توقيع صدام على وثائق تدينه باعدام 148 شيعيا في الدجيل

استمعت المحكمة التي تحاكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين يوم الاثنين الى تقرير ذكر أن التوقيعات التي تحملها وثائق تربط صدام وستة من المتهمين معه في قضية قتل 148 شيعيا في الثمانينات تضاهي توقيعات صدام الاصلية.

وكان الادعاء قد طالب المحكمة بتكليف فريق من الخبراء الجنائيين بفحص المستندات ومضاهاة توقيعات وخطوط المتهمين الذين يواجهون اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية بقتل 148 شيعيا في الدجيل عام 1982.

وجاء في التقرير الذي تلي خلال المحاكمة التي انعقدت في المنطقة الخضراء ببغداد "ان التواقيع والهوامش المحررة على المستندات تطابق تواقيع صدام حسين على المراسيم الجمهورية."

ورفض صدام وأخوه غير الشقيق برزان التكريتي اعطاء المحكمة نماذج خطية لكتاباتهما. ووقف برزان يوم الاثنين في المحكمة مرتديا جلبابا ابيض وغطاء رأس عربي باللونين الابيض والاسود ورفض ما ورد في التقرير.

واستشهد برزان بفيلم (الحق بي لو استطعت) بطولة النجم الامريكي ليوناردو دي كابريو الذي يجسد القصة الحقيقية لمحتال شاب سرق اكثر من 2.5 مليون دولار قائلا انه هذا مثال على مدى سهولة تزوير التوقيعات بما فيها توقيعه.

وقال برزان الذي كان يشغل فيما سبق منصب سفير العراق لدى الامم المتحدة في جنيف "اننا لم نسمع ولم نر هذه الوثائق من قبل... لقد عرض المدعي العام هذه الوثائق هنا فلماذا لم يواجهنا المحقق بها اثناء التحقيق ويعرض علينا النسخة الاصلية.. بينما تعرض هنا امام مئات الملايين من الناس الذين يراقبون هذه القاعة لاجل تشويه سمعتنا لا اكثر ولا اقل."

وخاطب برزان القاضي متسائلا "اليس من المفروض ان يواجه المتهم بالادلة اثناء التحقيق.. اليس هذا ما يقوله قانون العقوبات سيادة القاضي."

وتابع "سيدي القاضي انني اتحفظ على الادعاء على ان الوثائق والتواقيع حقيقية واتحفظ لاسباب موضوعية."

ومضى قائلا "انني يا سيادة القاضي خريج قانون واعرف من المعلومات المستقاة ومن مفردات الحياة وتجارها انه لا يعتد بها (الشهادة) الا اذا صاحب ذلك تأييد من قبل المتهم او من قبل شاهد يعتد بشهادته من حيث الاهلية والنزاهة."

وطلب محامو الدفاع مهلة 45 يوما لدراسة الادلة الجديدة قبل التعقيب. وأرجئت المحاكمة حتى 15 مايو ايار لاعطاء الدفاع فرصة لتقديم شهوده في الجلسة القادمة.

وكان 148 رجلا وشابا شيعيا قتلوا أو أعدموا اثر محاولة لاغتيال صدام في بلدة الدجيل عام 1982.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون عن هذا اليوم صدام مرتديا الزي العسكري ثم خرج من سيارته المدرعة وقام شخصيا باستجواب عراقيين بشأن محاولة الاغتيال.

وقد يواجه صدام والمتهمون السبعة معه في القضية أحكاما بالاعدام شنقا اذا ثبتت ادانتهم.

وقال صدام وبرزان انه ليس هناك جرم في عقد محاكمة للشيعة المذكورين لانهم كانوا متهمين بالشروع في قتل الرئيس السابق.

وجلس صدام يوم الاثنين في حلته الداكنة وقميصه الابيض في قفص الاتهام مع بقية المتهمين في هدوء غير معتاد بعد جلسات سابقة طالب فيها العراقيين بالثورة على الولايات المتحدة والاحتلال.

وترك صدام دفة الحديث لبرزان الذي رفض الادلة المقدمة من الادعاء بوصفها محاولة لتشويه سمعة المتهمين ومن بينهم طه ياسين رمضان النائب السابق للرئيس العراقي.

ويمكن أن يواجه صدام عما قريب محاكمة جديدة بتهمة الابادة الجماعية للاكراد في اواخر الثمانينات في حملة الانفال التي تقول السلطات الكردية ان نحو مئة ألف شخص لقوا حتفهم او اختفوا خلالها ودمرت قرى كثيرة.

