسة ويعود ذلك في جانب منه الى حرب العراق التي تتزايد معارضة الشعب لها.

ورغم ان الديمقراطيين ليس لديهم موقف موحد بشأن كيفية التعامل في موضوع العراق لكنهم يأملون في الاستفادة من ذلك اثناء انتخابات الكونجرس المقررة في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال بايدن انه يبدو واضحا على نحو متزايد أن الرئيس بوش ليست لديه استراتيجية للنصر في العراق بل انه يأمل في تجنب الهزيمة حتى يتمكن من تمرير المشكلة لخليفته.

وطالب ايضا بسحب معظم القوات الامريكية من العراق بحلول عام 2008 قرب نهاية فترة بوش الرئاسية.

وشارك في كتابة المقال ليزلي جيلب الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية.

وجاء توقيت نشر الاقتراح في ذكرى مرور ثلاث سنوات على القاء بوش خطابه الذي اعلن فيه انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق بعد مرور ستة اسابيع من الغزو الذي قادته واشنطن.

وكان الرئس بوش قد اعلن وهو يقف على سطح حاملة الطائرات ابراهام لنكولن وقد علقت خلفه لافتة كتب عليه "مهمة انجزت". ووجه منتقدون لطريقة معالجة بوش للحرب سهامهم لهذه اللحظة معددين ثغرات تمثلت في العنف المتواصل في العراق وعدم وجود جدول زمني لسحب القوات الامريكية وارتفاع حصيلة القتلى من الجنود الامريكيين التي بلغت حتى الان 2400.

وقال السناتور الديمقراطي فرانك لوتينبيرج "المهمة لم تتحقق انذاك ولم تتحقق الان."

وقال "ارجع للخلف وانظر تجد عملية العلاقات العامة المثيرة للرئيس على حاملة الطائرات تجسد رمزا مخجلا يدل على سذاجة الادارة واسلوبها غير الملائم للتعامل في العراق."

وقال مكليلان ان الديمقراطيين يحاولون "تشتيت الانتباه بعيدا عن التقدم الفعلي الذي يتحقق حاليا."

"للأسف ان هؤلاء الديمقراطيين يرفضون الاعتراف بأن حكومة وحدة جديدة قد تشكلت هناك للتو الأمر الذي يضع حقا الاساس لتحقيق المزيد من التقدم."

وبعث بوش بوزير دفاعه دونالد رامسفيلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس الى بغداد الاسبوع الماضي لإظهار التأييد لرئيس الوزراء الذي تم تعيينه حديثا بعد اشهر من الجمود السياسي.

وقال بوش بعد ان اجتمع مع رايس ورامسفيلد يوم الاثنين "نحن نعتقد ان هذه نقطة تحول بالنسبة للمواطنين العراقيين وهو فصل جديد في علاقتنا."

وقال "هذه الحكومة الجديدة سوف تمثل بداية جديدة بالنسبة للشعب العراقي. انها حكومة تتفهم انهم في مواجهة تحديات خطيرة."

ودافع البيت الابيض ايضا عن التخطيط للحرب في مواجهة المنتقدين بمن فيهم وزير الخارجية السابق كولن باول الذي قال هذا الاسبوع انه

طرح فكرة أن ترسل الولايات المتحدة المزيد من الجنود الى العراق للتعامل مع تداعيات الحرب.

وقال مكليلان "كان هناك الكثير من النصائح التي قدمت وهو (بوش) رحب بتلك النصيحة."

"وقد ذهب هنا وهناك للتأكد من ان القادة لديهم كل شيء يحتاجونه وقد وافقوا على الخطة التي وضعها الجنرال (تومي) فرانكس."

واشار الناطق باسم البيت الابيض الى ان الدستور الذي اعتمده العراقيون عام 2005 يتمتع ب"المرونة" في ما يتعلق بتقاسم السلطات.

وعبر بوش عن ثقته بمستقبل العراق معتبرا ان تشكيل حكومة اتحاد وطني في هذا البلد سيشكل "منعطفا" على الطريق نحو بناء بلاد حرة وآمنة.

