آراء متباينة في الشارع العراقي بشأن المالكي

تباينت الآراء في الشارع العراقي يوم الاحد بشأن جواد المالكي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة فوُصِف بأنه رجل قوي قادر على اتخاذ القرارات الصعبة وبأنه ذو توجهات طائفية مُثيرة للخلاف وبأنه شخصية مجهولة تعيش في عُزلة.

وتشير هذه الآراء الى العقبات التي سيواجهها المالكي وهو سياسي شيعي كلفه البرلمان يوم السبت برئاسة الحكومة الجديدة في عمله على بناء دولة موحدة.

وقال حيدر حمودي وهو بائع خضر في مدينة النجف الشيعية حيث يحظى المالكي بتأييد قوي متوقع "جواد المالكي أفضل اختيار لشغل منصب رئيس الوزراء لانه يوازن بين اللين والشدة."

ويبدي عبد الحفيظ وهو مصور في بلدة بعقوبة المختلطة طائفيا والتي شهدت كثيرا من الهجمات الطائفية على السنة والشيعة على السواء رأيا مختلفا في المالكي.

وقال عبد الحفيظ "انه لا يصلح. فهو طائفي حاقد أدلى بتعليقات حقود ضد العراق والعرب... جواد المالكي هو المسمار الاخير في نعش العراق."

وفي مدينة أربيل الكردية في المنطقة الجبلية بشمال العراق قال البعض انهم لم يسمعوا قط بالمالكي الذي تعهد بتوحيد الشيعة والعرب السنة والاكراد في العراق.

وقال سمير عبد الله (25 عاما) والذي يعمل في عدة أشغال "لا أعرف من هو جواد المالكي. الزمن كفيل بأن يبين من هو وهل هو كفوء أم لا لان جميع الساسة عندما يشغلون مناصب سياسية لا يحققون شيئا."

ولاقى تكليف المالكي ترحيبا من الولايات المتحدة الا ان العراقيين الذين فاض بهم الكيل من اراقة الدماء وسوء الخدمات يريدون حلولا سريعة من المحتمل ألا يستطيع المالكي تقديمها.

واستيقظت بغداد يوم الاحد على الصوت المألوف لهجوم صاروخي قالت وزارة الدفاع انه أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.

وعثرت الشرطة في حي ببغداد كان مسرحا في الاسبوع الماضي لاشتباكات طائفية مسلحة على جثث ستة شبان قيدت أياديهم وأرجلهم وأطلقت أعيرة نارية على رؤوسهم. ويعثر كل يوم في بغداد على جثث عليها آثار للتعذيب.

وقال عامر خليل وهو تركماني يملك متجرا كبيرا في مدينة كركوك المختلطة عرقيا والمتنازع عليها "المواطنون لا يعبأون بمن سيكون رئيس الوزراء القادم. كل ما يريدونه هو حكومة قادرة على معالجة الوضع الامني المتدهور ونقص الخدمات الأساسية."

ورحبت بعض الصحف الكثيرة التي صدرت منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين بالانفراج الذي وضع نهاية لشلل سياسي دام أربعة أشهر.

ووصفته صحيفة الصباح بأنه بداية عهد جديد ووصفته صحيفة المؤتمر بأنه يوم تاريخي.

ويتعين على المالكي الذي لم يقدم بعد خطة لحل أزمات العراق الكثيرة أن يتحرك بسرعة اذا كان راغبا في ألا يخيب أمل العراقيين الذين ينظر كثير منهم للساسة العراقيين على انهم رجال عادوا الى السلطة بعد سنوات في المنفى كي يعيشوا خلف أسوار أمريكية بمنأى عن التفجيرات.

وقال عماد قاضوم الذي يملك متجرا لبيع معدات التشييد "لا أظن أن رئيس الوزراء الجديد سيفعل الكثير لان الحكومة السابقة لم تفعل الكثير."

وتابع "نحن الذين نعاني من المخاطر الامنية. الحكومة تجلس خلف جدرانها الحصينة الآمنة."

جواد المالكي رئيس الوزراء العراقي المكلف يواجه اختبارا كبيرا

 

يبدو ان صورة المالكي كرجل صارم مناسبة جدا في بلد يقول كثيرون فيه انه لا يمكن ان يقودهم سوى رجل قوي .

ووسط اراقة الدماء زادت خيبة أمل العراقيين العاديين خلال شلل سياسي استمر أربعة اشهر حتى امس السبت وأدى الى اعاقة تشكيل حكومة جديدة.

وتفاقم ذلك ايضا بسبب وعود في انتخابات ديسمبر كانون الاول بالقيام بعمل سريع لمعالجة مشكلات العراق.

وقال المالكي للصحفيين انه سيسعى لتشكيل اسرة لا تستند لخلفيات طائفية او عرقية ساعيا للتخلص من صورته كسياسي شيعي متشدد وتقديم نفسه كرجل قادر على توحيد الشيعة والعرب السنة والاكراد.

ودعا المالكي الى دمج الميليشيات العراقية في القوات المسلحة. واضاف المالكي قائلا في أول كلمة له بعد تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة ان الاسلحة يجب ان تكون في أيدي الحكومة وان هناك قانونا يدعو الى دمج الميليشيات في القوات المسلحة.

ويواجه المالكي مهمة صعبة تتمثل في معالجة مشكلة عنف المسلحين وتخفيف حدة الصراع الطائفي ونزع سلاح الميليشيات وانقاذ الاقتصاد في بلد يقول كثيرون انه يقف على شفا حرب أهلية.

وسوف يكون تعيين مسؤولين يشغلون وزارات قوية من بينها الداخلية والدفاع والنفط اختبارا لقدرات المالكي كسياسي قادر على عقد صفقات.

وقالت واشنطن ان الفراغ السياسي الذي دام أربعة أشهر في العراق أذكى اراقة الدماء.

والمالكي قيادي متشدد بحزب الدعوة دفع من قبل باتجاه اعدام مسلحين سنة قتلوا عراقيين وتطهير الحكومة من أعضاء حزب البعث السابق الذي كان يتزعمه صدام حسين. وكان ينظر الى المالكي من قبل على نطاق واسع على أنه سياسي طائفي غير أن زعماء سياسيين من السنة قالوا ان يمكنهم التعامل معه.

ويعد دعم الزعماء السنة مهما حيث يستمد المسلحون الدعم من الاقلية السنية.

وقال حسين الفلوجي عضو جبهة التوافق العراقية الكتلة الرئيسية للعرب السنة انهم لاحظوا من تصريحاته السابقة ان لديه مواقف طائفية وأن من الخطأ القول بأنه ليست لديهم مخاوف بشأنه. غير أنه أضاف أنهم يطلبون منه استيعاب الدروس من الاحداث الماضية الاخيرة.

وقال ان المالكي يتمتع ببعض السمات الطيبة وأنه شدد خلال المفاوضات على مسودة الدستور العراقي على وحدة العراق وعلى الحاجة الى توزيع موارد العراق بشكل عادل.

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 25/نيسان/2006 -26/ربيع الاول/1427