ويأمل ممثلو الادعاء في صدور حكم سريع في قضية الدجيل لانها أبسط كثيرا من قضايا أخرى مثل القيام بابادة جماعية للاكراد واتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية خلال اخماد ثورات للشيعة.

ومع محاكمة الطاغية اجتاحت موجة من التفجيرات بغداد يوم الاثنين وأسفرت عن مقتل ثمانية على الاقل واصابة ما يقرب من 80.

وانفجرت سيارتان ملغومتان بالقرب من الجامعة المستنصرية مما أدى الى مقتل خمسة أشخاص على الاقل واصابة 25 اخرين. وقالت الشرطة ان انفجارا اخر وقع قرب وزارة الصحة بوسط العاصمة وأدى الى مقتل ثلاثة على الاقل واصابة 25. وأدت اربعة انفجارات اخرى في المدينة الى اصابة 27 اخرين على الاقل بجروح.

من جهته قدم دفاع المتهمين في قضية الدجيل ،يوم الإثنين ،إلى هيئة المحكمة الجنائية العليا أكثر من (60) اسما كشهود دفاع.. موضحا أن هناك شهودا آخرين سيتم تقديم أسمائهم "عندما تقتضي الضرورة ذلك."

ويحاكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من أعوانه أمام المحكمة الجنائية العليا بتهمة إرتكابهم جرائم ضد الإنسانية في بلدة ( الدجيل) شمال بغداد عام 1982.

وقرر رئيس المحكمة القاضي رؤوف رشيد تأجيل جلسلت المحاكمة إلى يوم ( 15 أيار مايو )

المقبل ، بناء على طلب تقدم به الدفاع لدرس مستند جديد عبارة عن قرص مدمج ( C D )

مسجل عليه محادثة هاتفية بين صدام حسين ونائبه السابق طه ياسين رمضان حول تجريف بساتين قرية الدجيل .

ولزم صدام حسين الصمت طيلة جلسة اليوم ،لكنه كان يبتسم بين فترة وأخرى.. ويتشاور

مع محامييه حول عدد شهود الدفاع .

وقال المحامي خليل الدليمي ،رئيس فريق الدفاع عن صدام حسين خلال جلسة المحكمة اليوم إن الدفاع "قدم أكثر من ( 60 ) اسما كشهود دفاع إلى هيئة المحكمة" ،مبينا أن تلك الأسماء "مختزلة من مجموع الأسماء التي تقدمت للإدلاء بشهادتها من العراقيين."

وأضاف الدليمي " نحن نؤكد أن الدفاع سيقدم أسماء أشخاص آخرين ،عندما تقتضي الضرورة ذلك."

من جانبه ،طلب القاضي رؤوف رشيد رئيس المحكمة أن توضع الإستمارات التي تضم أسماء شهود الدفاع في أظرف ،ويتم توقيعها وختمها.. ثم تسلم إلى هيئة الإدعاء العام لتقديمها للمحكمة فيما بعد ( وفقا للقانون ) .

ووضعت الإستمارات في ثمانية أظرف بواسطة معاوني المحكمة ،وتم ختمها وتوقيعها.. ثم سلمت إلى رئيس الإدعاء العام السيد جعفر الموسوي ،الذي قام بدوره بإرجاعها إلى هيئة المحكمة للإحتفاظ بها ،قائلا " أنا أتقدم بها إلي المحكمة الموقرة ، لغرض المحافظة على شهود الدفاع.. وإطلاع الجهة المكلفة بإحضارهم."

وأضاف الموسوي " الإدعاء العام لايرغب في الإطلاع على أسماء الشهود الآن.. لكني أرغب بأن يعرف كل شاهد عن اسمه وعمله والوظائف التي تدرج بها عند إحضارهم."

وطلب القاضي أن يتم تسليم الأظرف الثمانية ،التي تحتوي على أسماء الشهود ،إلى الجهة الأمنية المختصة في المحكمة.. لحين إنعقاد الجلسة القادمة .

من جهة أخرى ،شوهد الرئيبس السابق صدام حسين في جلسة اليوم وهو يتبادل إشارات التساؤل والهمس مع محاميه حول عدد أسماء شهود الدفاع ،فيما سمع صوت أحد المحامين وهو يهمس له قائلا " أكثر من 60 شخصا."

وبعدها قرر القاضي رؤوف رشيد رفع جلسة المحكمة إلى الخامس عشر من شهر أيار مايو

المقبل " لغرض إحضار الشهود.. والإستماع إلى أقوالهم."

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 25/نيسان/2006 -26/ربيع الاول/1427