بقليل من المال يمكنك تشكيل فرقة شرطة عراقية خاصة بك

لن يكلفك الامر كثيرا كي تشكل فرقة اعدام خاصة بك في العراق. فالزي العسكري والاسلحة وحتى سيارات الشرطة متوفرة بسهولة لكل من يجيئون الى الاسواق في بغداد.

وفي مدينة يرتدي فيها رجال العصابات زي الشرطة ويقتلون عشرات الاشخاص ويسرقون عشرات الالاف من الدولارات فكل من معه مبلغ متواضع من المال بمقدوره انشاء فرقته المزيفة الخاصة به.

وفي سوق الباب الشرقي وهو ملاذ للمجرمين فان أي شخص بمقدوره أن يدخل واحدا من نحو 15 متجرا تبيع متعلقات الشرطة والجيش وأن يشتري زي القوات الخاصة التابعة للشرطة بمبلغ 35 ألف دينار (24 دولارا) أو أن يشتري زي الشرطة العادي لقاء 15 دولارا.

ويتم ذلك دون طرح أي أسئلة أو تحقق من بطاقات الهوية. وبدولارين يمكنك شراء أي شارة رتبة.

وقال طارق الذي يدير أحد هذه المتاجر "جاء شخص بالامس وأخذ 12 زيا كاملا للقوات الخاصة. وأخذ 15 زيا اخر للجيش وأقنعة بها ثقوب للرؤية."

وأضاف "لا يهمني من يأتي لشرائها.. ما دام يعطيني المال فأنا أعطيه المنتجات." وتابع ان أكثر المنتجات رواجا زي القوات الخاصة التابعة للشرطة.

وعلى الرغم من أن بعض الازياء الرسمية مثل قمصان الشرطة الزرقاء هي أزياء يسهل على أي خياط عملها فانه ليس من الواضح من أين يحصل طارق وغيره من التجار على الازياء التي فيها نقوش للتمويه.

وهناك العديد من السلع الاصغر مثل مؤشرات التصويب الخاصة بالاسلحة والاقنعة التي تخفي الوجوه والقيود.

وفي بلد مليء بالاسلحة فان كل أسرة تقريبا لديها على الاقل بندقية كلاشنيكوف (ايه كيه 47). فالاسلحة رخيصة ويسهل الحصول عليها.

ويشير ذلك الى المهمة الضخمة الملقاة على عاتق رئيس الوزراء المكلف جواد المالكي الذي يعكف على تشكيل حكومة للتعامل مع العنف واراقة الدماء والجريمة التي تحيق بالعراق بعد الحرب.

ومن بين المهام الحساسة التي يواجهها تنظيف وزارة الداخلية التي يهيمن عليها الشيعة والتي اتهمت بالتسامح مع فرق الاعدام التي تستهدف العرب السنة.

ويتهم السنة الحكومة التي يقودها الشيعة بالتسامح مع "فرق الاعدام" الشيعية على مدى العام الماضي. وهي تهمة تنفيها الادارة العراقية تماما.

ويطالب الكثيرون بحل الميليشيات العراقية وهو ما تعهد المالكي بجعله أولوية من خلال ضمها الى القوات المسلحة. ولكن السهولة التي يمكن بها الحصول على أسلحة وأزياء رسمية يمكن أن تشير الى مدى صعوبة القضاء عليها.

وفي العام الماضي على سبيل المثال أعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "جيش الطائفة المنصورة" المسؤولية عن هجوم في بغداد باستخدام العشرات من أزياء الشرطة والسيارات في الهجوم الذي قالت الجماعة انه استهدف العشرات من ضباط وزارة الداخلية.

واستخدمت العصابات الاجرامية أيضا زي قوات الامن العراقية في أعمال قتل أو خطف.

وقال اللواء مهدي الغراوي قائد وحدة القانون والنظام الخاصة التابعة لوزارة الداخلية ان المجرمين يستعملون هذه الازياء لتلطيخ صورة قوات الوزارة.

وأضاف ان الملابس التي تباع تجلب على الوزارة تهما غير حقيقية.

وأشار الى ان الوزارة قررت يوم الثلاثاء مداهمة المتاجر التي تبيع ملابس قوات الامن لان ذلك يجب أن يتوقف.

وتابع انه في غضون أسبوعين ستغير الشرطة والقوات الخاصة أزياءها الى شكل يصعب تقليده. وهذا تعهد لم ينفذ في الماضي.

وعلى بعد كيلومترات قليلة عن سوق الباب الشرقي وتحديدا في معارض النهضة فانه بالامكان شراء سيارات مماثلة لسيارات الشرطة أو القوات الخاصة التابعة لها مقابل 12 ألف دولار.

ومع بضع مئات اضافية من الدولارات يمكن شراء صفارات انذار وشعارات الشرطة في سوق قريب. وبالامكان بعدها التوجه الى سوق مريدي في حي فقير بمدينة الصدر للحصول على بطاقات هوية.

وسيبيعك أبو محمد الذي يعمل بالاساس بائعا للسيارات أي شيء تريده بما في ذلك سيارات مضادة للرصاص تصل قيمتها الى 340 ألف دولار.

ويقول أبو محمد أن "هناك احتمالا ان يشتري بعض الناس هذه السيارات بغرض شن أعمال عنف ولكن ليس بمقدورنا أن نتحرى وراءهم.. مهنتنا هي بيع السيارات وكسب المال.. يمكنني أن اتي لك بأي شيء تريده.. وحتى سيارة همفي أمريكية اذا كان السعر ملائما."

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 27/نيسان/2006 -28/ربيع الاول/1427