ذكرت دراسة استطلاعية ان معظم الاسر الكويتية تعامل المراهق معاملة
موضوعية وتقوم بتشجيعه ولا تتدخل كثيرا فى شوءونه الخاصة انما تقوم
بمساعدته فى ايجاد الحلول المناسبة للتحديات التى قد تعترضه.
وبينت دراسة اعدها مدير ادارة الخدمة الاجتماعية الصحية فى وزارة
الصحة الدكتور صالح ليرى بعنوان (العلاقة بين الاسرة وتصرفات المراهقين
...دراسة استطلاعية على عينة من الاسر الكويتية) ان العلاقة الحسنة
والمتزنة بين الاسرة والمراهق مع الاحترام المتبادل بينهما تدفعه الى
تصرفات اجتماعية مقبولة وتبعده عن المشكلات والعنف الاسرى كما تدعم
ثقته بنفسه وتكسب الاسرة نوعا من المقدرة على تنظيم شوءونها.
وقال الدكتور ليري فى لقاء مع وكالة (كونا) ان المراهق يريد الحرية
والتوجيه معا حيث يود لو عومل كما يعامل الكبار وليس كما يعامل الاطفال
ويود الاحتفاظ بعلاقة وثيقة مع اسرته وهو امر طبيعى فى هذه الفترة التى
ينتقل فيها المراهق من مرحلة الطفولة الى مرحلة الرجولة او الانوثة
مضيفا انه من الممكن ان يجتاز هذه الفترة بنجاح اذا سمح له بقدر من
الحرية والاستقلال وبشىء من التاييد والمساعدة اذا ما احتاج اليهما.
واوضح ان الدراسة التى اجراها على عينة حجمها 292 اسرة كويتية تمثل
جميع محافظات دولة الكويت ان 50 بالمئة من افراد العينة تتبع اسلوب
الحوار والنقاش والاقناع فى تعاملها مع المراهق بينما تلجا نسبة 17
بالمئة الى اعطاء تعليمات محددة مع ثقتها بالمراهق وتتعامل 6ر22 بالمئة
من افراد العينة مع المراهق بنوع من الصبر فى حين تستعمل نسبة قليلة
اسلوب الثواب والعقاب فى تعاملها مع المراهق وهى لا تتجاوز 3ر10 بالمئة
من حجم العينة. واضاف ان الادبيات الخاصة بالعلاقة بين المراهق والاسرة
تشير الى ان الاسرة يجب ان تكون على اطلاع وعلم بالمكان الذى يقضى فيه
ابناوءهم المراهقون وقت فراغهم وان يكونوا على معرفة بزملائهم الا انه
يجب ان تقتصر تحرياتهم ونقدهم على المسائل المهمة تاركين المسائل
البسيطة كلما امكن ذلك بين ايدي المراهق لاعطائه فرصة لممارسة نشاطاته
الخاصة واعتماد الحوار والنقاش المنطقي معه ممزوجا بالثقة.
واشار الدكتور ليري الى ان المراهق يرغب فى ان يكتشف ذاته الخاصة به
المتميزة عن اسرته فاذا كان الوالدان يريدان ان يسعيا دائما الى التحكم
فى نشاطه او يبغيا ان يمتعا نفسيهما بمشاركته العمل رغما عنه فانهما
يحطمان جهوده التى يبذلها في سبيل اكتشاف نفسه.
واضاف ان 55 بالمئة من العينة تعطى المراهق حرية التصرف فى شوءونه
وتشجعه على الاستقلالية والاعتماد على النفس بينما 45 بالمئة توءكد
وقوفها ضد اعطاءه حرية التصرف وانه يجب مراقبته والحد من حريته في
اتخاذ القرارات.
وذكر ليرى ان النسبة التى اعطت حرية التصرف للمراهق كان رايها نابع
من ان ذلك سينمي شخصيته وتعطيه الحرية والامان وتدعم من قدرته على
الاعتماد على النفس لذا فان الحرية تسهم فى نضوجه وتصرفاته بشكل اكثر
توازن.
