كيف ينظر الصحفيون الأكراد إلى صحافتهم في الذكرى 108 لصدور اول صحيفة؟

إحتفل الصحفيون والاعلاميون الكرد في كردستان العراق يوم السبت بالذكرى (108) لصدور أول صحيفة كردية في القاهرة باسم (كردستان) لتكون الصحيفة الاولى في تاريخ الصحافة الكردية.

وبعد مرور أكثر من قرن على صدور هذه الصحيفة، هناك العديد من الاسئلة التى تطرح نفسها حول الدور الذى تمارسه الصحافة الكردية؟ وماهو رأى الصحفيين الاكراد فيها الآن؟ وهل تؤدى الدور المنوط بها .. أم هناك عقبات مازالت تقف أمام القيام بهذا الدور ؟ وما هو تأثير الصحافة العالمية والعربية عليها ؟ وأين تقف من هذه الصحافة ؟ وما هو الدور الذي تمارسه الصحافة الكردية الآن ؟ والى أي مدى ترضي طموح الصحفيين والاعلاميين الاكراد؟.

يقول الصحفي الكردي فاروق حجي مصطفى لـ(أصوات العراق) "الصحافة الكردية لحد الان ليست بالمستوى المطلوب، والمشهد الصحفي الكردي ليس بالمستوى المطلوب، ولم يذق الأكراد طعم الصحافة الحقيقية والحرة لحد الان، وما نجده اليوم من بوادر الخير لخلق الصحافة الحرة ما هو إلا ضرب من الضروب المستحيلة، لأنه ليس بوسع أصحاب الصحافة الأهلية فعل شيء في جو يسوده التبعية والحزبية."

فيما يرى الصحفي والكاتب جرجيس كولي زادة أن" الصحافة الكردية في كردستان العراق وخاصة في السنوات الاخيرة، اجتازت مراحل مهمة."

وقال" من الانصاف أن نقول أن الصحف والمطبوعات التي أخذت طريقها الى الساحة الصحفية فى الاقليم بعد الانتفاضة ولحد الآن، لا تقارن بأي حال من الأحوال مع الصحافة السائدة في المنطقة، خاصة منها العربية، لتمتعها بمساحة جيدة من الحرية."

ويعتقد الصحفي فاروق حجى ان "المشهد الصحفي الكردي سواء في الخارج أو في الداخل يحتاج إلى متسع من الوقت حتى يؤدي دوره."

ويقول "هناك نوعان من الصحافة، الالكترونية والورقية، وهما تفتقران إلى الشفافية، لذلك لا نرى أنهما تعكسان صورة الأكراد الحقيقية، فاغلب المواضيع والتقارير تنسج وفق منظومة معينة، وليس شرطا أن يجد المجتمع الكردي مصلحة فيها."

ويضيف "الحق يقال إن الصحافة الالكترونية خطت خطوات مهمة على مستوى التواصل، فاذا إستثنينا عدم التزامها لشروط النشر والحيادية التي نراها على صفحتها الأولى، فإنها رغم ذلك لعبت دورا مهما للتواصل الكردي في الداخل مع الخارج، وهي الآن أصبحت مصدراً للمعلومات لكل الأكراد، بخلاف الصحافة الورقية، خصوصاً الناطقة بالعربية في كردستان التي تفتقر إلى الكثير من مواصفات الصحف من حيث الإخراج والمؤهلات الصحفية والسبق الصحفي."

ويرى فاروق أنه "من العيب أن تكون قريبا من الأحداث و تأخذ الأخبار والتقارير الخبرية من الصحف العربية والأجنبية." وقال "إن هذا ما تفعله الصحف الكردية."

بينما يرى الصحفي جرجيس كولي ان السبب في بقاء الصحافة الكردية على هذا الحال هو" عدم ظهور صحف أهلية في اقليم كردستان."

 ويقول"إن السبب فى هذا الأمر يعود الى عدم دخول رأس المال الأهلي في نشاطات هذه الصناعة الإعلامية لإصدار صحف ومجلات متنوعة بالرغم أنه دخل في ملكية بعض المطابع الأهلية التجارية التي تتسم بالقدم، فيما عدا قلة قليلة أخذت على عاتقها استيراد مطابع حديثة لتستفيد من عروض الطباعية التي توفرها النشاطات الحكومية والحزبية في مجال المطبوعات و الإصدارات الإعلامية."

ويعتقد كولي زادة ان" الصحافة الكردية مازالت بحاجة الى الرعاية لتصبح سلطة مستقلة وتؤدي دورها على اكمل وجه" وقال" الصحافة الكردية بحاجة الى رعاية أكثر من سلطة الدولة من خلال تشريعات محكمة تصب في خانة استقلالية الإعلام لتكون سلطة مستقلة مهيئة لخدمة المصلحة العليا للاقليم وضرورة وجود جهة مستقلة تراقب عملية التوزيع من حيث الإعداد والجودة والتقييم الفني والمهني."

ويعتقد الصحفي فاروق حجى ان" وظيفة الصحافة هي انعكاس لحقبة تاريخية، فالصحافة هي المرجع الأساسي التوثيقي للحقبة التاريخية، لذلك فالمطلوب من الصحافة الكردية في هذه المرحلة الحيادية عند نقل المعلومات."

يذكر ان أول صحيفة كردية صدرت في عام 1898 في القاهرة باسم (كردستان) على أيدى الامير مدحت بدرخان ليضع اللبنات الاولى لتأسيس الصحافة الكردية، وصدر منها 31 عدداً.

شبكة النبأ المعلوماتية-الاثنين 24/نيسان/2006 -25/ربيع الاول/1427