الجعفري انسحب.. الجعفري لن يتنازل.. لغز مستمر مع استمرار الضغوط الامريكية

قال رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري الذي ساعد ترشيحه لتولي فترة ولاية ثانية في تعثر تشكيل حكومة جديدة يوم الخميس ان الائتلاف الشيعي الموحد يجب ان يقرر ما اذا كان يجب ان يستقيل للخروج من الطريق المسدود.

وخفف الجعفري الذي تجاهل نداءات من العرب السنة والاكراد وبعض الشيعة بأن يتنحى من موقفه قبل ساعات من الموعد المقرر لان يجتمع زعماء سياسيون في البرلمان في محاولة للخروج من الجمود الذي عرقل تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وألقى مسؤولون من الائتلاف الموحد مرة أخرى بشكوك حول العملية السياسية عندما طالبوا بتأجيل اجتماع البرلمان المقرر في الساعة الرابعة مساء (1200 بتوقيت جرينتش).

وتلا مسؤول بالائتلاف الشيعي الموحد بيانا ينقل عن الجعفري قوله إنه اختير من جانب الائتلاف وان الائتلاف هو الذي له أن يقرر ما إذا كان ينبغي أن يتنحى لكسر الجمود الذي يكتنف تشكيل حكومة جديدة.

وتنم هذه التصريحات عن تخفيف لموقف الجعفري الذي كان يرفض سحب ترشيحه لرئاسة الوزراء.

ونقل عن الجعفري قوله إن الائتلاف الموحد هو الذي اختاره وانه يعيد هذا الاختيار إليه ليفعل ما يراه مناسبا. ونسب البيان إلى الجعفري أن الائتلاف سيجد منه استعدادا للتعاون مع القرار الذي سيتخذه لحماية وتعزيز وحدة الائتلاف.

ولم يعرف على الفور ما إذا كان البرلمان سيجتمع بعد أن دعا اعضاء في الكتلة الشيعية تأجيل الجلسة.

والبرلمان الذي انعقد مرة واحدة فقط منذ انتخابه في ديسمبر كانون الاول تأجل بالفعل مرة في أقل من أسبوع لاعطاء الاحزاب مزيدا من الوقت لتسوية خلافاتهم.

وفي وقت سابق هدد نواب الائتلاف بمقاطعة الجلسة قائلين إنهم سيحضرون إذا اتفقت جميع الاحزاب سلفا على المناصب الرئيسية ومن بينها منصب رئيس البرلمان ومجلس الرئاسة.

ومن خلال القاء مصيره في أيد الائتلاف الموحد ينقل الجعفري القرار النهائي إلى زعيم الائتلاف عبد العزيز الحكيم.

ولزم الحكيم وهو زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الصمت عندما تنامت المعارضة للجعفري بما في ذلك من داخل الائتلاف.

وتغيير الجعفري يمكن أن يصيب الائتلاف بالانقسام.

وفاز الجعفري بترشيح الائتلاف الموحد بفضل تأييد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر.

وهذا نص الرسالة التي بعث بها الدكتور إبراهيم الجعفري إلى الإئتلاف العراقي الموحد ، يبلغه فيها إعادة وضع قضية ترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة تحت تصرف الإئتلاف والتي أذيعت عبر تلفزيون العراقية:

" أيها الأخوة الأكارم ، أيتها الأخوات الكريمات في الإئتلاف العراقي الموحد... أتقدم لكم بالشكر الجزيل والعرفان بالجميل على إختياركم لي مرشحا لرئاسة الوزراء عن ( الإئتلاف) ،

عبر الآلية التي تنظم عملنا في نظامنا الداخلي في التصويت والاختيار."

وتابعت الرسالة " إن الإئتلاف العراقي الموحد يمثل عندي قيمة عليا ،أحرص عليها.. وأعتقد أنه الممثل الحامي لمصالح الأمة التي اختارته ،وأنا على استعداد كامل للعمل بكل السبل.. وتقديم كل التضحيات لحمايته ، تحقيقا للمصلحة الإسلامية والوطنية العليا." وأضاف الجعفري في رسالته "في هذه المرحلة.. تعلمون مستجدات الظروف التي أثيرت بوجه الإئتلاف ،والقوى التي تقف خلف هذه المستجدات."

وزاد " لذا ،وأمام هذا المشهد ،أقول لكم : أنتم إخترتموني.. وأنا أعيد هذا الاختيار إليكم ، لاتخاذ ما ترونه مناسبا.. وستجدونني على أتم الاستعداد ، إن شاء الله ،للتفاعل مع قراركم... حماية لوحدة الائتلاف ،وتحصينا له."

وختم الجعفري الرسالة بقوله "وسأبقى مضحيا في أي موقع من مواقع المسؤولية ،خدمة

لشعبنا الأبي في سبيل الله تعالى."

"والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"

وحملت الرسالة تاريخ اليوم ( بغداد - في 20 / 4 /2006 ) ،ووقع الجعفري عليها باسمه ثلاثيا " إبراهيم الأشيقر الجعفري"

هذا وكان قال رئيس الحكومة العراقية الدكتور ابراهيم الجعفري  قد اعلن سابقا في يوم الاربعاء إنه متمسك بترشيحه عن الائتلاف العراقي الموحد لمنصب رئيس الوزراء وانه لا يعترف بـ"مبدأ التنازلات" على حساب الحالة الوطنية.