وحول افضل الطرق لتنمية التعامل وحل المشكلات بين المراهق واخوته فى
المنزل قال ان نسبة كبيرة من العينة تفضل الاحترام والمحبة المتبادلة
بين الاخوة بنسبة 56 بالمئة وترى 16 بالمئة المساواة فى التعامل فى حين
تعمل 28 بالمئة من الاسر على تنمية روح التعاون بين الاخوة.
وبين ليرى ان نسبة كبيرة جدا من الاسر الكويتية تصل الى 95 بالمئة
تقوم على تشجيع هوايات ابنائها المراهقين وتنمية مهاراتهم مما يعكس ذلك
اهتمام هذه الاسر بتطوير ابنائها المراهقين ومساعدتهم والبعد بهم عن
اية مشكلات خارجية عن طريق تعميق ثقتهم بانفسهم من خلال المهارات
الداخلية والخارجية.
ولاحظ ان نسبة كبيرة من العائلات الكويتية تحاول حل مشكلاتها بعيدا
عن اعين المراهقين او فى وجودهم ولا تفضل مشاركتهم فى هذه المشكلات
رغبة منها في توفير الجو الملائم للمراهق حيث اعرب 61 بالمئة عن رغبتهم
في مناقشة المشكلات الاسرية بعيدا عن اعين المراهقين بينما يحل 22
بالمئة من الاسر مشكلاتهم في وجود المراهق و 16 بالمئة يعملون على
اشراك المراهق في النزاعات الاسرية.
واوضح الدكتور ليري ان نسبة كبيرة من الاسر الكويتية التى شملتها
الاستبانة تعمل على تنمية روح القيادة وتحمل المسوءولية واتخاذ
القرارات لدى المراهق حيث اشار 89 بالمئة من العينة الى انهم يشركون
المراهق فى تحمل المسوءولية وفى عملية التخطيط للمنزل واتخاذ القرارات
الموضوعية للمشكلات التى تواجههم بينما نسبة ضئيلة بلغت 9 بالمئة لا
تشرك المراهق فى عملية اتخاذ القرار وتحمل المسوءولية.
وافاد ان ما يقارب 93 بالمئة من حجم العينة ينتقدون المراهق فى بعض
تصرفاته سواء بشكل دائم او متقطع وهذا يوءكد حرص الاهل على مصلحة الابن
او البنت فى عمر المراهقة.
واضاف ان 50 بالمئة من العينة تثق بابنها المراهق دائما فى حين ان
37 بالمئة يثقون بهم احيانا ولا يثق 13 بالمئة بابنائهم المراهقين مما
يشير الى ان العائلات الكويتية تنتقد ابنائها وتثق بهم مما يدل على
اتجاه ايجابى بين المراهق والاسرة.
ويرى ليرى ان من اهم المشكلات التى يتعرض لها المراهق فى حياته
اليومية والتى تحول بينه وبين التكيف السليم هى علاقته بالراشدين وعلى
وجه الخصوص الاباء. واضاف ان المراهق يميل الى جانب الام اكثر من الاب
فى حل مشكلاته ذلك لانها تتعاطف مع التحديات والمشكلات التى يعانيها
مما يجعلها الملاذ الاول له حيث يميل 52 بالمئة من العينة الى جانب
الام فى حين يتجه 16 بالمئة الى الاب و32 بالمئة من المراهقين يتجهون
الى الاب والام معا للمساعدة فى حال ثقتهم بالطرفين.
وفى ختام حديثه قال ليرى ان معظم الاسر الكويتية تتفهم ما يعانى
المراهق منه فى المنزل وتحاول جاهدة للحيلولة دون تفاقم اية مشكلات قد
يواجهها فتتدخل بالتشجيع والدعم وتوفير الجو المناسب واعطاء قسط وافر
من الحرية له لمساعدته في بناء شخصية سليمة وقوية تخدم المجتمع الكويتى
وتعمل على تطويره وتقدمه. |