وقبل ثلاث سنوات بالتحديد اعلن بوش انتهاء "العمليات الحربية الرئيسية" ضد صدام حسين امام راية كتب عليها "المهمة انجزت" وهو ما ثبت عدم صحته مع استمرار اعمال العنف وبقاء اكثر من 130 الف جندي اميركي في العراق.

وافاد استطلاع نشرته شبكة سي ان ان ان 9% من الاميركيين فقط يعتبرون ان المهمة انجزت بالفعل في حين يرى 40% انها ستنجز يوما ولا يرى 44 بالمئة انها ستنجز على الاطلاق.

واضاف بوش "الا ان تشكيل حكومة عراقية جديدة يمثل فرصة استراتيجية لاميركا والعالم اجمع (...) نعتقد انه سيكون منعطفا للمواطنين العراقيين وفصلا جديدا في شراكتنا".

وشدد على هذه "الشراكة الجديدة" التي اقامها حسب قوله رامسفلد ورايس مع رئيس الحكومة المكلف نوري المالكي والقادة العراقيين الجدد.

وتدعو خطة بيدن-جيلب ايضا الى الاعلان عن انسحاب تدريجي للقوات الاميركية ينتهي في 2008 (باستثناء ابقاء وحدة صغيرة).

من جهته اعلن الجيش الامريكي يوم الاثنين انه يضع كل الثقة في الجيش العراقي الجديد الذي يتولى تدريبه وذلك في اعقاب الواقعة التي شهدت انضمام مئات المجندين العرب السنة الى احتجاج بلغ حد العصيان خلال عرض عسكري بمناسبة تخرجهم.

وبعد مرور ثلاث سنوات على اليوم الذي اعلن فيه الرئيس الامريكي جورج بوش "انجاز مهمة" الولايات المتحدة في الحملة القصيرة التي قامت بها للغزو والاطاحة بصدام حسين لا تزال واشنطن تحتفظ بنحو 133 الف جندي في العراق يقتل منهم أفراد كل يوم.

ويقول قادة امريكيون ان مفتاح عودة الجنود الامريكيين الى ديارهم يكمن في تدريب عراقيين على تولي مهمة قتال المسلحين والحفاظ على النظام..عراقيون مثل المجندين الشبان الذين افسدوا عرض التخرج يوم الاحد بعد ان خلع بعضهم السترات العسكرية والقوا بها ورفضوا تنفيذ اوامر الانتشار. ويبلغ عدد هؤلاء الجنود 978 جنديا ومن محافظة الانبار السنية المضطربة.

ووصف متحدث باسم القيادة الامريكية في بغداد التي تشرف على برنامج يدرب اكثر من 200 الف جندي عراقي الحادث بانه فردي وقال انه لا يمكن للمجندين الجدد عصيان الاوامر.

وقال الليفتنانت كولونيل مايكل نيجارد عن شكوى المجندين من انهم وعائلاتهم قد يتعرضون للخطر اذا انتشروا خارج بلداتهم "من المهم ان يكون لديهم الاستعداد والقدرة على الانتشار في سائر ارجاء البلاد."

واضاف "سيوجهون التحيه بسرعة وينصرفون."

ولم يتضح ما اذا كان ايا من المجندين غير المسلحين قد تعرض للعقاب بعد الاحتجاج الذي انتهى سلميا.

وتقول القوات الامريكية انها تحرص على زيادة التجنيد بين الاقلية السنية لتوسيع الخليط الطائفي والعرقي للجيش وكسب قبول اكبر له في اماكن مثل الانبار معقل المسلحين السنة.

والقوات الامريكية التي تدرب عراقيين لتولي المسؤولية بدلا منها حريصة على ضم السنة للجيش لضمان التوازن الطائفي وللمساعدة في جذب مزيد من السنة الى العملية السياسية التي تقودها الولايات المتحدة.

ويعتبر وجود قوات أمنية مختلطة أمر مهم في اخماد نزاع طائفي متزايد.

وقال نيجارد "يتعين على الجيش أن يعكس التنوع الديني والثقافي في البلاد. وأعتقد أنه يعكس ذلك."

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 3/ايار/2006 -4/ربيع الثاني/1427