وأضاف الجعفري في مؤتمر صحفي عقده في بغداد انه مصر على التمسك بتسميته مرشحا للائتلاف العراقي الموحد لمنصب رئيس الوزراء وان "مبدأ التنازلات بالنسبة لي غير وارد اطلاقا."

وأوضح الجعفري "كما لم أقر مبدأ التنازلات في التوافقات السابقة فانا لا افهم معنى التوازن على حساب الحالة الوطنية."

ومضى الجعفري يقول "أنا اسعى الى حكومة وطنية قوية.. حكومة تكنوقراط غير مكبلة بقرارات مسبقة تكون على حساب السيادة الوطنية والكفاءة العراقية."

وكان ممثلون عن بعض الكتل البرلمانية الاخرى قد أعلنوا في الايام القليلة الماضية عن النية في اقامة تكتل برلماني جديد تشترك فيه كل الكتل البرلمانية من غير الائتلاف وبما يمكنهم من الوقوف أمام كتلة الائتلاف العراقي وبالتالي تسمية مرشح لرئاسة الحكومة وانهاء حالة الجمود التي تضرب العملية السياسية.

وقال الجعفري في المؤتمر الصحفي ان اقامة تكتل برلماني من القوائم السياسية لا يتعارض والدستور العراقي وان التحالف العراقي الموحد سيتعامل "مع نتائجها بدون حساسية اذا استطاعت (الكتلة الجديدة) أن تشق طريقها الى التطبيق عبر السياقات والتقاليد."

بدوره  حض الرئيس الاميركي جورج بوش الاربعاء القادة العراقيين على الاتفاق سريعا على حكومة وحدة وطنية لسد "الفراغات" التي يستغلها منفذو اعمال العنف كما قال الامر الذي يمكن ان ينعكس ايجابا على شعبية الجمهوريين قبل اشهر من الانتخابات التشريعية الاميركية.

وقال بوش امام الصحافيين في حضور حكام اربع ولايات اميركية عادوا من جولة في العراق بينهم شقيقه جيب "ندرك تماما ان العملية السياسية في العراق يجب ان تتم سريعا ونعمل من اجل ذلك".

واضاف "ندرك تماما ان على العراقيين ان يشكلوا حكومة وحدة (...) بكلام اخر ندرك تماما ايضا ان الفراغات في العملية السياسية تسهل الاساءة والضرر".

وتنعكس اعمال العنف المستمرة في العراق وعجز المسؤولين العراقيين عن تشكيل حكومة سلبا على شعبية بوش التي تراجعت اخيرا الى ادنى مستوياتها.

ويهدد التراجع في شعبية بوش بالانعكاس على شعبية الحزب الجمهوري مع اقتراب الانتخابات التشريعية الاميركية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر.

وبعد اربعة اشهر على الانتخابات التشريعية العراقية التي وصفها بوش بانها نجاح كبير لا تزال الاحزاب الشيعية والسنية والكردية عاجزة عن الاتفاق على تشكيلة الحكومة.

وبحسب ارقام البنتاغون قتل 2379 جنديا اميركيا في العراق منذ اجتياح هذا البلد في اذار/مارس 2003.

واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاربعاء في صحيفة وول ستريت جورنال ان 35% فقط من الاميركيين مرتاحون اليوم لاداء رئيسهم مقابل 43% في كانون الثاني/يناير.

ويرى الاميركيون بحسب استطلاع الرأي ان الحرب في العراق يجب ان تتصدر اولويات بوش.

اما استطلاعات الرأي الاخرى فتشير الى ان غالبية الاميركيين لا يؤمنون بان الحرب كانت محقة ويودون عودة الجنود الى البلاد.

ورفض بوش مجددا انسحابا مبكرا من العراق موضحا "اكدت للحكام بان الولايات المتحدة ستنجز هذه المهمة".

وقال "لا انتظر ان يوافق الجميع على قراري الذهاب الى العراق لكن اريد (..) ان يعي الاميركيون ان الفشل في العراق ليس خيارا مطروحا".

ويقوم بوش منذ الخريف بحملة لاستعادة ثقة الاميركيين وقد اقنعته اخيرا المصاعب في العراق والمشكلات الداخلية باجراء تعديلات في فريقه.

غير انه رفض ان يستقيل وزير الدفاع دونالد رامسفلد وهو ما يطالب به جنرالات سابقون ياخذون عليه اخطاءه في العراق ونهجه المتسلط.

وسعى بوش لالقاء ضوء مختلف على الوضع في العراق فطلب من اربعة حكام (جمهوريان وديموقراطيان) ان يطلعوا الصحافيين على انطباعاتهم بعد عودتهم من زيارة للعراق في اعقاب مادبة افطار انضم اليها ايضا رامسفلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس.

شبكة النبأ المعلوماتية-االجمعة 21/نيسان/2006 -22/ربيع الاول/1427